الوطن القطرية

أكد نائب الرئيس الأميركي خلال زيارته الى استراليا ان كل الخيارات مطروحة للحد من الطموحات النووية الإيرانية في حين اتهم النائب الديمقراطي الذي يسعى الى الترشح للرئاسة الاميركية لعام 2008 بيل ريتشاردسون امس الرئيس الاميركي جورج بوش باتباع «استراتيجية شن الحرب» على ايران ودعا الى اجراء محادثات مباشرة مع الجمهورية الاسلامية.وجاء ذلك فيما قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس الجمعة ان على ايران أن تقف في وجه اعدائها وتواصل برنامجها النووي وذلك بعد ان تجاهلت طهران موعدا نهائيا حددته لها الامم المتحدة لوقف الانشطة النووية التي يقول الغرب انها سوف تستخدم لصنع قنابل ذرية. فيما عبرت واشنطن ان الجهود الدبلوماسية لمنع طهران من العمل على برنامجها النووي يمكن ان تنجح مؤكدة ان على مجلس الامن الدولي ان يكون على اهبة الاستعداد لاتخاذ «اجراءات جديدة» ضد ايران بسبب موقفها «غير المقبول» في الملف النووي . ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن احمدي نجاد قوله في كلمة القاها في شمال ايران «اذا اظهرنا ضعفا امام العدو فستزيد التوقعات ولكن اذا وقفنا ضدهم فإنهم سيتراجعون أمام هذه المقاومة». واضاف احمدي نجاد ان التنازلات التي قدمتها ايران في الماضي بشأن برنامج نووي تصر على ان اهدافه سلمية فحسب أدت الى زيادة المطالب من جانب الغرب.

وفي اشارة الى الحشد العسكري الاميركي في منطقة الخليج، قال ريتشاردسون، حاكم ولاية نيومكسيكو الذي مثل بلاده في الامم المتحدة سابقا، في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» ان الاستراتيحية التي يتبعها بوش «ليست استراتيجية سلام. ولكنها استراتيجية حرب لم يسمح بها الكونغرس».

وقال ريتشاردسون ان لغة التهديد ليست هي الطريقة المناسبة لاقناع الايرانيين بالتعاون مع الولايات المتحدة وباقي المجتمع الدولي بشأن برنامج طهران النووي.

واضاف «ولكنها طريقة جيدة لبدء حرب جديدة - حرب ستكون كارثية على الشرق الاوسط والولايات المتحدة والعالم وستدمر ما بقي من المصداقية الاميركية في المجتمع الدولي».

واشار الى ان افضل طريقة للتعامل مع هذه المسألة هي ان تدخل الولايات المتحدة في حوار مباشر مع الايرانيين وان تقود حملة دبلوماسية عالمية لمنعهم من انتاج اسلحة نووية.

وكتب في مقاله «نحن بحاجة الى مفاوضات قوية ومباشرة ليس فقط مع ايران ولكن ايضا مع حلفائنا خاصة روسيا للحصول على دعمهم لنا في التعامل مع ايران بسياسة العصا والجزرة». وتجتمع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالاضافة الى المانيا في لندن الاسبوع الحالي لبحث الخطوات الاخرى التي يمكن اتخاذها الى جانب العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة في ديسمبر والتي تحظر نقل التكنولوجيا والخبرات النووية.

الى ذلك ،قال ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي امس انه يجب ألا تسمح الولايات المتحدة وحلفاؤها لايران بأن تصبح قوة نووية وأثار مخاوف بشأن تحركات ايران وتصريحاتها «المستفزة».

وقال تشيني عن ايران خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد «أدلوا بتصريحات مستفزة للغاية... يبدو أنهم يسعون لتطوير أسلحة نووية». وأضاف «نحن قلقون للغاية وأوضحنا بشكل قاطع أننا قلقون للغاية بشأن أنشطة ايران». وحذر هاوارد بشأن ايران قائلا ان أي انسحاب مفاجىء للقوات الاميركية من العراق لن يسهم سوى في تعزيز أهداف ايران ونفوذها في الشرق الاوسط. وقال «لا أستطيع التفكير في بلد سيعزز نفوذه وأهدافه المحتملة في هذه المنطقة من العالم أكثر من ايران اذا اضطرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الى الخروج من العراق». وأضاف «سيكون هذا أسوأ الاحتمالات».

وقال تشيني ان القلق يساوره من دور ايران «العدواني» في الشرق الاوسط وقرارها عدم الامتثال للمهلة التي حددها لها مجلس الامن لوقف تخصيب اليورانيوم. وأضاف أن «جميع الخيارات مطروحة على المائدة» بشأن ايران. وسبق أن أكدت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش أن تركيزها ينصب على حل هذه الازمة بالطرق الدبلوماسية لكنها أقرت ضمنيا أن الخيار العسكري لم يستبعد. لكن تصريحات الادارة شديدة اللهجة بشأن ايران قوبلت بالقلق من بعض أعضاء الكونغرس الاميركي وأدت حتى الى التأثير على أداء الاسواق المالية. وقال تشيني ان الحل السلمي للمواجهة النووية مع ايران «لا يزال اختيارنا».