الوطن القطرية

كشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية، شبكة تجسس جديدة تعمل لمصلحة دولة أوروبية ضد حزب الله، تضم بين عناصرها مفتشا في الأمن العام.

وفي التفاصيل، ان جهات أساسية في الأمن العام اشتبهت بتحركات مريبة للمفتش م.ع.ع، الذي يؤدي خدمته في مطار بيروت، فراقبته وتوصلت إلى معلومات عن قيامه بمحاولة تجنيد زملاء له في السلك وأشخاص مدنيين، للعمل مع استخبارات هذه الدولة الأوروبية، وقيامه بتصوير مقرات لحزب الله في أكثر من منطقة، فرفعت كتابا بذلك إلى المدير العام اللواء وفيق جزيني، الذي وضع وزير الداخلية حسن السبع في أجواء المعلومات الخطيرة، فأعطى الأخير تعليماته بضرورة وضع حد لهذه التصرفات المخلة بالأمن وتوقيف المتورطين فيها، فتم رصد هذه الشبكة وتوقيف أبرز أعضائها.

وتبين ان الشبكة حددت لنشاطها هدفا واحدا هو حزب الله، وكلف المشرفون عليها أعضاء بمراقبة مراكز الحزب ومؤسساته، ومواقعه العسكرية، واستخدام تقنية الـ «جي. بي. إس»، لتحديد المواقع والأمكنة الجغرافية عبر الأقمار الصناعية، وجرى دهم منزل م.ع.ع، حيث ضبطت خرائط وصور وأفلام عن مراكز تابعة لحزب الله في منطقة ضاحية بيروت الجنوبية، والجنوب والبقاع وبيروت، كما تمت مصادرة كاميرا ديجيتال استخدمت في عمليات التصوير.

وأحيل الموقوف على القضاء العسكري، حيث ادعى عليه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد بموجب «ورقة طلب» وأحاله على التحقيق الاستنطاقي، بينما لا تزال التحريات جارية لمعرفة هويات بقية الأعضاء المتوارين لتوقيفهم.

وهذه أول شبكة تجسس يتم توقيفها في لبنان بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، بعد تفكيك الشبكة الإسرائيلية المؤلفة من الموقوف محمود رافع والفار حسين خطاب في يونيو 2006، والمتهمة باغتيال المسؤول في «الجهاد» محمود المجذوب وشقيقه نضال في صيدا في 26 مايو الماضي، وغيرها من الاغتيالات.

يذكر ان جهاز الموساد الإسرائيلي، دأب في الفترة الأخيرة على التستر تحت عناوين وأسماء استخبارات بلدان أوروبية، ويحتمل ان يكون قد فصل الأمر نفسه مع هذه الشبكة عند تجنيدها، فأوهمها بأنها تعمل لمصلحة مخابرات هذه الدولة الأوروبية من أجل إخفاء صورته الحقيقية والتي تثير حفيظة المرشحين للتعامل معها.

وتعتقد مصادر متابعة لموضوع الشبكة انه لا مصلحة حقيقية لاستخبارات الدولة الأوروبية المعنية في التجسس على حزب الله وتجنيد مجموعة أشخاص لهذه المهمة، والأمر متروك للتحقيقات الجارية بغية التوصل إلى حقيقة الجهة التي تقف وراءها.

وأكد عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب، ان كشف التجسس يتطلب من الجميع الانتباه والتدقيق في مسألة أساسية، هي وجود عدو إسرائيلي يعمل على الفتك بالجسد اللبناني، ويحاول ان يشكل خلايا في لبنان لضرب الاستقرار اللبناني، وهذا يتطلب من الجميع التكاتف وعدم الانغماس بالمسائل الداخلية، وعدم توجيه البوصلة بالاتجاه الخاطيء.

واعتبر أبو زينب ان المطلوب من كل الأجهزة الأمنية، ان تجعل من هذا الموضوع محور عملها الأساسي وليس أي شيء آخر من الملفات اللبنانية.