الديار

عباس يصف «اللقاء الثلاثي» بالصعب والمتوتر

غادرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس المنطقة بعد جولة لم تحقق نتائج تذكر ‏لتحريك عملية السلام.‏وانهت رايس جولتها في عمان وغادرت الى برلين حيث ستحض شركاءها في اللجنة الرباعية على ‏تقديم دعم اضافي للجهود الاميركية الاخيرة من اجل انقاذ عملية السلام الاسرائيلية - ‏الفلسطينية.وفي عمان، التقت بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي اكد «ضرورة ضمان استمرارية ‏المجتمع الدولي، وبشكل خاص الولايات المتحدة، بالدفع بقوة لإحياء عملية السلام في منطقة ‏الشرق الأوسط واعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لطـاولة المفاوضـات».واضاف ان «شعوب المنطقة تتطلع ان تستمر واشنطن في لعب دور اساسي في عملية السلام من خلال ‏تهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات وتجاوز العراقيل والصعوبات مهما بلغت حدتها استنادا الى ‏مبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق وصيغة حل الدولتين».ورأى الملك عبد الله ان «مرور الوقت من دون التوصل الى تفاهم وصيغة محددة للمضي قدما ‏بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يخدم احدا ولا يصب الا في خانة ارتفاع وتيرة التوتر ‏والعنف».كما التقت رايس في عمان بمسؤولي مخابرات عرب بينهم الامير بندر بن سلطان الامين العام لمجلس ‏الامن القومي السعودي ورئيس المخابرات المصري عمر سليمان.‏وقال مسؤول اميركي رافق رايس في زيارتها ان «رايس التقت في اجتماع رباعي غير معلن بمسؤولي ‏اجهزة المخابرات الاردنية والمصرية والسعودية والاماراتية لبحث موضوع حكومة الوحدة ‏الفلسطينية»، بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.ثم اجرى الملك عبد الله لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيقوم بجولة تشمل ‏بريطانيا والمانيا وفرنسا.‏ودعا العاهل الاردني الفلسطينيين الى العمل على انجاح اتفاق مكة معلنا تكثيف الجهود ‏الدبلوماسية الاردنية «لكسب التأييد الدولي لانهاء الحصار المفروض عليهم».‏ومن جهته، وصف عباس اللقاء الذي جمعه امس مع رايس واولمرت «بالصعب والمتوتر»، لكنه ‏اعتبر «انه لم يكن فاشلا وسيتبعه عقد اجتماعات اخرى».‏وبعد اكثر من اسبوعين على اجتماعها في واشنطن، تعقد اللجنة الرباعية التي تضم الولايات ‏المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي اجتماعا لتحديد النهج الواجب اتباعه بعد ‏اللقاء الثلاثي في القدس الذي ادى الى نتائج مخيبة.واعربت رايس عن «التزام بلادها بالسعي لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال اقامة ‏دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسـلام مع إســرائيل».‏كما اشادت رايس بـ «الدور الإيجابي والحرص الكبير الذي يبديه الملك عبد الله للمضي قدما ‏بالعملية السلمية خدمة لتطلعات شعوب المنطقة في العيش بأمان وسلام».‏ومن جانب اخر، دعا الملك عبد الله في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود ‏اولمرت، الحكومة الاسرائيلية الى «العمل من اجل المساهمة في تحريك عملية السلام مع ‏الفلسطينيين وتجاوز كافة العقبات والعراقيل التي تحول دون استئناف المفاوضات بين الجانبين ‏وفلقرارات الشرعية الدولية».‏ ثم اجرى الملك عبد الله لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيقوم بجولة تشمل ‏بريطانيا والمانيا وفرنسا.‏ودعا العاهل الاردني الفلسطينيين الى العمل على انجاح اتفاق مكة معلنا تكثيف الجهود ‏الدبلوماسية الاردنية «لكسب التأييد الدولي لانهاء الحصار المفروض عليهم».‏وشدد على «ضرورة ان يركز الفلسطينيون جهودهم خلال المرحلة المقبلة على ضمان نجاح اتفاق ‏مكة المكرمة والبناء عليه لتعزيز وحدة وتماسك الشعب الفلسطيني وتمكينه من استعادة حقوقه ‏المشروعة».واكد ان «الدبلوماسية الاردنية ستكثف من جهودها خلال المرحلة القادمة لكسب التأييد ‏الدولي لانهاء الحصار المفروض على الفلسطينيين وتقوية موقف المفاوض الفلسطيني في عملية السلام ‏استنادا لخطة خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام وصيغة حل الدولتين».