الاتحاد

دلالات خطيرة لهجوم "باجرام"... ودعوة لترحيل "سفير بن لادن خارج أوروبا"!

تطورات الملف الإيراني، والجدل الدائر في بريطانيا حول تسليم المتشدد الإسلامي أبي قتادة للأردن، والهجوم الانتحاري الذي شنته حركة "طالبان" على قاعدة عسكرية أميركية أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة البريطانية.

* "طريق العودة للمفاوضات": هكذا عنونت "الإندبندنت" افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي، لتعرض تطورات الملف الإيراني بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي أفاد بعدم التزام إيران بالإنذار الذي كان موجهاً لها من مجلس الأمن الدولي بضرورة تجميد برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم، بل وقيامها بتوسيع هذا البرنامج من خلال بناء المئات من أجهزة الطرد المركزي، واستمرار رئيسها محمود أحمدي نجاد في نهجه التصعيدي وخطبه النارية وإعلانه مؤخراً ألا تراجع عن البرنامج النووي الإيراني. وأشارت الصحيفة إلى العقوبات المفروضة التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران في شهر سبتمبر، ونبهت إلى أن العقوبات الإضافية المتوقع فرضها يجب كي تكون مبررة وتحمل مصداقية أن توجه رسالة واضحة للنظام الإيراني بأن المجتمع الدولي لن يمكنه القبول بمسلكه، لأن تلك العقوبات لو خرجت قاسية أكثر من اللازم، ستؤدي إلى التفاف الشعب الإيراني حول نظامه الذي يعاني في الوقت الراهن من معارضة داخلية متزايدة، كما قالت إنه يتوجب على مجلس الأمن الدولي أن يراعي عدم إقصاء العالم الإٍسلامي من خلال المبالغة في تلك العقوبات وخصوصاً بعد أن عقد وزراء بعض الدول الإسلامية اجتماعاً في العاصمة الباكستانية إسلام أباد أوضحوا فيه أنهم يريدون حل الموضوع الإيراني من خلال المفاوضات وليس من خلال القوة. وتشير الصحيفة إلى أن ما يحدث الآن في إطار المواجهة بين إيران والولايات المتحدة يذكّر بشكل يدعو للتشاؤم بالخطوات التي تمت خلال فترة التمهيد لحرب العراق وتحذر من أن أي خطأ في التقديرات، أو حدوث استفزاز زائد من طرف للطرف الآخر، قد يؤدي إلى تفجير الوضع بأكمله، وأن على الأميركيين الاستفادة من دروس الماضي القريب، وأن تعمل إدارتهم على تنفيذ توصيات "مجموعة دراسة العراق" الداعية إلى نهج الحوار والتفاوض مع إيران.

* "حان وقت ترحيل أبي قتاده": هكذا عنونت "الأوبزيرفر" افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، لتعرب عن تشككها من رحيل قريب للمتشدد الإسلامي الأردني "أبي قتادة"، الذي أطلقت عليه "سفير بن لادن في أوروبا"، على الرغم من أنه خسر الاستئناف المقدم ضد قرار ترحيله وذلك بعد أن ظل خلال السنوات الخمس الأخيرة في السجن عقب القبض عليه بعيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وطالبت الصحيفة الحكومة البريطانية بعدم الالتفات إلى ما يثيره محامو "أبي قتادة"، وخصوصاً أنها قد وقعت بالفعل اتفاقية مع الحكومة الأردنية بعدم تعذيب أي شخص يتم ترحيله إليها من بريطانيا، ولأن الرجل يشكل تهديداً أمنياً حيث أدلى بالعديد من التصريحات التي يبرر فيها الإرهاب، ويضفي عليه الشرعية الدينية، وأن الواجب يدعو إلى سرعة ترحيله إلى بلده مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمراقبة طريقة معاملته بشكل مستقل للتأكد من صدقية التطمينات التي قدمتها الحكومة الأردنية بحسن معاملته. وعلى الرغم من اعتراف الصحيفة بأن ذلك ليس هو الحل الأمثل، فإنها اعتبرت أنه أفضل كثيراً من بقائه في بريطانيا.

