الديار
اتهمت ايران وحزب الله بتدريب مسلحين عراقيين
واشنطن : لا تغيير في سياستنا
قللت واشنطن من أهمية مشاركتها الى جانب ايران وسوريا في المؤتمر الدولي حول العراق في العاشر من الشهر الجاري، وأعلن البيت الأبيض أن السياسة الاميركية ازاء طهران ودمشق لم تتغير، وفيما حصد العنف 23 قتيلاً أمس. اتهمت قوات الاحتلال الاميركي ايران وحزب الله بريب «متطرفين» عراقيين على استخدام المتفجرات القادرة على اختراق المدرعات.وافادت الحكومة العراقية في بيان انها «وجهت دعوات رسمية الى دول الجوار الاقليمي ومصر والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية لحضور مؤتمر يعقد في العاصمة بغداد في العاشر من شهر آذار المل». واضاف البيان ان «المؤتمر يهدف الى دعم العملية السياسية وجهود حكومة الوحدة الوطنية في تثبيت الأمن والاستقرار بما يساهم في تكريس الوفاق الوطني في العراق».وقال سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان المؤتمر سيعقد بمشاركة سوريا وايران وتركيا والاردن والسعودية والكويت ومصر اضافة الى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية وربما الاتحاد الاوروب
وبعد تاكيد المشاركة الاميركية، اكد مصدر رسمي سوري امس مشاركة دمشق في المؤتمر، لكن كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني قال ان ايران ستشارك ان رات ان ذلك يخدم مصلحة العراق.وقال لاريجاني «سنبذل كل ما في وسعنا لتسوية مشكلات العراق. وان كان ذلك في مصلحة العراق، سنشارك في اجتماع» بغداد الذي ستحضره واشنطن.واعلن البيت الابيض امس ان مشاركة وفد اميركي في المؤتمر الى جانب ايران وسوريا لا يعني ان واشنطن تنوي اجراء مباحثات ثنائية مع ايران او انها غيرت سياستها ازاء ايران وسوريا.وصرح المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين «نحن لسنا بصدد عملية اعتراف دبلوماسي بايران. ولسنا بصدد اجراء محادثات ثنائية مع ايران».واضاف «يصف عدد من الناس المشاركة الاميركية في اجتماع اقليمي بانه تغيير في السياسة، وهذا غير صحيح».ورحبت الحكومة البريطانية من حيث المبدأ باجراء محادثات حول العراق مع سوريا وايران لكنها اكدت ان لندن تريد ان يتم تحقيق «نتائج ملموسة».واكد انه «في ما يتعلق بايران وسوريا فان المشكلة ليست الاتصالات، المشكلة تكمن في ردهم واذا التزموا فعليا، واذا رأينا موقفا بناء».وفسر اعضاء الكونغرس الاميركي والمحللون المشاركة الاميركية في المؤتمر على انها تغير في سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش الخارجية، الا ان سنو نفى ذلك. وقال «نحن سنشارك في محادثات نظمتها الحكومة العراقية لمعالجة قضايا ذات اهتمام اقليمي مع جاراتها، وهو الامر الذي اوصى به الجميع بقوة». واضاف «لن تكون هذه فرصة لتغيير المشهد الدبلوماسي». واوضح سنو ان الولايات المتحدة شاركت في السابق في لقاءات اقليمية حضرتها كل من ايران وسوريا وان المشاركة الاميركية في مؤتمر العراق لا يمثل تغييرا في السياسة. وتابع سنو «لقد شاركت الولايات المتحدة في عدة منتديات في السنوات الاخيرة الى جانب ايران وسوريا لمناقشة قضايا ذات اهتمام اقليمي (...) ولذلك فان هذا ليس استثناء، بل مثال اخر على العمل الدبلوماسي الاميركي».واكد سنو مرة اخرى على موقف الادارة الاميركية بشان فتح حوار مع ايران وقال ان على طهران اولا تنفيذ مطالب مجلس الامن الدولي بتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم الحساسة «اذا ارادوا ان نعود الى الطاولة معهم».