الديار
براون : الانسحاب سيتمّ في نيسان أو أيار
اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس ان بلاده ستخفض عديد قواتها في جنوب العراق من 7100 الى 5500 عنصر، في اول عملية بهذا الحجم منذ اجتياح هذا البلد في اذار 2003. وفي وقت لاحق، قال وزير الدفاع البريطاني ديس براون ان انسحاب 1600 جندي بريطاني من الع سيتم في نيسان او ايار. وقال بلير في خطاب امام النواب في مجلس العموم انه «سيتم تقليص القوات من 7100 عنصر حاليا (...) الى نحو 5500»، مذكرا بان عدد الجنود البريطانيين كان تسعة الاف قبل عامين ونحو اربعين الفا «عند اندلاع النزاع» في اذار 2003.ولم يعلن بلير جدولا زمنيا محددا مشيرا الى ان هذا الانسحاب سيبدأ «خلال الاشهر المقبلة». لكنه تدارك ان «اي شيء من هذا القبيل لن يؤدي الى تراجع قدرتنا القتالية». واضاف «في البصرة (جنوب العراق) سننقل المسؤولية الى السلطات العراقية، الفصل المقبل في البصرة سيكتبه العراقيون بانفسهم».واشار رئيس الوزراء البريطاني الى نجاح عملية «السندباد» التي هدفت الى ضمان الامن في مدينة البصرة وتم تنفيذها خلال الاشهر الاخيرة بالتعاون مع الجيش العراقي.ولفت بلير في المقابل الى ان الجيش البريطاني سيظل موجودا في العراق حتى عام 2008 وقال ان «الوجود العسكري للمملكة المتحدة سيتواصل عام 2008 ما دام العراقيون يطلبون ذلك، سيكون دورنا مزيدا من الدعم والتدريب للقوات العراقية»وقال «من المهم ان نظهر خصوصا للشعب العراقي اننا لا نريد البقاء وقتا اطول من اللازم، ولكن ما دام ثمة حاجة الينا فسنبقى الى جانبه».واضاف «مع مرور الوقت وبحسب التقدم الذي تحرزه القوات العراقية سيكون في استطاعتنا اجراء مزيد من الخفض، ربما ما دون 0055 عنصر ما ان يتم نقل قصر البصرة الى العراقيين في نهاية الصيف».وتابع بلير «باستثناء القوات التي ستظل في قصر البصرة (وسط المدينة) فان الوحدات البريطانية ستتمركز في القاعدة الجوية وستضطلع بدور داعم»، لافتا الى ان القاعدة اللوجستية ستصبح تحت قيادة القوات العراقية.وقال ان القوات البريطانية ستواصل تدريب القوات العراقية ودعمها وستضمن امن الحدود العراقية الايرانية وطرق الامدادات، مع الاحتفاظ بقدرتها على تنفيذ عمليات ضد «مجموعات متطرفة ودعم الجيش العراقي» عند الضرورة.من جهته، صرح وزير الدفاع البريطاني ديس براون لشبكة «سكاي نيوز» التلفزيونية انه «سيتم خفض عديد الجنود في الوقت الذي سيتم فيه تبديل القوات الموجودة هناك حاليا». واضاف ان «هذا الامر سيتم بين نيسان وايار من هذا العام»وكان بلير ابلغ بوش قراره خفض عديد القوات البريطانية في اتصال هاتفي الثلاثاء، ونقل المتحدث باسم البيت الابيض عن بوش قوله ان هذا القرار دليل نجاح.واوضح رئيس الوزراء البريطاني انه ناقش خطة تقليص القوات مع نظيره العراقي نوري المالكي الذي ابدى «دعمه الكامل».على صعيد آخر، دعا بلير امس ايران وسوريا الى الاختيار ما بين تشجيع الديموقراطية في الشرق الاوسط او البقاء في عزلة، معتبرا ان مواقف البلدين لا تتسم بالوضوح.وقال بلير «بات واضحا في الفترة الاخيرة ان سوريا ادركت التهديد الذي تمثله القاعدة وانها تتحرك ضدها، لكن نواياها ازاء العراق لا تزال مبهمة وتتسم بالعدائية تجاه لبنان».وقال بلير «التصريحات الصادرة عن ايران متناقضة»، ردا على اسئلة خلال جلسة المساءلة الاسبوعية في البرلمان.وقال بلير ان ايران «لا تزال تتطلع الى حيازة اسلحة نووية»، مشيرا الى تقرير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.