الوطن القطرية / محمد ظروف

هل يستطيع لبنان أو فريق لبناني بعينه ان يتحمل تبعات وتداعيات انشاء محكمة دولية، تهدف اصلا الى محاولة اسقاط النظام السوري؟

وهل أدرك هذا الفريق أن هدف الولايات المتحدة من المحكمة هو تحقيق ما عجزت عن تحقيقه من خلال غزوها؟ ولماذا لا يفكر اللبنانيون مليا وبإمعان بهذه المسألة، ونتائجها وتفاعلاتها وان أي تسييس لموضوع المحكمة لن يقود لبنان الا إلى الحرب الأهلية، وليصبح من حق سوريا ان تفعل أي شيء، من اجل درء الخطر عنها.. ذلك ان المسؤولين الأميركيين يجاهرون - ليل نهار فقط - ان هدفهم من المحكمة الدولية، هو الحفاظ على لبنان كرأس حربة في المشروع الأميركي أي ان يتم استخدام المحكمة كأداة لتصفية الحساب مع دمشق وبالتالي فإن الهواجس التي تطرحها سوريا تصبح مشروعه خاصة ان احدا لا في لبنان ولا في المنطقة، يستطيع ان يقدم أي ضمانات بعدم تسييس المحكمة كما كان يحدث في فترة المحقق الدولي ميليس، الذي تأثر بالضغط والتدخل الأميركيين، وحاول ان يوجه مسار التحقيق باتهام سوريا!

والمشكلة تكمن في ان سعد الحريري وفريقا لبنانيا بأكمله اصبحوا اسرى موضوع المحكمة الدولية، دون ان يهتموا بأن مثل هذه المحكمة تريد فقط اتهام سوريا وليس الكشف عن الحقيقة.

ولو كان هناك توجه جدي بالوصول الى الحقيقة، لبادرت أميركا واسرائيل مباشرة على وضع العراقيل في طريق تشكيلها لأنه في هذه الحالة، فإن المسؤولية تطال واشنطن وتل ابيب، لأنهما المستفيدان الأكبر من اغتيال الحريري.