الوطن القطرية / محمد ظروف

ثمة رسائل سياسية عدة تريد إسرئيل أن تبعث بها من خلال المناورات العسكرية الضخمة التي تجربيها حاليا في الجولان السوري المحتل وهي موجهة إلى الداخل مثلما إلى الخارج! ويبدو أن العنوان المزدوج لهذه الرسائل هو أنه في حال الفشل بإحياء واستئناف مفاوضات السلام مع سوريا، فإن البديل سيكون حربا طاحنة ومدمرة، وبالتالي فإن حكومة أولمرت، يفترض فيها أن تكون بصدد تحضير وتهيئة الرأي العام في إسرائيل بأن إبرام أي سلام مع دمشق هو بالانسحاب التام من الجولان المحتل! وفي هذا خروج على موقف الإدارة الأميركية الحالية التي تعارض استئناف محادثات السلام على المسار السوري - الإسرائيلي، والتي سبق لها أن أحبطت عدة مبادرات في هذا المجال ولربما كان المقصود هو أن المنطقة أخذت تقترب من مرحلة ما بعد رئاسة جورج بوش وهي ستكون مغايرة تماما للمرحلة السابقة التي قادها المحافظون الجدد.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا لو كانت إسرائيل تعد لشن عدوان على سوريا، من أجل تجاوز تداعيات الهزيمة العسكرية التي لحقت بها في جنوب لبنان، صيف العام الماضي خاصة أن هناك رئيس أركان جديدا يريد أن يثبت قدراته ويستعيد قوة الردع الصهيونية؟ إن أي مغامرة عسكرية قد تقدم عليها حكومة أولمرت لن تكون في مصلحتها ومن الناحية الاستراتيجية فإن إسرائيل غير مستعدة للدخول في حرب جديدة، ولم يصدر بعد تقرير لجنة فينوغراف لتحديد أسباب هزيمة حرب لبنان، وبالتالي فإن المشاورات في الجولان قد تكون مؤشرا واضحا على أن المنطقة مقبلة بالفعل على أحداث وتطورات دراماتيكية، قد تتجاوز الدائرة الإيرانية.