الاتحاد

"سيرديكوف" يثير تساؤلات الروس... وسياسات غير منطقية تجاه كوريا الشمالية

لماذا اختار بوتين وزير دفاع ذا خلفية محاسبية؟ وهل يتعين على كوريا الجنوبية الاستعجال في مساعدة كوريا الشمالية؟ وما هي الخطوة التي يجب على رئيس الوزراء الياباني اتخاذها لتحسين علاقات بلاده مع الولايات المتحدة... تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.

"فراغ القيادة في وزارة الدفاع":

بهذه العبارة، عنون "سيمون سارزيان" تقريره المنشور يوم أمس الاثنين بصحيفة "ذي موسكو تايمز" الروسية، ليسلط الضوء على قرار الرئيس فلاديمير بوتين تعيين "أناتولي سيرديكوف" في منصب وزير الدفاع خلفاً لـ"سيرجيو إيفانوف"، الذي أصبح نائباً أول لرئيس الوزراء. "سيمون" يرى أن تعيين مدير سابق لمستودع مفروشات ومأمور ضرائب سابق في منصب وزير الدفاع لن يحسِّن، حسب كثير من المحللين، جاهزية الجيش الروسي. قرار بوتين تعيين مدير الضرائب الفيدرالية في منصب وزير الدفاع، أوجد حالة من الاضطراب بين أفراد الجيش الروسي. وحسب الكاتب، قدم بوتين، يوم الخميس الماضي، "سيرديكوف" لكبار القادة في الجيش الروسي، معبراً عن أمله في أن يلعب الرئيس الحالي لأركان الجيش، وهو الجنرال "يوري باليوفسكي" دوراً محورياً في التخطيط العسكري، وأن يقوم الوزير الجديد الذي يتمتع بخبرة كبيرة في مجال الأرقام بالتركيز على الجوانب المالية في الجيش الروسي، خاصة وأن بوتين كرر طلبه للوزير الجديد بأن يهتم بالنفقات المهدورة على هذا الجيش، وهو طلب في محله، لاسيما وأن وزير الدفاع السابق "سيرجي إيفانوف"، الذي أمضى ست سنوات في منصبه، أقر بمشكلة الهدر في نفقات الجيش الروسي. ومن الناحية النظرية، يرى "قسطنطين ماكيونكو"، نائب مدير مركز التحليلات الاستراتيجية، أن تعيين "سيرديكوف" سيساعد على ضبط توجيه الأمور المالية في وزارة الدفاع، خاصة وأن بيوت خبرة عدة أشارت إلى عدم كفاءة نظام التجنيد والتعيين في الوزارة. من ناحية أخرى، فقد نمت ميزانية وزارة الدفاع الروسية خلال السنوات الأخيرة، لتصل إلى 31.3 مليار دولار، بعد أن كانت 8.2 مليار دولار عام 2001، والسبب في ذلك يعود إلى ارتفاع أسعار النفط.. السيرة الذاتيه لـ"سيرديكوف" البالغ من العمر 45 عاماً، تقول إنه قبل أن يلتحق بهيئة الضرائب الفيدرالية، عمل خلال الثمانينيات والتسعينيات في مجال المفروشات، وذلك على الرغم من أن الموقع الإليكتروني لوزارة الدفاع الروسية لم يشر إلى الوظيفة التي شغلها الوزير الجديد بعيد تخرجه من "معهد لينينجراد للتجارة السوفييتية". وثمة من يرى أن "سيرديكوف" يفتقد الخبرة السياسية والكاريزما اللتين كان يتمتع بهما سلفه "سيرجي إيفانوف".

"مساعدات من أجل قمة"!

