الأخوة في (سوريّة الغد)
تحياتي
قرأت ردّين في سوريّة الغد ، اليوم السبت 25 شباط 2007 ، على مقالتي ( الفلسطيني والبلغاريّات) ،وكنت قرأت في موقع عرب 48 بعض التعليقات ، وعلى موقع القدس العربي حيث نشر المقالة يوم الأربعاء 20 شباط الجاري تعليقات كثيرة ...

هذا يعني أن المقالة أثارت ردود فعل ، كثير منها مقتنع بما جاء فيها ومتعاطف إنسانيّاً مع الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريّات، وقلّة منهاعمد إلى توجيه الاتهامات بأن هناك جهات دفعت الكاتب للكتابة!! ...

لقد تابعت قضيّة الطبيب الحجوج منذ بدأت عام 99، وكم تمنيّت أن تنتهي بحكم عادل إنساني، ولكن هذا لم يتحقق ...

الطبيبة السوريّة - أهي طبيبة حقّاً _ استنكرت وقوفي مع الطبيب الفلسطيني ، وتساءلت عن سّر انتشار الإيدز بين أطفال بنغازي فقط ؟ لها أقول : قبل سنوات أصيب عدد من أطفال ( ترهونه) و(طرابلس) وغيرهما بالإيدز ، ولم يكن في تلك المستشفيات الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات،فلماذا لفلفت تلك الجريمة الفضيحة؟! يبدو أن اللفلفة تمّت لعدم توفّر طبيب فلسطيني وممرضات بلغاريّات! ..عجبي!

أريد أن أخبر الطبيبة السورية بأن زميلة الطبيب الفلسطيني الحجوج كانت معه في مستشفى بنغازي ، وقد أصيبت بعدوى مرض الكبد الوبائي ..وقد أعطتك عمرها ، يعني ماتت ..فما رأيك ؟ من يقف وراء موتها ؟! أليس الإهمال،أم تراك تتهمين أشرف والبلغاريات في هذه الجريمة؟!

أنا تعاطفت جدّاً مع (الجماهيريّة العظمى) حين وقعت تحت الحصار الأمريكي ، وكتبت عن هذا الأمر من منطلق معاداتي لكّل جرائم أمريكا ضد أمتنا وضد شعوب العالم،ولكنني بالتأكيد رفضت وأدنت مدّها إيران بصواريخ سكود لقصف بغداد إبّان الحرب العراقيّة الإيرانيّة !( أم يرى المنحازون للسياسة الليبيّة في هذا حكمة وبعد نظر؟!).

الرّد الثاني ويبدو أنه من ليبي لا من سعودي، وأقول لصاحبه: الفساد في السلطة الفلسطينيّة أنا أوّل من كتب عنه ، وفضحه ، وما عليك سوى العودة لأعداد (القدس العربي) ومنذ بدأت السلطة ، وقبل ذلك كتبت ضد الفساد الذي استشرى في المنظمة وفصائلها وبعضها صديقة للجماهيريّة ونظامها الذي قرّر الانتقال لأفريقيا وإدارة الظهر للعروبة ...

إن واجبي أن أدافع عن أي إنسان عربي يقع عليه الظلم ، فما بالك وهذا الإنسان فلسطيني ولا سند له ؟!

أحد الردود التي نشرها موقع عرب 48 جاء من الطبيب الجرّاح فوزي سلامه ، من مستشفى رام الله ، وقد تساءل فيه : كيف يحدث أن لا يوجد بين المتهمين بجريمة الإيدز أي ليبي ؟! وأين دور الإدارة في المستشفى ومن يشرف عليها ؟!

في ليبيا كفاءات ، ولكنها مهملة، فالمنافقون يستحوذون على كل شىء ، فالكفاءات لا دور لها ولا مكان ...

أشرف الحجوج ضحيّة، تعرّض للتعذيب، وامتهان كرامته الإنسانيّة ...

الممرضات البلغاريّات وجدن من يدافع عنهن ، والحجوج ليس له إلاّ الله وأقلام وأصوات الشرفاء، فحتّى السلطة الفلسطينيّة لا تداعف عنه حرصاً علا علاقاتها (الأخويّة) ! .
أنا لي أصدقاء ليبيّون أعتّز بهم ، طرحت معهم الموضوع ،ووجدت أنهم غير مقتنعين بهذه التهمة الملفّقة للطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات، ولكنهم لا يستطيعون رفع أصواتهم...

لقد تساءلت في مقالتي: هل لو أن الطبيب والممرضات أمريكان ، أو إنكليز،أو ألمان، أو فرنسيون ..كانت سلطات (الجماهيريّة) ستبقيهم في السجون، وتعذّبهم، وتجعلهم رهائن كّل هذه السنوات؟!

أليست هذه عنصريّة من جهة ، واستخذاء من جهة أخرى، ألا يحيلنا السؤال على قضيّة (لوكربي)،والابتزاز الذي خضعت له(الجماهيرية العظمى) ونفّذت كّل ما طلب منها ، رغم فداحته ماليّاً وسياسيّاً ووطنيّاً وقوميّاً؟!

لماذا في قضيّة ( لوكربي) تنصاع سلطات الجماهيريّة العظمى ، وفي قضيّة أطفال بنغازي يعامل الطبيب والممرضات كرهائن وضحايا للتغطيّة على التقصير، تهرّباً من تحمّل المسؤوليّة ؟!

يشهد الله أنني أحب ليبيا كبلد وشعب،_ وبالتأكيد أرفض ممارسات السلطات هناك_ ولكنني لا أحّب الظلم، فما بالك وهو يقع على أشخاص استضعفوا واستفرد بهم ، ومنهم الطبيب الذي يذكّرني وهو داخل القفص ، أو في زنازين التعذيب بالقهر الذي يتعرّض له شعبنا منذ عشرات السنين، وبعضه ليس من (الصهيونيّة) والإمبرياليّة العالميّة ؟!

ألا تتابعون ما يجري للفلسطينيي في العراق (الديمقراطي)؟ والبؤس الذي يعانيه الفلسطينيّون في لبنان!و..الخ...