واعلن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية ان سوريا «ستحضر» المؤتمر الدولي. واضاف ان الموقف الاميركي في الحضور والتشاور مع سوريا في الشان العراقي يعتبر «خطوة جزئية في الاتجاه الصحيح الذي يتمثل في الحوار الذي يشمل كافة مشاكل المنطقة لانها جميعا مرتبطة ببعضها البعض وتؤثر على بعضها سلبا او ايجابا».من جهته، قال توماس ستيغ المتحدث المساعد باسم الحكومة الالمانية ان المانيا تشيد بدعوة الحكومة العراقية دول الجوار العراقي بما فيها سوريا وايران، الى عقد مؤتمر حول الوضع في هذا البلد.واوضح المتحدث خلال لقاء صحافي «نحن نشجع الحكومة العراقية على المضي قدما في فكرة المؤتمر. وان الحكومة الالمانية اعلنت منذ فترة طويلة استعدادها لدعم كل ما من شأنه اضفاء المزيد من الامن والاستقرار في العراق».الى ذلك، اكد رئيس الاستخبارات العسكرية الاميركية ان لدى الولايات المتحدة ادلة تفيد ان متطرفين عراقيين يتدربون في ايران على استخدام المتفجرات القادرة على اختراق المدرعات.ورفض الجنرال مايكل مابلز امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ تقديم مزيد من التفاصيل، لكنه اكد ان لدى واشنطن الدليل على هذه التدريبات.وذكر ان حزب الله يشارك ايضا في التدريب على استخدام هذه المتفجرات. من جهته، اكد مدير الاستخبارات الاميركية مايكل ماكونيل الذي استجوبته ايضا لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان واشنطن تشتبه في ان حرس الثورة الايرانيين ولواء القدس الذي يعتبر وحدة النخبة في الجيش الايراني، يقدمون اسلحة الى الميليشيات الشيعية العراقية
واوضح ان الولايات المتحدة لا تمتلك ادلة مباشرة تفيد ان السلطات الايرانية على علم بأنشطة لواء القدس في العراق، لكنه اعتبر ان «من المحتمل» ان تكون طهران على علم بها.وطلب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس من لجنة بمجلس الشيوخ تخصيص 2.4 مليار دولار لتمويل الابحاث لابتكار وسائل للتغلب على القنابل التي تزرع على جانب الطريق والتي قتلت أكثر من ألف جندي اميركي في العراق.وعبر غيتس عن شعور بالاحباط لقدرة المسلحين في العراق على تطوير تكنولوجياتهم وتمكنهم حتى الان من هزيمة الاجراءات الاميركية المضادة لهذه العبوات الناسفة المحلية الصنع.وقال غيتس «أحد أكثر الجوانب غير السارة لوظيفتي هو ان أذهب كل ليلة الى المنزل واكتب رسائل بخط اليد الى عائلات اولئك الذين يقتلون في العمليات ... خلف كل من تلك الرسائل توجد ورقة تبلغني كيف توفوا وحوالي 70 في المئة منهم توفوا بهذه العبوات الناسفة البدائالصنع». واضاف غيتس قائلا امام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ التي تدرس تمويل الحرب «الواقع هو اننا نواجه خصما خفيف الحركة وذكيا وما ان نكتشف وسيلة لمحاولة احباط مساعيهم فانهم يجدون تكنولوجيا جديدة او وسيلة جديدة لمواصلة انشطتهم».وحذر ارفع مسؤول عسكري اميركي الجنرال بيتر بايس الكونغرس من اصدار قانون يقلص انشطة القوات الاميركية في العراق، معتبرا ان العواقب «ستكون مؤذية في ساحة المعركة».على الصعيد الامني، ادى انفجار سيارة مفخخة في شارع عشرين التجاري في حي البياع، جنوب غرب بغداد، الى مقتل عشرة اشخاص واصابة نحو 24 بجروح، في السابعة صباحا.وفي حادث منفصل، اعلن مصدر امني «مقتل اثنين من عناصر الشرطة واصابة ثلاثة اخرين في تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري» في وسط بغداد.وقال المصدر ان «سيارة الانتحاري انفجرت بفعل نيران عناصر الشرطة الذين حالوا دون دخوله الى مركز شرطة باب الشيخ».