الرأي العام

أكدت السعودية وإيران، أن الخطر الأكبر الذي يتهدد الأمة الإسلامية في الوقت الحاضر، هو «محاولة إذكاء نار الفتنة بين المسلمين سنة وشيعة».
وذكرت «وكالة الأنباء السعودية»، في بيان ليل السبت - الأحد، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، شددا خلال القمة التاريخية، ليل اول من أمس على «أن الجهد يجب أن يتوجه لصد هذه المحاولات وتوحيد الصف». كما أكدا «ضرورة تنفيذ خطة الحكومة والحرص على استقلال العراق ووحدته الوطنية والمساواة بين أبنائه».
وشدد الملك عبدالله «خلال الجلسة على روابط الجيرة ووحدة العقيدة التي تربط بين البلدين»، فيما نوّه احمدي نجاد «بالدور الريادي والمواقف الحكيمة لقيادة المملكة تجاه قضايا الأمة الإسلامية».
وتابعت الوكالة ان الزعيمين اتفقا «على أهمية جمع كلمة الفلسطينيين». وأبدى الرئيس الإيراني، حسب الوكالة «تأييده للمبادرة العربية للسلام التي تبنتها قمة بيروت العربية عام 2002». وأكد أن «إيران تتابع وتؤازر الجهود الخيرة التي تبذلها المملكة لتهدئة الاوضاع في لبنان ووضع نهاية لازمته السياسية».
كما أعرب الزعيمان السعودي والايراني «عن أملهما في أن تتجاوب كل الأطراف اللبنانية مع هذه الجهود».
وذكرت الوكالة السعودية انه جرى خلال الجلسة «بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما في كل المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة».
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، من ناحيته، ان السعودية وايران اتفقتا على مكافحة امتداد الصراع الطائفي الذي يهدد بالانتشار من العراق الى دول مجاورة. وصرح للصحافيين، من دون الخوض في التفاصيل، ان الجانبين اتفقا على وقف اي محاولة تهدف الى نشر الصراع الطائفي في المنطقة.
ولدى وصوله مطار مهر آباد عائدا من الرياض، امس، شرح احمدي نجاد للمراسلين نتائج زيارته للمملكة، وقال: «لدينا علاقات جيدة مع السعودية، وكان من الضروري ان نتشاور مع كبار المسؤولين السعوديين في شأن التطورات الجارية في العالم الاسلامي».
واشار الى الجهود التي تبذل لاثارة الفرقة بين المسلمين، واكد ان «على المسلمين كافة ان يتعاملوا مع ذلك بذكاء وحكمة ووعي». موضحا «كان للبلدين وجهات نظر مشتركة في قضايا لبنان والعراق وفلسطين، وان الجانبين اكدا معارضة اثارة الفرقة بين المسلمين».
واضاف احمدي نجاد: «خلال هذه الزيارة تم التنسيق في شأن تعزيز الوحدة الاسلامية وسمعة المسلمين، وكانت هذه الزيارة في النهاية زيارة عمل جيدة».
وعندما سئل عما اذا كانت المحادثات تناولت القضية النووية ووجود القوات الاميركية في الخليج، وهي مسألة غالبا ما استهدفتها طهران بالنقد، اجاب «اجرينا مناقشات في كل المجالات. جرى بحث بعض القضايا مثل سيطرة الاعداء على المنطقة بوسائل مختلفة واسباب الانقسامات. جرى تنفيذ بعض الخطط المشتركة لحماية حقوق الدول الاسلامية».
ونفى مسؤول ايراني، معلومات صحافية تفيد بأن احمدي نجاد دعم المبادرة العربية. وصرح احسان جهانديده، مسؤول المكتب الصحافي للرئاسة الايراني لـ «فرانس برس»، بانه «خلال هذه المحادثات بين الرئيس احمدي نجاد والملك عبد الله لم يتم التطرق الى مبادرة العام 2002».
وتنص المبادرة التي اعدتها السعودية على تطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي الفلسطينية المحتلة وراء خط الرابع من يونيو 1967 وقيام دولة فلسطينية.
ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني نتائج القمة بانها «بناءة»، وقال «ان بإمكان البلدين الاستفادة من مكانتهما في العالم الاسلامي لتسوية الازمات والقضايا العالقة، وان الرئيس محمود احمدي نجاد والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اكدا ضرورة تعاون البلدين لتسوية الازمات في العالم الاسلامي».
وحضر القمة من الجانب السعودي، أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسعود الفيصل والأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية والأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، الامين العام لمجلس الامن الوطني.
كما حضرها من الجانب الإيراني، وزير الخارجية منوجهر متكي ونائب الرئيس رحيم مشائي وعضو البرلمان الاسلامي رئيس لجنة الصداقة الايرانية السعودية سيد علي رياض وسفير إيران لدى المملكة سيد محمد حسيني ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية سيد باقري ومساعد وزير الخارجية سيد شيخ عطار.