نفت مصادر قيادية في حركة المقاومة الإسلامية حماس لـ (نشرة سورية الغد) بشدة ما أوردته بعض الصحف الروسية مؤخراً من أن موسكو رفضت طلب رئيس المكتب السياسي لحركة خالد مشعل في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان مشعل وصل إلى روسيا أواخر الشهر الماضي في زيارة التقى خلالها وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه الكسندر سلطانوف اللذان أكدا دعم بلادهما لاتفاق مكة وللحكومة المرتقبة، وطالبا برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

ونقلت صحيفة كومرسانت عن مصدر لم تسمه قوله "ان الوزير لافروف اعرب عن امله في اقناع مشعل بالاعتراف بوجود اسرائيل ولو بصورة غير مباشرة"، وأضافت: "في غياب اي تسوية رفض الروس طلب مشعل بمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأكدت المصادر التي ترافق مشعل في جولته الدولية الحالية أن هذه المعلومات خاطئة جملة وتفصيلاً ولا أساس لها من الصحة، وأوضحت أن جدول أعمال الزيارة كان معداً مسبقاً بالطريقة التي تم بها ولم يحصل عليه أي تغيير، ولم يكن يتضمن أصلاً أي لقاء مع الرئيس بوتين.

وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها إن اللقاءات التي أجراها وفد الحركة في موسكو هو ما كان متفقاً عليه مع الجانب الروسي، وأكدت في الوقت نفسه نجاح الزيارة مستشهدة على ذلك بتصريحات الوزير لافروف بعد لقائه مشعل حيث قال إن بلاده " ستحاول التأثير على القوى الغربية لرفع حظر على المساعدات الاقتصادية مفروض على الحكومة الفلسطينية ".

ونوهت المصادر بقول لافروف: إن روسيا تدعم تماما اتفاق مكة الذي توصلت إليه حماس وفتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وهو يعتبر مبادرة سلام رئيسية في المنطقة.

وذكَّرت أن روسيا، التي استقبلت مرتين خلال عام واحد وفداً من حركة حماس تعد من بين الدول القليلة غير العربية التي تعترف بالحركة.

وأكدت المصادر لـ(نشرة سورية الغد) أن الجولة التي يقوم بها حالياً مشعل على عدد من الدول تهدف إلى تسويق اتفاق مكة لدى المجتمع الدولي، والحصول على دعمه وتأييده للحكومة الفلسطينية المرتقبة ما يصب في خدمة القضية الفلسطينية، مشيرة إلى النتائج الطيبة التي تحصدها الجولة.

وبدأ مشعل جولته من دمشق بلقاء الرئيس بشار الأسد، وتابعها في مصر ثم السودان، وروسيا، وماليزيا، التي سينتقل منها إلى قطر فإيران فاليمن.

كما قام الرئيس محمود عباس بجولة مماثلة قادته إلى بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وبلجيكا

وأوضحت المصادر أن الرئيس عباس حصل من خلال جولته على دعم وتأييد عدد من الدول التي أثنت على ما تمَّ في الساحة الفلسطينية حيث أظهرت مواقف متقدمة لجهة المطالبة برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني

ورداً على سؤال، شددت المصادر على وجود تنسيق بين عباس ومشعل في الجهود وتبادل المعلومات والآراء، موضحة أن الجهد الذي يبذلانه هو عمل متكامل فيما بين حركتي فتح وحماس وليس هناك أي تعارض فيه.

واعتبرت المصادر أن نجاح زيارة وفد حماس إلى ماليزيا خطوة متقدمة وكبيرة باتجاه تفعيل دور الدول الإسلامية وحشد جهودها لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وتأييد اتفاق مكة والتعامل مع الحكومة، مشيداً بالدعم المادي الذي وعدت ماليزيا بتقديمه للحكومة الفلسطينية.

مصادر
سورية الغد (دمشق)