من منا سمع بالدكتور رئيف المهنا ؟

هو مهندس معماري من بلدة بصير الدرعاوية حسب التقسيم الاداري الحالي ، الحورانية حسب التصنيف التاريخي للمنطقة و التي تتميز بعمارة بيئية مدهشة لدرجة يتشوق المرء لأعادة تكرارها لما تتميز به من صفات بريئة وانسانية وبيئية ، وبما أن العمارة ثقافة أي لا يمكن اجترارها وتكرارها وبالتالي تتريثها ( من تراث ) والنظر الى الحفاظ عليها كمهمة مقدسة ، كان لا بد من ايجاد المعادلات المعاصرة لهكذا نوع من العمارة / الثقافة ، أو بطريقة أخرى الارتقاء بالعمارة وجمالياتها ذات المهمة المجتمعية / البيئية في زمن ما ، الى عمارة صالحة للاندماج في العصر جماليا وبيئيا وخدميا .

هذا ما قام به الدكتور المعماري رئيف المهنا في قريته بصير ( بالتعاون مع أخوته رفيع وزياد ) ليحوز على جائزة الاغاخان للعمارة 1992وهي جائزة عالمية رفيعة عن مجموعة الابنية التي قام بتشييدها مستفيدا اولا من تفهمه العلمي لأصول العمارة والبناء التراثيين ، وثانيا من مواد البناء المتوفرة في البيئة ، وثالثا من الامكانات الطبيعية والتضارسية للمنطقة ، ورابعا من تفهمه لفن العمارة وعلومها المعاصرة تقنيا واجتماعيا ، لينسج مفهومه المعماري / الجمالي المرتقي منطقيا بالحوار مع التراث الماضي ( الذي مضى ) والحاضر والمستقبل .

في البناء الذي شيده د.رئيف ( مع اخوته) كتحفة معمارية حقيقية وغير مدعية ، نلحظ ذلك النأي عن التراث كتابو يجب تكراره ، في نفس الوقت اصراره على التواشج معه كمرجعية علمية تأخذ البيئة والمجتمع بعين الاعتبارمن ناحية القدرة على التخديم والاستخدام ، ولكن الاهم هو الاخذ بالناحية الجمالية أو الجزء الذي سيبقى من العمارة كرسالة ثقافية في المستقبل .

بدأت افكار د. رئيف تأخذ صداها في بلدته ، وبدأ الاهالي بالمشي على خطواته خصوصا ان تكاليف البناء بهذه الطريقة ( وهي مدروسة انشائيا بدقة وأمان ) هي اقل بكثير من البناء البيتوني العادي وديمومته اكبر بكثير ، نظرا لاعتمادها على الحجر البازلتي المتوفر بكثرة في المنطقة ،ولكن المهم هو الاقتناع بالرسالة الثقافية الجمالية التي تتجاوز مفهوم المأوى الى مفهوم العيش بجمال