الوطن القطرية / محمد ظروف

هناك قلق لدى الأوساط الإقليمية والدولية، من وجود مشروع أميركي - غربي لتحويل الرئيس الباكستاني برويز مشرف إلى «صدام جديد» في منطقة الشرق الأوسط، وجعل نظامه الحالي يؤدي نفس الدور الذي كان يقوم به النظام العراقي السابق، وخاصة لجهة شن الحروب على دول الجوار، وخلق صراعات وبؤر توتر، تمكن الولايات المتحدة من التدخل وجني المكاسب السياسة والاستراتيجية والاقتصادية! ومن ينظر إلى الضغوط الأميركية التي تمارس الآن على برويز مشرف فيما يتعلق بضرورة إعلان نظام الحرب المفتوحة على «طالبان» و«القاعدة» في أفغانستان خاصة وتزايد الحديث عن وجود مواقع داخل باكستان، أصبحت خاضعة لنفوذ وسيطرة الإرهابيين، والدعم الذي تقدمه واشنطن لاسلام أباد لإمتلاك المزيد من الأسلحة الهجومية المتطورة، وحتى صرف النظر عن البرنامج النووي الباكستاني مقابل تشديد الضغوط على طهران، والتوجه نحو فتح نزاعات عسكرية مسلحة في تلك المنطقة، فإنه يكتشف بسهولة أن هناك رغبة لدى الولايات المتحدة لسد الفراغ الذي أحدثه سقوط نظام صدام بتفعيل دور النظام الباكستاني، الذي يقوده الجنرال برويز مشرف، سيما وأن هذا الأخير يقيم أفضل علاقات التعاون والتنسيق مع معظم الدول العربية والإسلامية، وبالتالي فهو يبدو - في نظر واشنطن - مؤهلا لأن يلعب دورا أكبر من دور صدام في العراق. ولربما شهدت الفترة القادمة خطوات وتطورات دراماتيكية على هذا الصعيد. وهناك من يتحدث عن تهيئة باكستان، لكي تتصدى بقوة وفعالية ليس للمنظمات الإرهابية مثل «طالبان» والقاعدة في أفغانستان وباكستان، بل وحتى للتحرش بدول الجوار التي لا تروق لواشنطن مثل إيران، التي تستغل أميركا برنامجها السلمي من أجل تشديد حالة الضغط والحصار عليها!. إن العرب سيقعون في خطأ تاريخي كبير إذا ما وافقوا على أن يتحول برويز مشرف في باكستان إلى صدام جديد لأن المنطقة ما تزال - حتى الآن تدفع الكثير والكثير من الاخطاء العربية التي مكنت النظام العراقي السابق من القيام بدوره التدميري.