ودعا الفلسطينيين الى العمل «على التوافق حول انجع السبل الكفيلة بانهاء الحصار الاقتصادي ‏المفروض عليهم وتساعدهم بالتوازي كذلك على المضي قدما في العملية السلمية».‏وبعد اكثر من اسبوعين على اجتماعها في واشنطن، تعقد اللجنة الرباعية التي تضم الولايات ‏المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي اجتماعا لتحديد النهج الواجب اتباعه بعد ‏اللقاء الثلاثي في القدس الذي ادى الى نتائج مخيبة.واكتفى الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين بالقول ان «احد اهدافنا هو ‏الاستماع الى معلومات رايس حول زيارتها»، مؤكدا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليس ‏لديه اي «مقترحات جديدة» ليبـحثها.ورحبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي ترئس بلادها حاليا الاتحـــاد الاوروبي باتفاق ‏مكة باعتباره «خطوة في الاتجاه الصحيح» لكنها اكدت ايضا انه لا يزال هناك «الكثير من ‏العمل» وانه لم تتم تلبية الشروط الثلاثة.ويثير الحظر الاقتصادي اعتراضا لدى الاتحاد الاوروبي وروسيا بسبب انعكاساته على الحياة ‏الاقتصادية وعلى رواتب الاف الموظفين الرسميين الفلسطينيين. وبعد توقيع اتفاق مكة بين فتح ‏وحماس دعت موسكو اللجنة الرباعية الى بحث رفع «هذا الحصار».واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية امس، عشية اجتماع اللجنة الرباعية ان اللقاء الثلاثي ‏يشكل «اشارة مشجعة» لكن تحقيق «تقدم اخر امر ضروري».‏وقال المتحدث المساعد باسم الخارجية الفرنسية ديني سيمونو امام الصحافيين «ان المهم هو ان ‏مختلف المحاورين يتحدثون ويلتقون في ما بينهم. من وجهة النظر هذه كان الاجتماع امرا ‏جيدا».واضاف «كنا نرغب في ان يكون هناك اشارة سياسية تعطى خصوصا للفلسطينيين» بعد الاتفاق ‏الذي تم التوصل اليه في مكة المكرمة في الثامن من شباط بين حركتي فتح والمقاومة الاسلامية ‏‏(حماس) حول تشكيل حكومة وحدة وطنيةوتابع المتحدث «نعتبر من وجهة النظر هذه ان اللقاء كان مفيدا. والان ينبغي فعلا رؤية ما ‏سيتبع» اجتماع القدس.‏ويشكل لقاء القدس بين رايس واولمرت وعباس «اشارة مشجعة. لكن يبقى لدينا الشعور بان ‏تحقيق تقدم اخر امر ضروري».‏من جهتها، اعلنت حركة حماس انها ما زالت تأمل أن تلين الولايات المتحدة موقفها تجاه حكومة ‏وحدة فلسطينية على الرغم من تصريحات إسرائيلية تشير إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل ‏ستقاطعانها إلى أن تلبي عددا من الشروط.وقال غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إن الموقف الأمريكي ما زال غير محسوم مشيرا ‏إلى أن واشنطن تهدد مرة بمقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية المنتظرة ومرة تقول إنها ستنتظر ‏وترى.وأضاف أنه ربما يتضح موقف الأمريكيين أكثر بعد إعلان الحكومة مشيرا إلى أن حماس تأمل أن ‏يتحلى هذا الموقف بمزيد من المنطقية والمرونة.‏على صعيد اخر، اعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انها قررت عدم المشاركة في حكومة ‏الوحدة الوطنية لاسباب سياسية، مؤكدة رفضها لتضمين اتفاق مكة المكرمة احترام الاتفاقات ‏التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع اسرائيل.وقالت مريم ابو دقة عضو المكتب السياسي للجـبهة ان الجـــبهة «قـــررت الاعتذار وعدم ‏المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية لاسباب سياسية».‏واضافت ان هذه الاسباب «تتعلق برفضنا لما تضمنه اتفاق مكة من احتـرام الاتفاقات التي ‏وقعتها منظمة التحرير وتتضمن الاعتراف باسرائيل».‏وتابعت ان اتفاق مكة «ثنائي بين الحركتين (فتح وحماس) ويمثل هبوطا عن القواسم المشتركة وعن ‏ما تم الاتفاق عليه في وثيقة الوفاق الوطني (الاسرى) (...) ولا يخدم الكل الوطني وبالتالي غير ‏ملزم لنا بنتائجه السياسية».واشارت الى ان جبهتها تعتبر النقطة الايجابية الوحيدة في اتفاق مكة المكرمة «وقف اطلاق ‏النار وحقن الدم الفلسطيني»، مشددة على ضرورة «اجراء حوار شامل من اجل تفعيل واصلاح ‏وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية من اجل الحفاظ على مصالح شعبنا»‏