تلقت سورية الغد من الاستاذة خيال ابراهيم مسؤولة رابطة تحرير المرأة في العراق بيانا بمناسبة يوم المرأة العالمي... والمناسبة التي تتكرر كل عام فإنها تأخذ شكلا خاصا مع واقع للمرأة العراقية لا يطال "الراشدات" أو المراهقات"، بل حتى الأطفال:

في الثامن من آذار تتجمع الالاف من المنظمات والنشطاء للعمل معاً من اجل احياء يوم المرأة العالمي وذلك عن طريق اقامة التظاهرات والمسيرات والاحتفالات وتبادل الكلمات والتهاني التي تحيي هذا اليوم وتؤكد على استمرار النضال في سبيل مساواة المرأه بالرجل وتحررها الكامل وبدون قيد او شرط.

في الثامن من آذار تضم رابطة تحرير المرأة في العراق صوتها الى صوت كل نساء ورجال العالم المطالبين بالحرية للمرأة وبمساواتها لتؤكد بان حقوق المرآة هي حقوق عالمية. ان رابطتنا تؤكد ايضا لكل المنظمات العالمية التحررية ولكل المطالبين بمساواة وتحرير المرأة في انحاء العالم على ان وضع المرأة في منتهى التأزم وغير انساني.

فالمرأة تتعرض الى مختلف اشكال الاظطهاد الاجتماعي بسبب العادات والتقاليد المفروضة من قبل القوى الدينية والعشائرية. تلك التقاليد والممارسات كانت مفروضة اصلا وموجودة بالاساس ولكنها ازدادت وتضاعفت عدة مرات بسبب انهيار المجتمع والاوضاع الارهابيه وظروف الاقتتال والحرب بين الارهابيين حيث الانفجارات والقتل وتهدم المجتمع والبنية التحتية له نتيجة احتلال البلد من قبل القوات الامريكية من جهة، وارهاب الميليشيات الاسلامية والقومية التي تركز نشاطها على القتل وتفجير السيارات وقتل المواطنين والاختطاف وهي كلها ممارسات للسياسة الاسلامية الهادفة الى تأزيم الوضع وخلق الفوضى ونشر الخوف والرعب في قلوب الناس والمجتمع من اجل الوصول الى تحقيق اهدافها السياسية.

هذه الاوضاع قضت على ابسط الشروط اللازم توفرها في اي مجتمع مدني. ومن المعروف ان عدم وجود المدنية يعني غياب الامان والحد الادنى من الوضع الطبيعي و الى انتشار الفوضى وازدياد الجرائم و الارهاب الذي يعاني منه كامل المجتمع في العراق الا ان معاناة المرأة مضاعفة. فالنساء يتعرضن الى انتهاك حقوقهن وبشكل واسع. فهناك حالات اغتصاب النساء من قبل الجنود الامريكان وجرائم "الشرف" او "غسل العار" وحسب الاعراف العشائرية والاسلامية. في العديد من الحالات تتعرض النساء الى القتل الوحشي من قبل افراد عائلتها ويفرض عليها الحجاب قسراً وتحت التهديد ، وان رفضت ارتداء الحجاب تتعرض الى الاختطاف والقتل كما وتتعرض الملايين من الفتيات والنساء الى العنف والاعتداء الجسدي والاهانة واستلاب كل حقوقها الانسانية. لقد كانت المرأة الضحية الاولى للحرب وتحول العراق الى ساحة صراع بين هذه القوى وقد اظطرت الى الانسحاب الى البيت تحت الضغط والاكراه والخوف وترك مجالات العمل المحدودة للرجل باعتبار ان له الافضلية بينما دفعت المرأة الى مزاولة العمل بلا اجر كرعاية الاطفال والخدمة في المنزل. نتيجة هذه الاوضاع المتردية اصبح اكثر من نصف المجتمع الذي تمثله النساء مسجوناً بين جدران المطبخ والمنزل يعاني من اكثر الظروف انعداماً للانسانية.

تحيي رابطة تحرير المرأة في العراق كل القوى التحررية النسوية المساندة لقضية المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل وتدعو كل التحرريين الى مساندة نضال المرأة في العراق ضد قوى الاسلام السياسي والرجعيين من القوميين والعشائريين ممن يخططون لادامة الوضع المزري للنساء وحالة التراجع وفرضه كقانون من خلال الشريعة الاسلامية المعادية لمساواة المرأة بالرجل واعتبارها انسان من الدرجة الثانية.

في هذه المناسبه توكد رابطه تحرير المرأة في العراق على انها تناضل مع تلك القوى من اجل جلب المرأة الى ساحة النضال ضد القوى التي تحاول ان تهينها وتستعبدها أي قوى الاسلام السياسي والقوميين وكل الرجعيين من القوى المعادية لمساواة المرأة بالرجل. انها وفي نفس الوقت تناضل ضد الاحتلال الامريكي والذي وفر الحماية الكاملة وخلق الظروف لبروز تلك القوى المعادية للمرأة وللانسانية واوصلها الى سدة الحكم والى تحطيم قواعد المجتمع المدنية وضياع حقوق المرأة بشكل كبير جداً في العراق. ان منظمتنا تسعى الى ايصال صوت المرأة في هذا البلد الذي يعاني من هيمنة هذه القوى الاجرامية على مقدراته الى كل النساء والتحرريين في العالم. ونؤكد على طلب الدعم والمساندة بكافه اشكاله للمرأة في العراق. ان بامكان القوى التحررية دعم منظمتنا من خلال ضم صوتها الى مطلبنا الداعي للتصدي للاسلام السياسي ومقاومة مشاريعه ونهجه في فرض العبودية ضد المرأة في العراق والمنطقة تحت مسميات مختلفة ولكنها بمعنى واحد وهو تطبيق الشرائع الدينية وفرض القوانين الاسلامية والعشائرية على النساء وتحويل حياتهن الى جحيم. ان دعم المنظمات العالمية لنضالنا ضد قوى الاحتلال الامريكي من جانب وقوى الرجعية الاسلامية والقومية من جانب اخر ضروري جداَ من اجل فتح افاق واسعة للمرأة في العراق والمنطقة للعمل من اجل تحررها ومساواتها الكاملة. لا يمكن فصل حرية المرأة عن حرية المجتمع والانسانية. ان حرية المرأة في المجتمع هو مقياس لحرية كامل المجتمع.

عاش 8 مارس يوم المرأة العالمي

معاً نحو المساواة الكاملة للمرأة بالرجل

22-2-200