* "هجوم طالبان الربيعي يبدأ مبكراً من أجل تشيني": اختار "سايمون تيسدال" هذا العنوان لمقاله المنشور في "الجارديان" أمس الأربعاء الذي تناول فيه بالتحليل الهجوم الانتحاري الأخير، الذي قامت به حركة "طالبان" على قاعدة باجرام الجوية أثناء قيام نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني بزيارة لها، وأكد الكاتب أن هذا الهجوم يكشف مدى هشاشة النظام الأمني في أفغانستان التي لا تتجاوز سلطة الحكومة المركزية فيها العاصمة كابول، كما يهدد بتقويض المجهود الذي يقوده "الناتو" لإنقاذ البلاد، ويكشف عن المدى الذي تمكنت فيه حركة "طالبان" من إعادة تنظيم صفوفها والتحول مجدداً إلى قوة عسكرية خطيرة، وذلك على الرغم من كافة الجهود التي بذلتها وتبذلها الولايات المتحدة للحيلولة دون ذلك. كما تطرق الكاتب إلى الاتهامات التي توجهها الولايات المتحدة إلى باكستان بأن محافظاتها المجاورة للحدود الأفغانية توفر الملاذ الآمن لرجال "طالبان" الذي يقومون فيه بالتخطيط للهجمات التي يشنونها على قوات "الناتو" في أفغانستان. وأشار إلى أن هذا الموضوع تحديداً كان هو محور المباحثات الأخيرة بين نائب الرئيس الأميركي والرئيس الباكستاني برويز مشرف، والذي طالب خلاله تشيني من الرئيس الباكستاني بذل المزيد من الجهود لمحاربة المسلحين في المناطق القبلية وبالذات محافظة "وزيرستان" الجنوبية، وهو نفس ما طالب به وزير الدفاع الأميركي الجديد "روبرت جيتس" ووزيرة الخارجية كوندوليزا "رايس" خلال الزيارتين اللتين قاما بهما مؤخراً إلى باكستان وأفغانستان -كما يقول الكاتب- أن باكستان ليست مُقصرة في تعقب المسلحين ورجال "طالبان"، وأنها تبذل قصارى جهدها في هذا المجال، وأن بريطانيا وأسترالياً تحشدان المزيد من الجنود لصد هجوم "طالبان" الربيعي المتوقع أن تقوم بشنه في الجنوب. وأن كندا تخصص المزيد من الأموال لمجهودها العسكري في أفغانستان كما أشار كذلك إلى التكهنات التي تستند على الملاحظات الأخيرة التي أدلى بها الجنرال "كارل أيكنبيري" القائد الأميركي السابق في أفغانستان والتي ألمح فيها إلى أن القوات الجوية الأميركية قد تأخذ الأمر على عاتقها وتتصرف بمفردها في "وزيرستان" بشن غارات جوية على الإقليم، إذا لم يقم الجيش الباكستاني بشن حملات أكثر صرامة. أما بالنسبة لرد باكستان على الاتهامات الأميركية، فيركز الكاتب على ما قاله بعض المسؤولين الباكستانيين من أن الغرب يحاول أن يلقي بمسؤولية فشله في حل المشكلات التي يعاني منها في أفغانستان، وعجز الرئيس حامد كرزاي عن ممارسة الحكم على باكستان، وأن استخدام سلاح الجو الباكستاني في تعقب رجال "طالبان" يؤدي إلى سقوط الكثير من الضحايا من المدنيين، وأن باكستان لا تستطيع أن تمضي في قصف مواطنيها إلى ما لا نهاية لمجرد أن أميركا أو الغرب يلحان عليها في ذلك خصوصاً على ضوء ما يتهددها هي نفسها من مخاطر أمنية، وأن الحل الأمثل في رأي هؤلاء المسؤولين يعتمد على زيادة وتيرة تنفيذ مشروعات إعادة الأعمار في أفغانستان، وعلى ما هو أهم من ذلك وهو توفير الأمن، ذلك الأمن الذي يعتبر شرطاً ضرورياً لتحقيق أي تقدم، وهو الدرس الذي لابد أن يكون تشيني، قد أدركه عقب تعرضه لذلك الهجوم المباغت على قاعدة "باجرام".