النهار

تحدث السناتور الاميركي الاسود باراك اوباما، الذي يعتبر من ابرز المرشحين الديموقراطيين للرئاسة، امام 800 عضو في اللجنة الاميركية – الاسرائيلية للشؤون العامة "ايباك" في مدينة شيكاغو، فوجه انتقادات شديدة الى ايران و"حزب الله" وحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، واتهمها بتهديد مصالح اميركا واسرائيل والحركات والتطلعات الديموقراطية في لبنان وفلسطين، وحض دولاً عربية مثل المملكة العربية السعودية على الاعتراف بأن لها مصالح مشتركة مع اسرائيل في مواجهة ايران. ولاحظ ان مصر تساعد ايران وتضر بنفسها عندما لا تمنع وصول السلاح والمال من ايران الى قطاع غزة.
وقال ان الولايات المتحدة يجب الا تتخلى عن الخيار العسكري في المواجهة مع ايران، التي تمثل "احد اكبر الاخطار التي تهدد الولايات المتحدة واسرائيل والامن العالمي"، لكنه حض اميركا والعالم على استخدام "الديبلوماسية الصدامية المرتبطة بالعقوبات القاسية" لمنع ايران من تطوير قدراتها النووية العسكرية. ووصف الرئيس الايراني محمود احمدي نداد بأنه "متهوّر وغير مسؤول" ولا يبالي بمصالح شعبه.
وانتقد "حزب الله" واتهمه بمهاجمة اسرائيل الصيف الماضي، وقال ان الحزب "من خلال استخدامه لبنان موقعاً للارهاب، واستخدامه الناس الابرياء دروعاً زج البلاد بكاملها في العنف والنزاع وهدد الحركة الديموقراطية الفتية هناك (...) لذلك يجب ان نشدد على تطبيق قرار مجلس الامن 1701، الذي يطالب بوقف تزويد حزب الله السلاح، وهو قرار تواصل سوريا وايران الاستخفاف به (...) وعليهما وقف دعم حزب الله وحماس اللذين يهددان السلام والاستقرار في المنطقة ووقف تقديم السلاح اليهما".
وتحدث عن تجربته عندما زار اسرائيل في كانون الثاني 2006 حين توقف في قرية اسرائيلية قرب الحدود اللبنانية ذكّرته بضواحي شيكاغو الى ان شاهد منزلاً ضربه صاروخ كاتيوشا اطلقه "حزب الله"، وقال: "من المهم ان نتذكر ان اسرائيل انسحبت من لبنان من جانب واحد وان ايران زوّدت حزب الله بعد ذلك آلاف الصواريخ".
لكن اوباما، الذي قال ان خططه في الشرق الاوسط تشمل سحب القوات الاميركية القتالية من العراق بحلول سنة 2008، حض على اعتماد "استراتيجية ديبلوماسية اقليمية حيوية تشمل التحاور مع سوريا وايران، وهو امر اعتمدته اخيراً هذه الحكومة"، في اشارة ضمنية الى موافقة ادارة الرئيس جورج بوش على المشاركة في مؤتمر دولي في العراق الى جانب دول مثل ايران وسوريا. ورأى ان التحاور مع ايران يجب ان يتم بطريقة مماثلة للتحاور بين اميركا والاتحاد السوفياتي السابق خلال الحرب الباردة، بالتركيز "على شروط ومبادئ ومصالح واضحة".
واكد التزامه "القوي والواضح لامن اسرائيل، الحليف الاقوى والديموقراطية الوحيدة في المنطقة. وهذا سيكون دوماً نقطة البداية بالنسبة الي. وعندما نرى الاخطار المتنامية في المنطقة، من ايران الى العراق، الى عودة بروز تنظيم القاعدة واستعادة حيوية حماس وحزب الله، فإن هذا الولاء وهذه الصداقة هما اللذان سيرشداني عندما نضع حجر الاساس لنبني الطريق الذي سيأخذنا من الاضطرابات الراهنة الى السلام والاستقرار الدائمين". ودعا "الى تقوية الفلسطينيين المعتدلين الذين يسعون الى السلام، ولهذا يجب ان نواصل عزل حماس". ورفض مبدأ ممارسة الضغوط على اسرائيل قائلاً: "يجب الا نملي ابداً ما هو افضل للاسرائيليين ولمصالحهم الامنية. ولا رئيس وزراء اسرائيلي يجب ان يشعر انه يرغم على دخول مفاوضات او ان الولايات المتحدة تمنعه من المفاوضات".
ولاحظ بعض الحضور ان اوباما الذي كان يتلو نصاً مكتوباً، لم يتحدث بنبرة عفوية او عاطفية كما تفعل المرشحة لمنصب الرئاسة هيلاري كلينتون.