تجدد الخلاف داخل إسرائيل حول المفاوضات مع سورية، وسط تباين واضح في الآراء بين أجهزة الاستخبارات مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ‘لى عرض تقارير الاستخبارات على مجلس الوزراء بالكامل.

وحسب المحرر العسكري لصحيفة هأرتز الإسرائيلية زئيف شيف فإن هناك تبايناً في الآراء داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حول استعداد سوريا لعقد مفاوضات جدية مع إسرائيل.

وأوضح شيف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت خالف العرف واطلع مجلسَ الوزراء بكامل أعضائه على تقرير الاستخبارات السنوي الذي رفعه إليه عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات، والذي يناقش موضوع السلام مع سوريا.

ويقول التقرير أن سوريا تعزز قوتها لمواجهة إسرائيل، باعتبار أن التقارير التي تصل إلى الرئيس السوري بشار الأسد تجمع على أن إسرائيل لا تزال غير مستعدة للسلام معها، وان مواجهتها العسكرية الصيف الماضي مع حزب الله أظهرت أن المواجهة مع إسرائيل قد تكون مفيدة أيضا لسوريا.

لكن يادلين يتبنى الخلاصة التي وصل إليها التقرير وهي أن الرئيس السوري جاد في اقتراحه استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل بدون أن يعني ذلك انه تخلى عن مطلب استعادة هضبة الجولان كاملة.

ويقول شيف إن استنتاج الاستخبارات العامة يتناقض مع استنتاج جهاز الموساد الذي يؤكد أن عروض الرئيس السوري استئناف التفاوض السلمي ليست سوى مناورة لتخفيف الضغط الدولي على بلاده.

ويرى وزيرا الدفاع الحالي والسابق في إسرائيل وكذلك وزيرة الخارجية أن من المفيد التفكير الجدي في حقيقة رغبة سوريا في السلام وقدرتها على تحقيقه والالتزام به. إلا أن الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعارض إعادة الجولان إلى سوريا لأنه واثق من أن سوريا لن تفيَ بالتزامات السلام مع إسرائيل.

ويقول شيف إن مؤشراتٍ بدأت تظهر على أن معارضة اولمرت لاستئناف مفاوضات السلام غير المشروطة مع سوريا قد بدأت تلين، لكنه يشير أيضا إلى أن اولمرت قد يكون مضطراً هذه المرة لتنسيق جهود السلام مع الولايات المتحدة خلافاً لما كان يجري في السابق.

مصادر
سورية الغد (دمشق)