تعليقاً على ما نشر في مساحة أنثى حول البيان الصادر من رابطة تحرير المرأة في العراق بمناسبة تحرير المرأة ، و الذي يدعو لتحرير المرأة من العبودية و الاستغلال ، و من الحجاب.

أود أن أضيف تعليقاً : إنني أبلغ من العمر 27 عاماً، حائزة على إجازة في الأدب الإنكليزي و أمارس عملي منذ 5 سنوات في منظمة إنسانية في دمشق.

فعلاً المرأة في الوطن العربي لا تزال بحاجة للتحرير من السلطة الذكورية ، و بحاجة للتعليم لمعرفة حقوقها كإنسانة تتساوى مع الرجل في كل الحقوق الإنسانية ، و لا نزال نحتاج لمسيرة من التثقيف لنرتقي بالمرأة من وضع ( التابعة ) للرجل إلى وضع ( المشاركة) للرجل في بناء المجتمع و الإنسان.

إلا أن هذا لا يعني أن ندعو لتحرير المرأة من حجابهاـ فالحجاب مرتبط بالعفة ، و إذا أردنا تحرير المرأة فنحن نحتاجها لأن تكون عفيفة ، لا تسبب أضراراً لنفسها و للآخرين خلال أخذ دورها في المجتمع، عن قصد أو عن غير قصد.

للأسف يرتبط الحجاب في كثير من المناطق العربية بالمرأة المقموعة و الجاهلة، إلا أ، هذا بعيداً كل البعد عن فكرة الحجاب الموجودة في كل الديانات السماوية و التي تعتبر المرأة مخلوقاً جميلا غالياً لذا فرض عليها حجب هذا الجمال في المكان و الزان الذي لا تحتاج فيه لإبراز جمالها.

و نرى في كثير من البلدان الأوروبية ، أن الشركات الضخمة تفرض لباساَ ساتراً لجمال المرأة خلال ساعات العمل لما رأوه من خلال تجربتهم من أهمية لهذا القانون.

فإسلام من خلال الحجاب، يحفظ المرأة من أن تكون سلعة " جسد" يتاجر به ، و تستغل بسببه ، بل أنها يفرض ستر جمالها في الأوقات التي تحتاج هي لأن تكون مساوية للرجل و لا ينظر لها بغير هذه النظرة، و هو خلال عملها أو خلال قيامها بنشاطات خارج المنزل.

فضلاً عن أن الحجاب هو رسالة للرجل الذي تلتقيه المرأة خلال حياتها اليومية و التي تقول : أنه لا علاقة قبل الزواج، و هذا يضمن للمرأة عدم الاستغلال من قبل الرجال، و هذا ما تعانيه المرأة الأوروبية اليوم ممن يقمن علاقات مع رجال و هن يحلمن بالزواج في حين يعزف الرجل عن الزواج و تحمل المسؤولية لأنه بمقدوره الوصول للمرأة لإشباع رغبته و الهروب من تحمل مسؤولية بناء الأسرة.

فلننهض بالمرأة و نعمل على تثقيفها لتعلم حقوقها الإنسانية كاملة و بالشكل الصحيح.