أتعبتني اللحظات التي كنت أراقبك فيها، لأنني لم أكن أهتم بالأسئلة التي وجهها المذيع وكأنه في محكمة تفتيش، فالمسالة بالنسبة لي هي "تأسيس" الصورة لعلاقة تربط الجميع بغض النظر عن الجنس.. أو العلاقة التي تشكل "المعرفة" نحو المجتمع بكافة عناصره، فصورة نوال السعداوي، أو أزمتها في مصر حاليا تنقلني إلى "مساحات" الجهل التي نتبناها عندما نفرض قيمنا المسبقة على الآخرين، ونفترض أن الكتابة أو الفعل العقلي يملك "أهدافا" كيدية بالدرجة الأولى...

وما ظهرت عليه "نوال السعداوي" يرجعني إلى الأسئلة المعرفية، أو المحاولات التي مازلنا نريدها في عالمنا صورة لملامح التغيير، فما يربط المجتمع لم يكن أهواء يفرضها "التراثيون" أو أصحاب الجهل بالعمائم البيضاء، وما نملكه من تقاليد هو خبرة اجتماعية قبل أن يكون نصا مقدسا يقدمه البعض أو يستمتع الآخرون بشرحه رغبة منهم في احتكار سلطة المعرفة.

و "نوال السعداوي" تدفعني لتعريف نفسي، وربما الآخرين... لأنها حسب "المذيع" تسعى للاستفزاز، لكن ربما نسي كلمة هي "العقل"... إنها تستفز العقل كي يحاول فهم هذه الروابط التي يحاول البعض تكوينها على شاكلته معتقدا انه "كلي القدرة" وأن الإناث في النهاية "ذكور مخصيين".. اعتقاد البعض انهم "كليو القدرة" أوجدت الوهم الذي نغرق فيه اليوم في تعريف أنفسنا، وفي التعامل مع الآخرين، وعلى الأخص الإناث، على انهن "ناقصات عقل ودين".. ومن يعتقد أنه يمتلك "الكلية" يضع نفسه في دائرته المغلقة فيرسم علاقاته على الحب والكراهية، مختصرا تجربة الحياة بانفعالاته.. فهل يمكننا رؤية نوال السعداوي من جديد سواء توافقنا معها أو خالفناها الرأي...

"نوال السعداوي" مساحة معرفة كسرت "الجمل" و "الكلمات" التي يصفعنا بها "رجالات" المجتمع.. وأستخدم رجالات تجاوزا لأنني لا أقصد جنسا معينا، فهناك من "الإناث" من يقمن بهذه المهمة .. ونوال السعداوي ستتركني اليوم أحاول رسم ما أفهمه من المعرفة التي يمكن أن تخرج على المألوف، لكنها "عقل" يعمل لتعريف العلاقات الاجتماعية التي تتصاعد رغم أنف من يحاول "حدها" أو "قسرها" على نمطية واحدة.

المعرفة الاجتماعية ليست مساحتي فقط، بل محاولة تأسيس نظري جديد كي نفهم طبيعة العلاقات التي نختصرها أحيانا بين الإناث والذكور لكنها تمتد على مساحات الوطن والعقل والمستقبل... ولنوال السعداوي رغم اتفاقي واختلافي معك في الرؤية أريد أن أكتب مساحتى...