واكد مصدر في وزارة الداخلية مقتل اربعة اشخاص واصابة عشرين اخرين بسقوط عدد من قذائف الهاون في منطقة الشرطة الرابعة، جنوب غرب بغداد، فيما قتل اخر واصيب اثنان بانفجار عبوة ناسفة في منطقة الرشيد استهدفت سيارة مدنية.وقتل شخص واصيب ثلاثة اخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة في طريق رئيسي في منطقة الزعفرانية، جنوب بغداد، كما ادى سقوط قذيفتي هاون على منطقة الشرطة الرابعة، جنوب غرب بغداد، الى اصابة عشرة اشخاص بينهم نساء واطفال بجروح.وفي المقدادية، على بعد 110 كلم شمال شرق بعقوبة، اعلن مصدر في الشرطة مقتل اثنين من اشقاء عضو البرلمان العراقي من جبهة التوافق السنية سليم عبد الله.واوضح ان «المسلحين هاجموا الضحايا عندما كانوا يستقلون سيارتهم في حي المعلمين وسط المقدادية».وفي الموصل، 370 كلم شمال بغداد، اعلن العميد عبد الكريم الجبوري من الشرطة مقتل العقيد عبد الهادي محمود مدير دائرة الجنسية في الموصل وسائقه في هجوم مسلح وقع صباحا امام منزله في حي سومر، شرق المدينة.وعند ناحية المحمودية، على بعد 30 كلم جنوب بغداد، اعلن مصدر في الشرطة «مقتل شخص واصابة شخصين اخرين بانفجار عبوة ناسفة زرعت على مقربة من محطة للوقود وسط الناحية».من جهتها، اعلنت وزارة الدفاع قيام قواتها بقتل «اثنين من الارهابيين واعتقال 33 اخرين خلال اشتباكات جرت مع مسلحين في ناحية المحمودية»، على بعد 30 كلم جنوب بغداد، تم خلالها تحرير مختطف والقبض على خاطفيه وعددهم ستة.واعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس ان جنديا بريطانيا قتل اثناء قيامه بدورية في البصرة جنوب العراق.وجاء في بيان الوزارة ان جنديا بريطانيا قتل بعد ان تعرض لهجوم «باسلحة خفيفة»، مما يرفع الى 133 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق منذ 2003.وقالت الوزارة «نؤكد مع الاسف ان جنديا بريطانيا قتل في هجوم بالاسلحة الخفيفة اثناء قيامه بدورية روتينية» في البصرة.واعرب بلير عن تعازيه لعائلة القتيل وذلك في الجلسة الاسبوعية للرد على اسئلة البرلمان. وقال بلير «ان هؤلاء الاشخاص يعملون ببطولة وشجاعة فائقة ليقدموا الخدمة لبلدهم وللعالم بشكل اكبر».وافادت الشرطة العراقية في مدينة كربلاء انها اتخذت اجراءات امنية مشددة بمناسبة اربعين الامام الحسين بغية تفادي وقوع اعمال «ارهابية» خلال احياء الذكرى التي تبلغ ذروتها في التاسع من اذار المقبل.وقال العميد محمد محسن ابو الوليد قائد شرطة كربلاء، ان «اجراءات امنية مشددة تندرج في اطار خطة استقبال زيارة الاربعين تم اتخاذها بهدف حماية زوار المدينة وتفادي وقوع اعمال ارهابية».واضاف ان «مفارز مكافحة المتفجرات تقوم حاليا بعمليات مسح ميداني لعموم المناطق والطرق التي سيمر عبرها الزوار خلال الزيارة».واكد قائد شرطة كربلاء «استكمال الاستحضارات الخاصة بالخطة الامنية التي تعتبر امتدادا لخطة فرض القانون المطبقة في بغداد».واضاف «شكلنا لجنة خاصة من الضباط تتولى تنظيم دخول المواكب الحسينية من المحافظات الى كربلاء بعد الحصول على الموافقات والكفالات الاصولية والقانونية اضافة الى ضمان الحماية لمحطات الوقود والمياه خشية استخدامها لاغراض ارهابية».الى ذلك، قال كامران قره داغي الناطق الرسمي باسم الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يتابع العلاج في مدينة الحسين الطبية في عمان امس ان الرئيس «بصحة ممتازة»، مؤكدا انه «لم تجر له اي عملية جراحية».وقال قره داغي للصحافيين في عمان ان الرئيس طالباني «بصحة جيدة وممتازة، قلبه سليم وكل شيء فيه سليم وضغطه طبيعي والاطباء الذين يشرفون على علاجه يريدون التاكد 100% واجراء فحوصات شاملة لكل شيء ولهذا فهو سيبقى عدة ايام اخرى في المستشفى»