هكذا عنونت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم السبت الماضي، مشيرة إلى أن سيئول لم يعد لديها صبر على تعليق مساعداتها لكوريا لشمالية، والذي بدأ منذ أكتوبر 2006 أي بعد تجربة بيونج يانج النووية. غير أنه لن يكون ثمة تأخير شديد في ��قديم العون لكوريا الشمالية، إذا شرعت سيئول في شحن الأرز والأسمدة إلى بيونج يانج، بعد التحقق من أن الشطر الشمالي يستحق هذه المساعدات. الصحيفة أشارت إلى اتصال رسمي تم بين سيئول وبيونج يانج لعقد الجولة رقم 20 من المحادثات الوزارية، التي من المزمع التئامها خلال الفترة من 27 فبراير إلى 2 مارس المقبل، على أن يكون استئناف كوريا الشمالية للمساعدات على رأس بنودها. المنطق يقول إن كوريا الشمالية التي تعاني من فقر مدقع يفترض أن تطرق باب كوريا الجنوبية طلباً للمساعدة، لكن بدلاً من ذلك تبدي سيئول شغفها بعقد جولة جديدة من المحادثات الوزارية مع بيونج يانج وفي أقرب وقت ممكن. ومن ناحية أخرى، فإن الاتفاق النووي مع كوريا الشمالية، الذي توصلت إليه المحادثات السداسية، يلزم كوريا الجنوبية بتزويد كوريا الشمالية بمليون طن من الوقود، أي بما قيمته 62 مليار "ون"، مقابل تعطيل التجهيزات النووية في "يونجبون"، وهذا المبلغ ليس صغيراً، خاصة وأن سيئول ستقدم خلال العام الجاري مساعدات لبيونج يانج قيمتها 870 مليار "ون" تشمل مساعدات غذائية وزراعية. الصحيفة تطالب سيئول بعدم الاستعجال في مساعدة بيونج يانج، خاصة وأن تعليقها لم يكن سوى مجرد رد فعل على تجربة بيونج يانج النووية. اللافت أن كوريا الشمالية اشترطت تعليق العمل في منشآت "يونجبون" النووية، بحصولها على أول شحنة من المساعدات النفطية، أي 50 ألف طن من الوقود خلال الستين يوماً المقبلة.

"شينزو آبي" والعلاقات الأميركية- اليابانية:

تحت عنوان "على آبي ألا يتجاهل العلاقات اليابانية- الأميركية"، خصص "يوشيو أوكوارا" سفير اليابان السابق في الولايات المتحدة، مقاله المنشور يوم أمس الاثنين بصحيفة "جابان تايمز" اليابانية، مشيراً إلى رئيس الوزراء الياباني الذي وصل إلى أن السلطة قبل أربعة شهور، نجح في مد جسور التعاون مع الصين وكوريا الجنوبية، وعزز علاقات بلاده مع أوروبا ودول جنوب شرق آسيا، لكنه لم يزر الولايات المتحدة حتى الآن، والتقى الرئيس بوش مرة واحدة، في نوفمبر الماضي، على هامش قمة "إيبك" بالعاصمة الفيتنامية "هانوي". وعلى رغم الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها "شينزو آبي" إلى واشنطن مطلع مايو المقبل، فإن هذه الزيارة ستكون روتينية. الكاتب يأمل في أن يزور رئيس الوزراء الياباني أميركا في أقرب وقت ممكن، لأن العلاقات بين طوكيو وواشنطن تمر بمرحلة حرجة، والدليل على ذلك توجيه اثنين من وزراء حكومة "شينزو آبي" انتقادات لسياسة جورج بوش في العراق، في وقت يتوقع البيت الأبيض دعماً سياسياً من طوكيو. من ناحية أخرى سيجري رئيس الوزراء الصيني "وين جيابو" زيارة إلى اليابان خلال الفترة من 11 إلى 15 أبريل المقبل، وهي زيارة قد تستغلها وسائل الإعلام للتقليل من أهمية زيارة "شينزو آبي" المرتقبة إلى واشنطن التي ستلي زيارة المسؤول الصيني إلى اليابان. ولتجنب وقوع هكذا سيناريو، على رئيس الوزراء الياباني، تقديم موعد زيارته إلى الولايات المتحدة ليصبح في مطلع أبريل لمقبل أي بعد تمرير البرلمان الياباني لميزانية 2007.