طالب محقق تابع للأمم المتحدة بمحاكمة الاحتلال “الإسرائيلي” أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، فيما تعتزم “إسرائيل” تنفيذ عملية (ترانسفير) واسعة لعشرات آلاف الفلسطينيين من منطقة شرق مدينة القدس، التي حولها الاحتلال أمس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية لمنع وصول الفلسطينيين إليها. وهدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بتفجير انتفاضة ثالثة لحماية المسجد الأقصى، كما دعا المجتمع الدولي لإلزام “إسرائيل” باحترام اتفاق مكة.
وطالب المقرر الخاص للأمم المتحدة لقضايا حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية جون دوغارد بنقل قضية الاحتلال “الإسرائيلي” إلى محكمة العدل الدولية. وشبه تقرير للمحقق دوغارد الاحتلال “الإسرائيلي” بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا.
وحوّل الاحتلال أمس مدينة القدس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث نشر ما يقارب ثلاثة آلاف جندي، وشدد الحواجز على مداخلها وداخلها لمنع الزحف الفلسطيني نحو المسجد الأقصى.
وتعتزم “إسرائيل” تنفيذ خطة تهجير قسري واسعة (ترانسفير) بحق حوالي 35 ألف فلسطيني من البدو المقيمين قرب مستعمرة معاليه أدوميم شرق مدينة القدس المحتلة.
وقمعت قوات الاحتلال بقنابل الغاز المدمع وخراطيم المياه مسيرة سلمية تقام أسبوعيا في بلدة بلعين احتجاجا على الجدار.
وفي الشأن السياسي، يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولته الأوروبية لحشد التأييد لاتفاق مكة والتمهيد لقبول دولي بحكومة الوحدة الوطنية المقبلة. والتقى لهذا الغرض أمس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي طالبت بالإفراج الفوري عن الجندي “الإسرائيلي” جلعاد شاليت.
وأثارت الزيارة المرتقبة التي يعتزم خالد مشعل القيام بها إلى موسكو غضب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود أولمرت، الذي اتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة للتشويش عليها.
وفي القاهرة حذّر مشعل واشنطن من الاعتقاد بأن مرحلة ما بعد اتفاق مكة تشبه ما قبله، مؤكدا أن صفحة الخلافات الفلسطينية قد طويت ولا موانع تحول دون الاتفاق الفلسطيني على برنامج سياسي موحد. ودعا مشعل الحكومات والبرلمانات العربية لممارسة الضغط على الحكومة “الإسرائيلية” من أجل السماح بدخول الأموال للفلسطينيين والإفراج عن النواب الأسرى، محذرا من أنه في حال عدم احترام اتفاق مكة، فإن الشعب الفلسطيني لديه خيارات أخرى سيفجرها في الوقت المناسب، داعيا المجتمع الدولي إلى التعامل مع الحكومة الفلسطينية المقبلة من دون تمييز بين أعضائها.
