ناشدت وكالة الامم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الدول المانحة تقديم مبلغ 26 مليون دولار لتحسين الظروف المعيشية لنحو 18 ألف لاجئ فلسطيني في مخيم النيرب في حلب شمال سورية " الذي يشهد اكتظاظا سكانيا وأصبحت مبانيه غير آمنة ما يشكل خطرا على السلامة العامة " بحسب المفوض العام للوكالة كارين ابو زيد التي أوضحت للصحافيين في عمان ان الغاية من هذه التبرعات "اعادة تأهيل مخيم النيرب لتمكين لاجئيه من تأمين سبل معيشتهم وتلبية احتياجاتهم ومعالجة همومهم".

وأطلقت الاونروا عام 2003 المرحلة الاولى من هذا المشروع لنقل 300 عائلة، اي نحو 1500 شخص، من سكان النيرب الى مساكن جديدة بُنيت على قطعة ارض وفرتها لهذه الغاية الحكومة السورية في مخيم عين التل القريب من النيرب.

ويؤكد المشروع في كافة مراحله على اهمية مشاركة المجتمع المحلي فيه وبحسب الأونروا فقد وضع اللاجئون على راس اولوياتهم "تحسين المرافق التعليمية والصحية، وابدوا رغبتهم بان تتوفر لهم ساحات عامة ومرافق ترفيهية ورياض اطفال".

وأكد مدير شؤون الوكالة في سوريا بانوس مومتسيز في الاجتماع الذي عقد في الاردن أن "تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين لا يؤثر بأي شكل من الاشكال على حق العودة"، موضحاً أن التحسينات ستشمل بناء مدرسة كبيرة ومركز صحي جديد وسوق مغطى واماكن للعب الاطفال بالاضافة الى توسيع الشوارع الضيقة للمخيم.

وقال علي مصطفى مدير عام الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سوريا ان "المشروع يساعد على تنفيذ سياسة سوريا بتحسين اوضاع اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم بما لا يمس حقوقهم غير القابلة للنقاش وبمقدمتها حقهم في العودة لديارهم".

واضاف ان "هذا العمل سيكون له انعكاساته الايجابية على اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم ليس في سوريا وحدها وانما في كل مناطق تواجدهم"، مبدياً تمنيه "على الدول المانحة جميعا دون استثناء المساهمة في هذا العمل الكبير الذي سيكون له الاثر الكبير لدى اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان".

وجاء اللاجئون الفلسطينيون الى مخيم النيرب عام 1948 وكان في الاصل مخيما عسكريا لايواء الجنود ابان الحرب العالمية الثانية.

وتقول الاونروا ان اللاجئين لا يزالون يعيشون في نفس الثكنات بعد ستة عقود من الزمن وانه لم تحدث اعمال ترميم لاستيعاب الاعداد المتزايدة للاجئين او تحسين معيشتهم.

ومخيم النيرب واحد من عشرة مخيمات فلسطينية منتشرة في سورية التي تُعتبر اكبر الدول الداعمة لهذا المشروع حيث قدمت له حوالي 5.6 ملايين دولار.

وتقدم الاونروا خدماتها في مجال التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والاقراض وخدمات الاغاثة الطارئة لنحو 4.3 مليون لاجئ فلسطيني يقيمون في الاردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.

ويبلغ عددهم في سورية حوالي 430 الف لاجئ.

مصادر
سورية الغد (دمشق)