بعد رفضها المستمر في الأخذ بتوصيات لجنة بيكر ـ هاملتون بشأن فتح حوار مع سورية وإيران في مسعى لارساء الاستقرار في العراق، أو إشراكهما في أي حوار فيما يخص قضايا المنطقة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ستشارك في المؤتمر الدولي بشأن العراق الذي ستستضيفه بغداد في العاشر من اذار بمشاركة سورية وإيران.

ووجه رئيس الوزراء العراقي نورى المالكي يوم الأربعاء الدعوة لحضور المؤتمر الى الدول المجاورة للعراق والدول دائمة العضوية في مجلس الامن(الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي.

وأوضح بيان صادر عن مكتب المالكي أن المؤتمر " يهدف الى دعم العملية السياسية وجهود الحكومة العراقية في تثبيت الامن والاستقرار بما يساهم في تكريس الوفاق الوطني في العراق ".

ولم تستبعد وزارة الخارجية الأمريكية إمكانية عقد محادثات مشتركة بين مسؤولين أمريكيين ومسؤولين إيرانيين على هامش المؤتمرين.

لكن البيت الأبيض هون من فرص هذه المحادثات وشدد على موقفه الذي يطالب ايران أولا بتعليق تخصيب اليورانيوم الذي تعتقد واشنطن انه يستخدم في تطوير اسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.

وقال انه لا ينوي اجراء مباحثات ثنائية مع ايران خلال المؤتمر، مؤكدا انه لم يغير سياسته ازاء ايران وسوريا.

وأوضح المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين "نحن لسنا بصدد عملية اعتراف دبلوماسي بايران، ولسنا بصدد اجراء محادثات ثنائية مع ايران".

واضاف "يصف العديدون المشاركة الاميركية في اجتماع اقليمي بانه تغيير في السياسة، وهذا غير صحيح"، مشيرا الى المؤتمر الدولي حول العراق.

وفسر اعضاء الكونغرس الاميركي والمحللون المشاركة الاميركية في المؤتمر على انها تغير في سياسة الرئيس جورج بوش الخارجية، الا ان سنو نفى ذلك.

وقال "نحن سنشارك في محادثات نظمتها الحكومة العراقية لمعالجة قضايا ذات اهتمام اقليمي مع جاراتها، وهو الامر الذي اوصى به الجميع بقوة"، وزاد تأكيده: "لن تكون هذه فرصة لتغيير المشهد الدبلوماسي"، موضحاً أن الولايات المتحدة شاركت في السابق في لقاءات اقليمية حضرتها كل من ايران وسوريا والمشاركة الاميركية في مؤتمر العراق لا يمثل تغييرا في السياسة .

ويتخذ بوش موقفا صارما من اي اتصال دبلوماسي مع ايران او سوريا، لكن التفاؤل يدفع ببعض المراقبين إلى الذهاب حد التوقع بأن يمهد المؤتمر الطريق أمام حوار بين واشنطن من جهة وطهران ودمشق من جهة أخرى واللتين تقول واشنطن انهما تذكيان العنف في العراق ، وهو الأمر الذي تنفيه العاصمتان بشدة.

وأكدت سورية أنها ستحضر المؤتمر المرتقب، وقال مصدر رسمي فى وزارة الخارجية إن بلاده " سوف تحضر لقاء بغداد الذى سينعقد قريباً ".

ورداً على سؤال لوكالة الأنباء السورية سانا حول الموقف الاميركى بالمشاركة فى الحضور الى جانب الدول الدائمة العضوية فى مجلس الامن اعتبر المصدر أن " التباحث مع الولايات المتحدة بشأن العراق هو خطوة جزئية فى الاتجاه الصحيح الذى يتمثل فى الحوار حول كافة مشاكل المنطقة لانها مترابطة ويؤثر بعضها على البعض الاخر سلبا او ايجابا ".

ورحبت دمشق مراراً بأي محادثات مع واشنطن غير أنها قالت إنه ينبغي مناقشة قضايا أخرى تقف وراء عدم الاستقرار بالشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية منذ أربعين عاما.

بدورها، قالت إيران إنها تدرس الدعوة، وكان مسؤولون ايرانيون قالوا في وقت سابق ان طهران ليست مهتمة بالمناقشات قبل انسحاب القوات الامريكية من العراق.

ونقل التلفزيون الحكومي الايراني عن علي لاريجاني رئيس مجلس الأمن القومي قوله "من اجل المساعدة في حل المشكلات بالعراق ستبذل ايران قصارى جهدها، سنحضر الاجتماع إذا كان ذلك في مصلحة العراق ".

كما رحبت الحكومة البريطانية بمبدأ إجراء محادثات حول العراق مع سوريا وإيران لكنها أكدت أن تريد أن يتم تحقيق "نتائج ملموسة".

وقال الناطق باسم رئيس الوزراء توني بلير " ما نريد رؤيته هو نتائج حقيقية ونتائج ملموسة، على الأرض في العراق وفي لبنان وعلى صعيد التأثير في فلسطين أيضا".

وأكد انه "في ما يتعلق بإيران وسوريا فان المشكلة ليست الاتصالات، المشكلة تكمن في ردهم وإذا التزموا فعليا، وإذا رأينا موقفا بناء".

كما قررت فرنسا المشاركة في المؤتمر، وقالت بيان للخارجية ان "فرنسا اكدت دائما ان للدول المجاورة للعراق دورا مهما للمساهمة في تأمين الاستقرار في هذا البلد وضمان سيادته على اراضيه".

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن الاجتماع الأولى الذي سيعقد في العاشر من آذار بمستوى تمثيل متوسط سيكون فرصة للقوى الغربية والإقليمية لكي تحاول تخطي بعض خلافاتها بشأن العراق، وأوضحت واشنطن أنه من المتوقع عقد اجتماع وزاري في نيسان القادم.

مصادر
سورية الغد (دمشق)