الوطن القطرية / محمد ظروف

لم يعد الشارع العربي يثق كثيرا بمؤتمرات القمم العربية العادية والاستثنائية بعدما فقدت عوامل الثقة والالتزام وتحولت الى مجرد مناسبات لالتقاط الصور التذكارية التي تجمعت بين القادة والحكام العرب.

وهناك أمر لافت بالفعل وهو أنه بدلا من أن تحشد مؤتمرات القمم العربية جهودها وإمكاناتها من أجل اتخاذ القرارات الجريئة والقادرة على توحيد الصف العربي في مواجهة مشاريع التهويد الاسرائيلية ومخططات التدخل الخارجي فإن هذه المؤتمرات تنتقل دوما بأشياء وقضايا أخرى وهي إجراء وتحقيق المصالحات بين القادة العرب أنفسهم، الامر الذي يتم دوما على حساب القضايا المصيرية التي تواجه المنطقة ويصبح بالتالي الموقف العربي اسير انقسامات وتحالفات لا مبرر لها البتة!

وكما هو واضح فإن قمة الرياض المرتقبة لم تسفر عن هذه القاعدة لأنها ستكون مشغولة تماما بتحقيق عدة مصالحات سياسية بين هذا الزعيم العربي أو ذاك في حين أن اسرائيل تمضي قدما في تهويد المسجد الأقصى والتحرك لتدميره ويواجه العراق مصيرا أسوأ على يد قوات الاحتلال الأميركية، إننا نقترب من حافة الكارثة القومية ولا تظهر في الافق اي بوادر تشير الى إمكانية تأجيل هذا القدر الى مرحلة لاحقة.