النهار

أعلن مجلس الامن الروسي ان روسيا في صدد وضع عقيدة عسكرية جديدة تأخذ في الاعتبار تنامي دور القوات المسلحة في القضايا السياسية الدولية. وأكد قائد الفيلق الاستراتيجي السابع والثلاثين في سلاح الجو الروسي الجنرال ايغور خفوروف ان الطائرات القاذفة الروسية قادرة على تدمير عناصر منظومة الدرع الأميركية المضادة للصواريخ المنتشرة في اوروبا.
ويعكس اعلان الكرملين العلاقات الآخذة في التوتر بين روسيا والولايات المتحدة حيال الكثير من الملفات وخصوصا انتقادات موسكو للدرع الأميركية ووجهات النظر المتباينة في عدد كبير من الملفات العالمية، الى التنديد الأميركي المستمر بسجل حقوق الانسان في روسيا.
وفيما لم يرد في اعلان الكرملين ذكر للولايات المتحدة، الا انه يشير بوضوح الى الدور السياسي لحلف شمال الاطلسي في معالجة القضايا السياسية الدولية، مما يفسر حاجة موسكو الى مراجعة عقيدتها العسكرية.
وقال المجلس في بيان ان التغييرات الجيو - سياسية والنمو الذي حققه الاقتصاد الروسي منذ وضع أسس العقيدة القتالية الحالية عام 2000 تحتم اجراء مراجعة لهذه العقيدة تأخذ في الاعتبار المستجدات المشار اليها آنفا.
وجاء في اعلان الكرملين ان "تحليل الوضع على المستوى الدولي يظهر ان القوة العسكرية باتت عاملا اساسيا وحاسما في سياسة الامم الرائدة" التي " تركز على نحو متزايد على تطوير قواتها العسكرية وتحسين ترسانتها " و"تعمل على تعديل تصوراتها العسكرية وتشديد دور منظماتها وخصوصا حلف شمال الاطلسي". واضاف ان "القوات المسلحة لا تزال تستخدم على نطاق واسع على انها العامل الاكثر حسما في تحقيق الاهداف السياسية والعسكرية".

الجنرال خفوروف

ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية المستقلة عن خفوروف ان الطائرات القاذفة الروسية قادرة على تدمير عناصر منظومة الدرع الاميركية المضادة للصواريخ المنتشرة في اوروبا. وقال ان هذه العناصر "كغيرها من عناصر المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ لا تحظى بحماية كافية وطائراتنا قادرة بكل انواعها على التشويش عليها وتدميرها".
وأفاد ان الطيران الروسي سيجهز خلال 2007 بطائرتين قاذفتين استراتيجيتين محدثتين من طراز "تو 160"، قائلاً: "اطلقنا عملية ناشطة لتحديث هذا النوع من الطائرات. وارسلنا مطلع السنة طائرتين من نوع تو 160 الى مصنع كازان للطائرات ونتوقع رؤيتهما لدى عودتهما محدثتين كليا"، مشيرا الى ان هاتين الطائرتين ستشاركان اواخر آذار ومطلع نيسان في تمارين على القاء القنابل.

"بيرشينغ 2"

وحذر الأكاديمي الروسي ألكسي ارباتوف من معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو من مغبة معاودة الولايات المتحدة انتاج صواريخ من نوع "بيرشينغ 2" ووضعها في أراضي دول الحلف الجديدة كبولونيا والجمهورية التشيكية وجمهوريات البلطيق السوفياتية السابقة وأيضا في جورجيا وأذربيجان. وقال ان "روسيا عندئذ ستضطر إلى إعادة ترتيب صواريخها الاستراتيجية من أجل حماية النفس من صواريخ تستطيع الوصول إلى جميع المنشآت الاستراتيجية في شطر روسيا الأوروبي في غضون سبع إلى عشر دقائق". وأثار مشروع واشنطن اقامة محطة رادارات في الجمهورية التشيكية ومستودع للصواريخ في بولونيا رد فعل عنيفا من موسكو على رغم تكرار الولايات المتحدة التأكيد ان منظومة درعها ليست موجهة ضد روسيا لكنها تهدف الى حمايتها من هجمات دول مثل ايران وكوريا الشمالية.