الديار
مسؤول أميركي : حسابات ايرانية خاطئة ستؤدي لحرب
تمسك الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس بموقفه في الملف النووي، مؤكدا ان الطاقة النووية حيوية لمستقبل ايران، فيما انتهت المهلة التي حددتها الامم المتحدة لايران لتعليق انشطتها الحساسة. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الطالبية عن الرئيس الايراني قوله خلاتجمع في محافظة جيلان (شمال) ان «الطاقة النووية مهمة جدا لتحقق بلادنا تقدما ونموا».واضاف ان «الامر يستحق العناء حتى ان اضطررنا الى تعليق انشطة اخرى لمدة 10 سنوات والتركيز على هذا الملف»، من دون ان يكشف طبيعة الانشطة التي كان يتحدث عنها.وتابع احمدي نجاد «في حال حصلنا على هذه الطاقة فان شعبنا سيكون احرز تقدما لحوالى خمسين سنة». وقال «لهذا السبب يتخوف خصومنا من امتلاكنا هذه الطاقة».الى ذلك، دعا علي اكبر ولايتي الممثل الخاص للمرشد الاعلى للجمهورية الايرانية آيت الله علي خامنئي في حديث لصحيفة «لوموند» الفرنسية امس، فرنسا والمانيا وروسيا والصين الى «تليين» الموقف الاميركي من الملف النووي الايرانيواوضح ولايتي «ضمن مجموعة خمسة زائد واحد هناك اربع دول لديها علاقات جيدة معنا هي المانيا وروسيا والصين وفرنسا. فهل ستقوم بشيء من اجل تليين موقف الولايات المتحدة؟».واضاف «لا اعتقد ان قرارا جديدا لمجلس الامن سيساهم في تسوية المشكلة» مشيرا الى ان ايران ستتتابع «درجة الواقعية في مواقف الدول المقررة في مجلس الامن»، مؤكدا «ان الامر يكاد يكون معادلة رياضية مفادها انه في حال انتصر التطرف هناك (في مجلس الامن) فانه سينتصايضا هنا (في ايران)». وكان كبير المفاوضيين الايرانيين في الملف النووي الايراني علي لاريجاني اعتبر ليل الثلثاء الاربعاء اثر اجتماعه مع المدير العام للمنظمة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في فيينا ان اية محاولة لفرض حل في الازمة الايرانية سيواجه «برد مناسب». وقال «اية خط غير تقليدية او غير منطقية ستواجه برد مناسب».وجاء اجتماع البرادعي ولاريجاني عشية نهاية مهلة حددها مجلس الامن الدولي لطهران لوقف تخصيب اليورانيوم.ويتوقع ان يلحظ البرادعي في التقرير الذي سيقدمه بناء على طلب مجلس الامن الدولي، تزايد وتيرة تخصيب اليورانيوم في ايران ما قد يؤدي الى زيادة العقوبات التي قررها مجلس الامن ضدها في 23 كانون الاول.وقال لاريجاني امس للصحافيين ان المسألة لا يجوز ان «تحل بالقوة ولا بالضغط ولكن عبر التفاوض» متهما بعض الدول «بالرغبة في حرمان ايران من حقها في التكنولوجيا النووية السلمية».واضاف ان «تعليق التخصيب قرار سياسي وليس تقنيا» مؤكدا ان «حوار بناء» يفرض نفسه. وقال البرادعي امس لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية ان ايران ستحصل في غضون ستة اشهر الى عام على المعرفة اللازمة لتخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي مع ثلاثة آلاف وحدة طرد مركزي تعمل كـ «سلسلة» غير انه رأى ان ايران «لا تزال بعيدة جدا عن حيازة القدرة على نيع قنبلة». واشار البرادعي في حديثه للصحيفة الى عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق بروتوكول الحد من الانتشار النووي.وقال «يجب ان نتذكر جيدا، انه طالما ان الثلاثة آلاف (وحدة طرد مركزي) موضوعة تحت ضمان بروتوكول الحد من الانتشار النووي، لا يمكن ان يزيد التخصيب عن 5 بالمئة».وقال بناء على تقديرات اجهزة المخابرات الاميركية والبريطانية ان ايران لن تكون قادرة على انتاج سلاح نووي الا في غضون ما بين خمس الى عشر سنوات. واضاف «لا يمكن قصف المعرفة» محذرا من اي تدخل عسكري اميركي او اسرائيلي وحتى من تشديد العقوبات. ودعا الى مضاعفة حوار. في المقابل، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس في برلين ان مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا يهدف الى الحماية من تهديدات مصدرها ايران.وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير «ان التهديد الذي تمثله الصواريخ الايرانية يتزايد، ونحن بحاجة الى الاهتمام بذلك».واضافت الوزيرة الاميركية «ايا كان من يعرف ذلك سيقول لكم ان عشرة انظمة اعتراض في بولندا وموقع رادارات في الجمهورية التشيكية لا يمكنها في اي حال من الاحوال ان تمثل تهديدا لروسيا».وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي امس في موسكو ان «قرارا جديدا يمضي ابعد» من القرار السابق بشأن الملف النووي الايراني، ينبغي تحضيره في مجلس الامن الدولي.وقال الوزير الفرنسي اثر اجتماع مجلس التعاون الفرنسي الروسي لقضايا الامن «يجب ان نقوم الان بصياغة قرار جديد مع زملائنا الاوروبيين والروس والاميركيين وان يذهب هذا القرار ابعد من القرار الذي كنا تبنيناه بالاجماع في 23 كانون الاول».واضاف اثناء مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ووزيري الدفاع الفرنسي والروسي «بهذه الطريقة فقط يتيح حزم ووحدة المجتمع الدولي فتح حوار جوهري في ايران حول سياسة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد»واعرب القائد المنتهية ولايته للاسطول الاميركي الخامس المناط بمهمة تامين سلامة الملاحة في الخليج، عن «قلقه» ازاء «حسابات خاطئة» ممكنة من قبل ايران قد تسفر عن اندلاع نزاع.وفي مقابلة اجريت هذا الاسبوع مع مجموعة صغيرة من الصحافيين بينهم مراسل لفرانس برس، اتهم الاميرال باتريك ولش ايران بالسعي الى «ارهاب» و«استفزاز» جيرانها بخطابها وبالمناورات العسكرية التي تجريها.وقال قائد الاسطول الذي يوجد مقره في البحرين «ان ذلك بالتاكيد ما نسعى الى تجنبه (..) غلطة يمكنها ان تؤدي الى حرب».وفيما اطلق الاميرال هذه التصريحات، كانت حاملة الطائرات «يو اس اس جون سي ستينيس» تصل الى بحر عمان لتنضم الى حاملة الطائرات «يو اس اس ديوايت ايزنهاور» التي تعمل في هذه المنطقة.وفي هذا السياق، اكد الاميرال ولش ان حضور حاملة الطائرات ستينيس في المنطقة سيستمر «عدة اشهر»، الا انه اكد ان ذلك «ليس بالضرورة علامة مسبقة لعمليات هجومية».واشار الى انها كانت متواجدة في البحر مقابل باكستان «وهي في الاساس تقدم دعما للعمليات في افغانستان».وذكر الاميرال ولش بانه «هناك التزام دولي بالسعي الى حل الازمة النووية الايرانية بالسبل الدبلوماسية، عبر مجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية» مشيرا الى ان دول المنطقة تريد حلا سلميا للازمة وان واشنطن «تدعم بقوة هذا التوجه».الا ان الاميرال ولش الذي كان يقود الاسطول الاميركي الخامس منذ تشرين الاول 2005 لم يخف مخاوفه ازاء التصرفات الايرانية.وقال «يهددون باستخدام سلاح النفط، يهددون باغلاق مضيق هرمز» في اشارة الى تصريحات ايرانية سابقة.واضاف ولش (52 عاما) الذي سيغادر المنامة غي نهاية الشهر ليصبح الرجل الثاني في البحرية الاميركية «ان مزيجا من الخطاب والنبرة الحادة والمناورات العدائية في مجال بحري ضيق هو ما يقلقنا».واعتبر ان الوضع ما انفك يتدهور في الاشهر الـ 18 الاخيرة وان موقف ايران بات ينم عن «مزيد من النبرة العالية، ومزيد من التعجرف».وذكر الاميرال بان الايرانيين اقدموا خلال مناورات «الرسول الاكبر 2» في تشرين الثاني الماضي والتي تضمنت اطلاق صواريخ بالستية في الخليج، على «اظهار الالغام على زوارقهم (..) لكي يرى الجميع». واعتبر ان الرسالة التي تريد ان تبعث بها ايران واضحة.والقى قائد الاسطول الخامس الضوء بشكل خاص على كون المناورات الايرانية «تركزت في منطقة مضيق هرمز»، وهو الممر الاستراتيجي الذي يستخدم لمرور 20% من انتاج الخام في العالم.وقال في هذا السياق «ان الخلاصة الوحيدة التي يمكن ان نستنتجها هي ان كل ذلك كان يهدف الى الترهيب والاستفزاز».وازاء هذا الوضع، قال الاميرال ان واشنطن قررت «ان تدعم بقوة اصدقاءها» في الخليج. واضاف «ان ما يقلقني هو الحسابات الخاطئة (..) نحن قلقون جدا في ما يتعلق بالنبرة الصادرة على اعلى الهرم في ايران والذي يتفاعل على مستوى قادة» السفن البحرية الايرانية التي تتجاور مع سفن الاسطول الخامس.وحظرت الهند كافة الصادرات والواردات الى ايران ومنها والتي يمكن ان تستخدم في برنامج ايران النووي، حسبما اعلنت وزارة التجارة الهندية امس. وجاء في بيان للحكومة «تم حظر كافة الصادرات والواردات المباشرة وغير المباشرة الى ايران ومنها، ليشمل الحظر كافة العناصر والمواد والمعدات والسلع والتكنولوجيا التي يمكن ان تساهم في نشاطات تخصيب اليورانيوم الايرانية»