تطابقت وجهات النظر السورية والماليزية بشأن الأوضاع في العراق وفلسطين ودور منظمة المؤتمر الإسلامي.

واعتبر الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء الماليزي عبد الله أحمد بدوي اللذان عقدا يوم الاثنين اجتماعين أحدهما ثنائي، أن " الحل السياسى هو المدخل الحقيقى للخروج من المحنة العصيبة التى تعصف بالعراق وصولا الى انسحاب القوات الاجنبية منه وفق جدول زمنى محدد بناء على توافق جميع ابناء العراق فى اطار مشروع مصالحة وطنية شاملة "، وذلك بحسب وكالة الأنباء السورية سانا التي نقلت عن الأسد وبدوي تأكيدهما على " اهمية دعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتكريس التفاهم بين ابناء الشعب الفلسطينى ورفع الحصار عنه ووقف التنكيل الذى يمارس ضده والكف عن المس بمقدساته ومقدسات العرب والمسلمين وصولا الى تأسيس دولته المستقلة ".

ونوه الجانبان "بضرورة تفعيل دور منظمة المؤتمر الاسلامى بما يتناسب واهمية القضايا المستجدة التى تمس مختلف اعضائها " .

ويوم الاثنين بدأ بدوي محادثاته في العاصمة دمشق التي وصلها الأحد في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يرافقه وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية، والتجارة والاقتصاد، والصناعة، والاشغال، والتعليم العالي، وشؤون رئاسة مجلس الوزراء، والشؤون الدينية، وعدد كبير من المسؤولين والبرلمانيين والخبراء وحوالي ستين من رجال الاعمال للاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في سوريا.

وإضافة إلى لقائه الأسد، التقى بدوي نائب الرئيس فاروق الشرع، ورئيس الحكومة ناجي عطري، وبحث مع مجموعة من علماء الدين الإسلامي حاضر ومستقبل العالم الإسلامي.

كما التقى وعطري رجال الأعمال وممثلي الفعاليات الاقتصادية في سورية وماليزيا.

وبحث بدوي مع الشرع المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية وخصوصا الاوضاع فى العراق وفلسطين والتحديات الراهنة المعقدة التى تواجه العالم الاسلامى.

وأوضحت وكالة سانا أن وجهات النظر كانت متفقة حول المواضيع التى كانت مدار البحث، وقالت إن الجانبين عبرا عن الارادة فى تعزيز عرى التعاون بين البلدين فى المجالات كافة وبما يخدم مصالحهما المتبادلة.

وتطرق لقاء عطري ـ بدوي إلى علاقات التعاون بين سورية وماليزيا وسبل تطويرها وتعزيزها بما يحقق مصالحهما المشتركة فى الميادين الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية.

ووقع الجانبان السوري والماليزي مذكرات التفاهم والاتفاقيات التى تشمل التعاون فى مجال معالجة مياه الصرف الصحى والصناعى للاستخدام الصناعى فى مدينة / عدرا / الصناعية والتعاون فى دراسة تطوير وتوسيع بعض المطارات السورية ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال انشاء مرائب للسيارات فى مدينة دمشق ومذكرة تفاهم للتعاون حول دراسة الجدوى الاقتصادية لتحويلة دمشق الكبرى واتفاقية تشكيل لجنة تجارية سورية / ماليزية مشتركة واتفاقية من أجل تجنب الازدواج الضريبي.

وخلال لقائهما مع رجال الأعمال في البلدين، أوضح عطري وبدوي ان من بين النتائج الهامة التى تمخضت عنها المباحثات بين الجانبين اقرار تشكيل لجنة اقتصادية سورية / ماليزية مشتركة ستبدأ دورة اجتماعاتها الاولى بدمشق خلال الفترة القريبة القادمة.

ودعا رجال الاعمال الماليزيين والسوريين الى توثيق علاقات التعاون بينهما واقامة مشاريع استثمارية مشتركة انطلاقا من الارادة والرغبة المشتركة لقيادتى وشعبى البلدين .

من جهته دعا بدوي الى وضع برنامج تعاون واسع فى مختلف المجالات بين البلدين استنادا الى هذه الصداقة الراسخة والى اقامة شراكات حقيقية بينهما فى مجالات التجارة والاستثمار .

واعرب عن امله فى ان يسهم لقاء رجال الاعمال فى تبادل الافكار والاراء لوضع لبنات صحيحة للتعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية وزيادة حجم التبادل التجارى بينهما .

بدوره، أكد الدكتور / راتب الشلاح / رئيس اتحاد غرف التجارة السورية استعداد رجال الاعمال والفعاليات الاقتصادية فى سورية للتعاون مع الجانب الماليزى بما يساهم فى زيادة حجم التبادل التجارى وتعزيز التعاون الاستثماري .

