الأمر لا يتعلق بك فقط، لكنك نقلتني فجأة إليه كأنثى تحاول أن تفهم "المحيط"، ولأنك نوال السعداوي التي رافقتني حتى اليوم فأنني استعيد شريط البحث عن ذاتي.. ليس كأنثى بل طرف في علاقة أبدية تجمع الحياة على فيض من الإبداع أو الحركة.. فالحياة هاجس يربطني مع المشاعر وربما الاحباط الذي يمكن أن أصل إليه بعد عقود من السنوات.. فأبحث مثلك خارج الوطن عن مساحات ماتزال مجهولة.. فأكتبها أو تكتبني...

في عقدك السابع أفكر عنك، لأنني أريد "التوحد" مع الدنيا التي تتحرك ببطء.. فأنت تبدعين وأنا أحاول أيضا أن أجد في التفكير ما يمكن أن يقال خارج المألوف عن "قدرة الأنثى".. ولأن النماذج كثيرة فبإمكاني الاستعارة ممن حولي، ومن الطاقة التي تتركهم يعملن دون التفكير بإن معاكسة الحالة النمطية ربما تدفعهم بعيدا .. فيجدن أن الحياة التي كانت ممتعة غدت صراعا ضد ما حاولن رسمه على سطح الأرض...

أفكر عنك لأنك فكرت طوال العقود السبع عن كل الإناث.. بتجرد من السمة الجنسية.. بمحاولة لكي تصبح العلاقة "تكاملية" أو هكذا فهت أنا وأردت.. فعندما يصبح الزمن "باقة حقد" أسعى لاكتشاف التجربة بعد عشرات الذكور، وربما المئات، الذين ضربوا حياتي أو حتى أصبحوا ملتصقين بقدر أهرب منه.. فالمسألة ليست تواز.. أو حتى مساوة تجمع الجنسين، لأنني أراها "معرفة" مكتسبة على طول سنوات الحياة.

هي معرفة بان "التكامل" سمة على الجميع الاعتراف بها، ولا حاجة للحديث عن تراث حقوق المرأة، لأن هذه الحقوق ستبقى مغتصبة طالما استمر "التفوق" البيولوجي عنصرا حاسما في رؤية "الجنس".. بينما لا يستطيع هذا "التفوق" العيش وحده، او التعامل مع الخصب دون أنثى تملك "تفوقها" البيولوجي الخاص....

هي أيضا الدخول إلى "ثقافة التكامل" التي تلغي تراثا من "التشكل الكاذب" لمسألة التفوق، فلا أحد يستطيع اثبات هذا التفوق؛ طالما أن الإناث والذكور موجودين بحكم "الحياة" القائمة بهما.. و "التشكل الكاذب" يطال الجميع، سواء تراث الذكور بالتفوق، أو الإناث بخيبتهم في تجاوز المعادلة القائمة..

فيض الخصب يعني الجميع.. إناثا وذكورا.. وطاقة الأنثى مستمرة رغم مانراه من مشاهد تتكرر حول أزمات لا تطال نوال السعداوي فقط، بل من تحاول أن تلغي سمة التكرار وتدخل في "التكامل"، او ترسم من جديد علاقة لم تكن مأزمة إلا أننا نهوى منحها أبعادا من القهر والتفوق!!!