وقال البرادعي ان ايران يمكن ان تحصل خلال ستة اشهر الى سنة على المعرفة اللازمة لتخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي.وقال بلير ان «البلدين، وان كانا مختلفين كثيرا، لديهما خيار واضح». وتابع يمكنهما «ان يعملا مع المجتمع الدولي او على تحديه. يمكنهما ان يختارا تاييد السلام في فلسطين والديموقراطية في لبنان وحكومة منتخبة في العراق، وفي هذه الحال سيكون مستعدين للتجاوب».واضاف «او يمكنهما ان يعملا على تقويض كل فرص التقدم وان يتحدا مع العناصر الاكثر شرا والأكثر تطرفا، وان يصبحا في هذه الحال اكثر عزلة سياسيا واقتصاديا».واعتبر بلير ان الشرق الاوسط يعيش لحظة «صراع تاريخي بين قوى التقدم والقوى الرجعية». ورحبت الادارة الاميركية امس بقرار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بدء سحب القوات البريطانية من العراق واعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان هذا القرار يعكس التقدم المحرز في هذا البلد الذي يشهد يوميا اعمال عنف طائفية.وقال تشيني من طوكيو في حديث اجرته معه محطة «اي بي سي» الاميركية ان «ما اراه هو ان العراق بات بلدا تسير فيه الامور في الاتجاه الصحيح».واضاف تشيني الذي يزور اليابان «لقد تحدثت الى صديق قام برحلة دامت سبع ساعات بين مدينتي بغداد والبصرة ولاحظ تحسنا ملحوظا للاوضاع مقارنة بما كانت عليه قبل حوالى السنة». ومضى يقول «هذا يبرر قرار بريطانيا التي ترى ان تقدما احرز ميدانيا وانه بات من الممكن خفعديد قواتها».ورفض تشيني التحدث عن احتمال سحب القوات الاميركية المنتشرة في العراق. وقال «اود ان تعلموا بان الاستراتيجية الاميركية لن تكون استراتيجية انسحاب». وانتقد تشيني محاولات الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي والنائب جون مورتا رئيس اللجنة الفرعية المكلفة ميزانيات الدفاع لعرقلة نشر قوات اضافية في العراق كما تنص خطة ، من خلال عملية تصويت في الكونغرس. وقال تشيني «لو كان علينا ان نقوم بما تقترح نانسي بيلوسي وجون مورتا فاننا سنقوم بدعم استراتيجية القاعدة».واعتبر السناتور جوزف بيدن المرشح الجديد للانتخابات التمهيدية في الحزب الديموقراطي استعدادا لخوض السباق الرئاسي عام 2008 انه «على الرئيس بوش ان يحذو حذو رئيس الوزراء بلير وان يبدأ بسحب قواته من العراق ويوقف ارسال قوات اضافية الى هذا البلد الذي يشهد حراهلية». الى ذلك، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس في برلين ان التحالف في العراق «لا يزال متماسكا»، وذلك اثر اعلان بريطانيا خفض قواتها في جنوب هذا البلد.وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الالماني فرانك فالتر شتاينماير قبل اجتماع اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) ان «التحالف لا يزال متماسكا، والواقع ان البريطانيين سيبقون الاف الجنود في جن العراق».واوضحت ان الانسحاب البريطاني سيتم وفق خطط التحالف التي تلحظ انتقالا تدريجيا للمهمات الامنية الى العراقيين وقالت «تلحظ الخطة ان قوات التحالف ما عادت ضرورية في هذه الظروف في وقت بات فيه ممكنا نقل مسؤوليات الى العراقيين».