قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تعمل على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، واعتبر أن التواجد العسكرى الاجنبى احد عوامل احتدام الوضع فى العراق، ودعا اللبنانيين لحل مشاكلهم دون اى تدخل خارجى، مشيراً إلى أن سورية هى احد اهم اللاعبين فى ساحة الشرق الاوسط.

وأكد لافروف في مقابلة مع وكالة الانباء السورية سانا فى موسكو يوم الأربعاء "ضرورة تجاوز الفلسطينيين والاسرائيليين لحالة انعدام الثقة بينهما، وضرورة اجراء مفاوضات بين الجانبين على اسس خريطة الطريق وما قررته اللجنة الرباعية الدولية فى اجتماعها فى واشنطن لجهة التاكيد على التمسك بالقواعد الاساسية لعملها بموجب خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية ومبادىء مدريد ومقررات مجلس الامن الدولى ذات الصلة بالصراع العربى الاسرائيلى ".

واعرب لافروف عن ترحيب بلاده باتفاق مكة بين حركتى حماس وفتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية موضحا ان الدبلوماسية الروسية تعمل حاليا على رفع الحصار عن الشعب الفلسطينى.

وحول العراق، أشار الوزير الروسي إلى تزايد اعمال العنف واستمرار تعمق الخلافات العراقية ـ العراقية الامر الذى يهدد بانزلاق البلاد نحو حرب اهلية واسعة النطاق مؤكدا ان التواجد العسكرى الاجنبى هو احد عوامل احتدام الوضع السياسى والعسكرى فى العراق.

ودعا لافروف الى وضع جدول زمنى لسحب القوات الاجنبية من العراق مع مراعاة حالة واستعداد البنى العسكرية والقدرات الوطنية العراقية للقيام بالمهام المتعلقة بضمان الامن والاستقرار والنظام فى البلاد منوهاً بأن ضمان هذه الامور لا يمكن بالقوة فقط بل بالتوصل الى مصالحة وطنية ووفاق وطنى بين جميع الاطراف العراقية.

ودعا الى توفير رعاية دولية نشيطة وتشجيع القادة العراقيين لتحقيق عملية المصالحة والوفاق بمشاركة دول الجوار وجامعة الدول العربية ومجلس الامن معلنا استعداد روسيا للمشاركة على نحو فعال فى هذا المجال.

وفيما يتعلق بالوضع فى لبنان اعرب لافروف عن قلق بلاده ازاء الازمة السياسية الداخلية التى يشهدها لبنان داعيا جميع الاطراف الى حل الخلافات ضمن اطر الدستور وعبر الحوار والاقدام على تنازلات متبادلة من اجل بلوغ الوفاق.

واشار لافروف الى ان الموقف الروسى يتمثل فى ان يحل اللبنانيون مشاكلهم وقضاياهم الداخلية بانفسهم دون اى تدخل خارجى منوها بالجهود العربية فى هذا الصدد لمساعدة اللبنانيين فى الوصول الى الاتفاق والتوافق.

وحول التصعيد الغربى حيال الملف النووى الايرانى اكد لافروف تمسك بلاده بفكرة اقامة منطقة فى الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل بما فيها الاسلحة النووية من اجل تعزيز السلام والامن فى العالم وتفادى اى كارثة يمكن ان يسببها استخدام هذه الاسلحة لافتا فى الوقت ذاته الى امتلاك اسرائيل للاسلحة النووية دون اى احتجاج من الدول الغربية.

وقال وزير الخاترجية الروسي إن اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية لا يمكن الا بانضمام اسرائيل الى معاهدة حظر الانتشار النووى وان تضع مجمل نشاطها فى هذا المجال تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدا ان الموقف الروسى حيال هذه القضية لا يزال ثابتا.

واضاف لافروف ان خبراء مجموعة العمل للرقابة على الاسلحة والامن الاقليمى التى اقيمت ضمن اطر المسار المتعدد الجوانب لعملية مدريد افلحوا فى حينها فى احراز تقدم ملحوظ فيما يتعلق بصياغة المبادىء الاقليمية ورسم الاتجاهات الاساسية واهداف الرقابة على الاسلحة وتدابير الامن فى منطقة الشرق الاوسط مشيرا الى ان الجانب الروسى لا يزال يعتقد بوجوب الاستفادة من الانجازات التى حققتها هذه المجموعة.

وعن العلاقات السورية الروسية، قال الوزير لافروف إنها شهدت نموا مضطردا خلال السنوات الاخيرة وان افاق التعاون الثنائى تطورت كثيرا فى مختلف المجالات.

وأوضح ان الزيارة الاخيرة للرئيس بشار الاسد الى روسيا اسهمت الى جانب الاتصالات السورية الروسية الاخرى فى تطوير وتعزيز التعاون السياسى بين البلدين موضحا ان سورية هى احد اهم اللاعبين فى ساحة الشرق الاوسط ومن غير الممكن ضمان الامن والاستقرار فى المنطقة دون مشاركتها على اكمل وجه.

واعرب الوزير الروسي عن قناعة بلاده بانه يمكن لسورية ان تلعب دورا ايجابيا فى حل قضايا منطقة الشرق الاوسط سواء الصراع العربى الاسرائيلى او فى العراق ولبنان لافتا الى الجهود السورية فى هذا المجال مؤكدا فى الوقت ذاته عزم روسيا على مواصلة الحوار السياسى الروسى السورى من اجل ايجاد حل للمشاكل العالقة فى المنطقة.

واشار لافروف الى التعاون الاقتصادى بين الجانبين وازدياد حجم التبادل التجارى الذى بلغ فى العام الماضى نحو نصف مليار دولار اضافة الى وجود مشاريع هامة فى طور التنفيذ او الاعداد حاليا فى مجالات النفط والغاز وخاصة المشاريع التى يجرى تنفيذها فى سورية بالتعاون مع شركة/ستروى ترانس غاز/الروسية الضخمة مبينا اهمية هذه المشاريع من الناحية الاقليمية.

ونوه لافروف الى وجود فرص اخرى للتعاون الثنائى بين البلدين فى مجالات الطاقة الكهربائية والطيران المدنى والنقل السككى والسياحة اضافة الى التعاون فى المجال العسكرى التقنى الذى لايزال يعتبر على مدار سنوات كثيرة احد الاتجاهات الهامة للتعاون الثنائى الروسى السورى.

مصادر
سورية الغد (دمشق)