الوطن القطرية / محمد ظروف

بات الحديث عن التضامن العربي أشبه بقصة إبريق الزيت، أو أغنية الشيطان في أحسن الأحوال! ذلك أن كل الأطراف والدول العربية تتحدث دوما عن ضرورة وأهمية إقامة تضامن عربي فعال ومؤثر في أحداث المنطقة ومساراتها ولكن لا أحد يقوم بأي شيء من أجل تحقيق هذا الهدف!

لا، بل ان هناك أطرافا تعمل على إبقاء العلاقات العربية - العربية في أقصى درجات الانقسام وحتى المواجهة!

والمؤسف أنه كلما حان موعد انعقاد قمة عربية سواء كانت دورية أو طارئة يزداد الحديث عن التضامن العربي والموقف القومي الموحد، وترتفع وتيرة الحديث أثناء انعقاد القمة تم يتبخر كل شيء، وتدخل العلاقات العربية - العربية في مرحلة مواجهة جديدة.

وبمقارنة بسيطة ومباشرة بين التضامن القائم حاليا بين الدول الأوروبية، وهي تنتمي إلى قوميات وشعوب وأجناس متعددة، وبين التضامن العربي فإن الصورة تصبح صادمة ومدمرة لأنه في الوقت الذي ينجح فيه الأوروبيون في إقامة وحدة سياسية واقتصادية ومالية فيما بينهم، وأصبح الاتحاد الأوروبي يمتلك عملة واحدة (اليورو) ولديه دستور مشترك، فإن حالة الانقسام والتشرذم في الوضع العربي تتسع وتزداد خطورة وثمة أحاديث عن حروب سرية، وباردة تجري حاليا بين أكثر من بلد عربي!.

لقد أصبح الأمر بمثابة الإسطوانة المشروخة وبات لزاما على قمة الرياض المقبلة أن تبحث أو تتكر معزوفة أو اسطوانة سياسية جديدة غير «التضامن العربي»، إذ ما المانع أن يجري الحديث عن مرحلة التعايش بين الحكومات العربية؟