واعلن رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن امس ان الدنمارك التي تعد من اقرب حلفاء الولايات المتحدة ستسحب كامل جنودها الـ 460 المنتشرين في العراق في اب المقبل. وصرح خلال مؤتمر صحافي ان «سحب الكتيبة الدنماركية سيتم في اب على ان تحل مكانها وحدة مروح». واضاف ان هذا القرار «اتخذ بالتشاور مع حلفائنا في التحالف لا سيما بريطانيا». وينتشر القسم الاكبر من الجنود الدنماركيين في مدينة البصرة (جنوب) تحت القيادة البريطانية. وقال وزير الدفاع الليتواني امس ان بلاده تخطط لسحب قواتها البالغ عددها 53 جنديا من راق في أعقاب صدور قرارين بسحب القوات البريطانية والدنماركية. ويعمل الجنود الليتوانيون بدورهم تحت إمرة القيادة الدنماركية. وقال وزير الدفاع الليتواني يوزاس أوليكاس «إننا نخطط لسحب كل قواتنا لان البريطانيين والدنماركيين يفعلون ذلك». وقال ان القوات ستبقى حتى آب على أقل تقدير وهو التوقيت الذي يعتزم فيه الدنماركيون المغادرة.وقال أوليكاس ان ليتوانيا تعتزم إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان. وتواصل العنف في العراق امس حيث دخلت الخطة الامنية في بغداد «فرض القانون» اسبوعها الثاني.وضرب تفجير انتحاري بسيارة مفخخة صباحا مدينة النجف الشيعية المقدسة موقعا 13 قتيلا واكثر من 30 جريحا ولكن محافظ المدينة اسعد ابو كلل اكد ان قوات الامن تمكنت من منع الانتحاري من استهداف المدينة القديمة التي يوجد بها مرقد الامام علي ومكتب المرجع الشيعى الى اية الله على السيستاني. وقال كلل ان «حاجزا الشرطة عند مدخل المدينة القديمة طلب من قائد السيارة ان يوقفها بعد الاشتباه الامر الذي ادى الى ان يبادر الانتحاري بتفجير نفسه ولم يتمكن من دخول المدينة القديمة» التي كان يستهدفها.واضاف «كانت لدينا معلومات استخباراتية تقول ان هناك عددا من السيارات المفخخة منتشرة في محافظات الوسط وابلغنا محافظتي بابل وكربلاء بها وبالفعل عثر على ثلاث سيارات في بابل واثنتين في كربلاء».واوضح ان سبعة جنود وثلاث نساء وثلاثة اطفال قتلوا في التفجير الذي وقع في ساحة الفتح عند مدخل المدينة القديمة.وفي بغداد، قتل عراقيان في تفجير صهريج مفخخ محمل بغاز الكلور في منطقة البياع (جنوب غرب العاصمة).كما جرح سبعة اشخاص جراء التفجير واصيب 25 شخصا باختناق نتيجة تسرب غاز الكلور. وفي منطقة البياع كذلك، قتل ثلاثة مدنيين واصيب عشرة اخرون اثر سقوط ستة قذائف هاون على عدة منازل، وفق مصادر امنية.وفي مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية، قتل 3 اشخاص واصيب اربعون اخرون في انفجار سيارة مفخخة، حسب المصادر نفسها.وفي مدينة كركوك النفطية (شمال العراق)، اصيب 19 شخصا في تفجير سيارة مفخخة في منطقة الشورجة (شمال المدينة) ذات الغالبية الكردية امس.واوضح المصدر ان عبوتين انفجرتا بعد ذلك بدقائق في محطة حافلات في وسط المدينة ما ادى الى اصابة عشرة اشخاص.وحض نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي تركيا امس على وقف تهديداتها بشن عمليات عسكرية عبر الحدود ضد المتمردين الاكراد الاتراك المتمركزين في شمال العراق وقال ان العمل الاحادي لن يساعد على حل المـشاكل. وصرح مهدي للصحافيين بعد محادثات مع وزير الخارجية التركي عبد الله غول «ان مثل هذه المشاكل لا يمكن ان تحل من خلال خطوات احادية (...) ويجب ان تسعى جميع دول المنطقة للتعاون واحترام سيادة بعضها البعض».وتعهد مهدي بان تبذل بغداد «كل ما بوسعها» لمنع حزب العمال الكردستاني من استخدام العراق نقطة انطلاق لشن الهجمات على المناطق التركية. وقال «نحن في العراق نقاتل جماعات عراقية سواء كانت سنية او شيعية. ومن غير المعقول ان لا نقاتل جماعات اجنبية».وقال مهدي ان بغداد تعتبر تركيا جارا «قدم الدعم التام للعراق خلال هذه الاوقات الصعبة» ويرغب في تحسين العلاقات الثنائية. وبدوره قال غول ان «تركيا على اتصال وثيق بكافة العراقيين وتبذل ما بوسعها للمساعدة على اخماد النار هناك».