الوطن القطرية / محمد ظروف

أصبح العرب بحاجة إلى اطلاق حوار سياسي جاد ومفتوح فيمن بينهم قبل ان يجري الحديث عن أي حوار عربي - ايراني، أو عربي - اميركي، ذلك ان المستوى المتأزم والمتدهور الذي وصلت اليه العلاقات العربية - العربية بات يدعو إلى القلق المشروع في ضوء تعاظم التفاعلات والتداعيات التي تظهر في كل الساحات.

وكما هو واضح، فان ذهاب القادة العرب إلى قمة الرياض - الشهر المقبل ضمن هذه الاجواء الانقسامية والخلافية سيجعل منها قمة مجاملات والتقاط صور تذكارية وبالتالي فان العمل العربي المشترك سيصاب بهزيمة أو نكسة كبرى، الامر الذي لابد سيخدم مصالح اسرائيل اولا وقبل كل شيء.

ونبرز في هذا السياق نقطة في غاية الاهمية وهي ان كون بعض الدول العربية تقيم علاقات تحالف مع اميركا لا يعني ان تصبح هذه الدول خاضعة في كل شيء لأوامر وتعليمات الولايات المتحدة!

فعلى سبيل المثال عارضت الولايات المتحدة اتفاق مكة بين حماس وفتح، وأكدت وزيرة الخارجية الاميركية رايس ان واشنطن لن تعترف بأي حكومة فلسطينية ستشكل على قاعدة اتفاق مكة ومع ذلك فان السعودية تحركت، وتحالفها مع واشنطن لم يمنعها من ان تقوم بمبادرة هامة اسفرت عن اتفاق بين الفلسطينيين انفسهم.

فلماذا لا تفكر البلدان العربية المحسوبة على اميركا في المنطقة انها تستطيع ان تفعل الكثير من اجل دعم ومساندة قضايا الامة، وانها ليست مضطرة ان تأخذ موافقة مسبقة من اميركا في كل تحرك تريد القيام به لان هذا حقها وقدرها.