الوطن القطرية / محمد ظروف

في عهد ما يسمى بالوصاية السورية كان النائب وليد جنبلاط يزور دمشق باستمرار ولم يكد يمر أسبوع واحد من دون ان يتوجه «وليد بيك» إلى الشام لمتابعة تطورات الموقف داخل لبنان وخارجه وكان يعود بعد ذلك إلى بيروت ليفرض شروطه من جديد.

أما اليوم فإن «مختار المختارة» أصبح يتوجه إلى واشنطن بدلا من دمشق لكي يستطلع هناك آفاق السياسة الأميركية وتحرك ادارة بوش المقبل على مستوى لبنان أو المنطقة وبالتالي حتى يمتلك معلومات اضافية تمكنه من استشفاف آفاق المرحلة القادمة.

وقبل زيارته لواشنطن حرص جنبلاط على ان يوجه رسائل سياسية واضحة وقوية إلى الادارة الأميركية لخصها بذلك الهجوم غير المسبوق الذي شنه يوم 14 فبراير الجاري على الرئيس بشار الأسد شخصيا مما يعني انه قد قطع كل امكانية لأي مصالحة أو رجعة إلى طريق الشام وكذلك بالحملة الكبيرة التي وجهها ضد حزب الله واقترب فيها من الموقف الأميركي الذي يعتبر الحزب منظمة «ارهابية» وبالتالي من الضروري وضع زيارة جنبلاط المرتقبة لواشنطن في سياق التوصيف الأميركي الجديد للبنان الذي ورد على لسان وزيرة الخارجية رايس عندما أكدت ان لبنان أصبح «رأس حربة أميركية» في المنطقة.

إن زيارة جنبلاط للعاصمة الأميركية لابد ان تندرج في اطار هذا الهجوم الأميركي الجديد الذي أطلقته رايس أي اعتبار لبنان «رأس حربة» في مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الأمر الذي يؤكد أن الساحة اللبنانية مقبلة على أحداث وتطورات خطيرة وكبيرة بعد زيارة جنبلاط لواشنطن.

وقد تحدث اغتيالات جديدة وتفجيرات اضافية عشية صدور تقرير المحقق الدولي براميرتس في شهر مارس القادم.