كما استعرض وفدا رجال الاعمال السوري والماليزي عددا من المشروعات الاقتصادية والتجارية المقترح تنفيذها والتي تصب بمجملها في زيادة حجم التبادل التجاري وتفعيل الاستثمارات المشتركة.

وعرض الجانب السوري عددا من المشروعات التى يمكن التعاون مع الجانب الماليزى لتنفيذها شملت تجميع الادوات الكهربائية المنزلية والمكيفات والبرادات وتقديم انظمة الاعمال الالكترونية والخدمات المتعلقة بها ومشاريع خاصة بتسويق وتجارة المواد البتروكيماوية اضافة الى عدد من المشاريع السياحية والصناعية.

وتركزت المقترحات التى تم تدارسها خلال اللقاء على ضرورة الاستفادة من تجربة ماليزيا فى مجال الخدمات الاستشارية للشركات والاستعانة بالكوادر الماليزية والاستفادة من تجاربها فى مجال اسواق المال والاسهم وقطاع التأمين واقامة معرض للمنتجات السورية فى المدن الرئيسية الماليزية.

وخلال لقائه مجموعة من علماء الدين الإسلامي، دعا عبد الله أحمد بدوى رئيس الوزراء الماليزى الى ضرورة فهم قيم الدين الاسلامى فهما حضاريا وأكد أهمية شرح الدين بشكل واضح تجنبا لاى سوء تفسير وابعادا للتهم الملصقة بالاسلام مبينا أن من بين أسباب معاناة بعض الدول الاسلامية هى مشكلات الفقر والجهل والامية .

وأعرب رئيس الوزراء الماليزى عن أمله فى أن يكون العالم الاسلامى مستقبلا فى وضع أفضل مما هو عليه الان من خلال تضافر الجهود لمساعدة الدول الاسلامية الفقيرة وتبنى سياسات تضامن وتعاون اسلامية وخاصة أثناء الازمات والكوارث الطبيعية.

بدوره أوضح وزير الأوقاف السوري الدكتور زياد الدين الايوبى أن الوسطية هى المنهج الاسلامى فى سورية منذ أن دخلها الاسلام مشيرا الى أن الذين يشوهون صورة الاسلام هم الذين يشنون حروبا على الاسلام والمسلمين.

وتاتي زيارة رئيس الوزراء الماليزي الى سورية في الوقت الذي يتطلع فيه البلدان لتوسيع اسواقهما ودخول اسواق جديدة بما في ذلك اقامة مشاريع استثمارية جديدة تستهدف الاسواق الاخرى خاصة وان هناك توجها واضحا لدى رجال الاعمال الماليزيين لتوسيع قاعدتهم الاستثمارية والاقتصادية في سوريا، يقابله انفتاح سوري وسعي لجذب الاستثمارات الخارجية.

وشهد العام 2005 انعقاد اول منتدى اعمال سوري ماليزي في كوالالمبور الذي جاء نتيجة النمو الواضح في العلاقة بين البلدين على المستويين السياسي والاقتصادي وخاصة بعد الزيارات المتبادلة بين المسؤولين حيث قام الرئيس السوري بشار الاسد بزيارة الى ماليزيا عام 2003 التي سبقتها زيارة لرئيس وزراء ماليزيا الاسبق مهاتير محمد في اغسطس عام 2003 وزيارة الملك الماليزي الى سوريا عام 2004.

ويعتبر المراقبون أن زيارة رئيس وزراء ماليزيا الى سورية ومحادثاته مع كبار المسؤولين السوريين فرصة مهمة لتطوير العلاقات وترسيخها ناهيك عن الاستفادة من التجارب الناجحة التى قطعتها ماليزيا فى مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار.

وتشير أرقام الميزان التجارى السوري الماليزي الى وجود عجز مستمر لمصلحة ماليزيا وصل الى حوالى /5900/ مليون ليرة سورية عام /2005/ حيث لا تتجاوز تغطية الصادرات السورية الى المستوردات الماليزية عام /2005/ ما نسبته /3ر2/ بالمئة فى حين بلغت المستوردات السورية من ماليزيا نحو /2ر1/ بالمئة من اجمالى المستوردات عام /2005/ أما حجم التبادل التجارى بين البلدين فقد بلغ نحو /3ر5959/ مليون ليرة سورية.

ويعد اللوز والصابون والبطاقات البريدية والقطن وبذور الكمون والجوارب والاوشحة النسائية من أهم الصادرات السورية الى ماليزيا.

أما أهم المستوردات السورية من ماليزيا فتتركز على الاخشاب والواح البناء والمطاط والاطارات ومستحضرات نباتية ومواد وخيوط نسيجية تركيبية ومضخات هوائية وقصدير خام ومستحضرات من شحوم ودهون.

وترتبط سورية مع ماليزيا بعدد من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم فى مجالات المعلومات وتقنية الاتصالات وفى مجال الاحصاء وتأسيس لجنة مشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى والثقافى.

مصادر
سورية الغد (دمشق)