الاتحاد

أوراق "الكريملن" في "سلة قادروف"... والحرب على الإرهاب تهدد استقرار باكستان

هل تهدد الحرب على الإرهاب الاستقرار في باكستان؟ وكيف تتعدد الرؤى حول الرئيس الشيشاني الجديد؟ وما مدى أهمية المحادثات الأميركية- الكورية الشمالية في واشنطن؟ وما الجديد في برامج الفضاء الصينية؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.

الاستقرار الباكستاني في خطر:

خصصت "تورنتو ستار" الكندية افتتاحيتها أول من أمس الأحد لرصد المأزق الذي تمر به باكستان الآن جراء الحرب على الإرهاب. وحسب الصحيفة يتعرض الرئيس برويز مشرف إلى ضغوط دولية، انضم إليها مؤخراً، رئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر"، الذي طالب "مشرف" ببذل مزيد من الجهود من أجل قمع فلول "طالبان" و"القاعدة" الذين يعيدون تنظيم صفوفهم على الحدود الأفغانية- الباكستانية، خاصة وأن ذلك يهدد القوات الدولية داخل أفغانستان ويعصف بمهمتها الرامية إلى فرض الأمن والاستقرار في البلاد. الرئيس الأميركي لا يزال يتعامل مع مشرّف كحليف في الحرب على الإرهاب يستحق الحصول خلال السنوات الخمس الماضية على 10 مليارات دولار. بوش يؤكد أن أسامة بن لادن وأنصاره من مقاتلي "القاعدة" يعيدون ترتيب صفوفهم بمنطقة القبائل في وزيرستان وأن قادة "طالبان" فروا من مدينة "كويتا" الباكستانية" بمساعدة بعض عناصر الأمن الباكستاني ممن لهم علاقات سابقة بهذه القيادات. مشرف نفسه اعترف قبل أيام بأن الأجانب المقيمين في بلاده والذين يعيشون في جبالها ينشرون الإرهاب في باكستان والعالم. وبهذا لاعتراف يتعين على إسلام أباد، حسب الصحيفة، مضاعفة جهودها الفاترة أحياناً كي تتمكن من القبض على قيادات "القاعدة" و"طالبان"، أي إغلاق معسكرات تدريب الإرهابيين، ومحاكمة رجال الدين الذين يجندون المتمردين ومفجري القطارات، وأن تتخلص من العناصر الأمنية التي وفرت مأوى للمتمردين الأفغان. وللإنصاف يتعين الإشارة إلى أن باكستان فقدت 700 من جنودها أثناء القتال ضد فلول "طالبان" و"القاعدة"، وتستخدم إسلام أباد في هذه المهمة 80 ألف جندي وألف نقطة حدودية، لكن المتمردين يحظون بدعم قبائل "البشتون" التي يوجد منها في أفغانستان 15 مليوناً و28 مليوناً في باكستان من بينهم مليونا لاجئ أفغاني، لذا يحمل القتال ضد هؤلاء المتمردين مخاطر أمنية وسياسية على باكستان.

"مشكلات كثيرة وحل وحيد": اختارت "ذي موسكو تايمز" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها المنشورة يوم أمس الاثنين، لتطرح مواقف متباينة تجاه الرئيس الشيشاني الجديد "رمضان قادروف". الصحيفة أشارت إلى أن ثمة من يعتبر هذا الرجل قادراً على تحقيق الأمن والسلام في الشيشان، وأن لديه برنامجاً لإعادة إعمار البلاد سيساهم في تمويله بعض الشيشانيين الأغنياء المقيمين خارج حدود الشيشان. لكن هناك من يوجه انتقادات لـ"قادروف" تتمثل في أن تعيينه رئيساً للشيشان يضمن الاستقرار لكن بثمن باهظ جداً، وأصحاب هذا الرأي يتهمون الرجل بأنه قد يعود إلى انتهاج تكتيكات خطيرة ينتهك من خلالها حقوق الإنسان، وأن التمويل الذي سيحصل عليه من موسكو لتنفيذ عملية إعادة الإعمار قد يصل إلى جيبه وإلى جيوب المحيطين به. وحسب الصحيفة يركز المدافعون عن "قادروف" على ولائه وولاء القوات التابعة له، فالرئيس الجديد كان متمرداً سابقاً يقاوم الجيش الروسي، والأمر نفسه ينطبق على القوات التابعة له. لكن إذا كان أحمد قادروف، والد الرئيس الجديد، كان أعلن الجهاد ضد القوات الروسية ثم غير اتجاهه ليصبح موالياً لروسيا الفيدرالية، فإن ذلك يدعو إلى تساؤل مؤداه: ما الذي يضمن عدم تغيير الرئيس الشيشاني الجديد وجهته، أي أن يتحول من الولاء لموسكو إلى التمرد عليها. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيترك منصبه العام المقبل، ومن ثم ستصبح العلاقة الشخصية بين من سيخلف بوتين و"رمضان قادروف" ورقة خطيرة في أمن شمال القوقاز. وثمة تساؤل يطرح نفسه: ما هي الفترة التي يمكن الاعتماد فيها على"قادروف" لضمان الأمن في الشيشان؟ معظم من سبقوه في هذا المنصب، سواء الموالين لموسكو أو المعادين لها، لقوا حتفهم في عمليات عنف، وضمن هذا لإطار، طفت المخاوف الأمنية على السطح عندما اغتيل والد "قادروف" عام 2004، مما يشي بخطورة وضع "كل أوراق الكريملن الخاصة بالشيشان في سلة قادروف". مصطلح "الشيشنة" غالباً ما يستخدم في وصف سياسات موسكو تجاه السلطة القائمة في غروزني، لكن يبدو أن ثمة الآن مصطلح "الرمضنة" نسبة إلى رمضان "قادروف". لكن عند إيجاد أو بالأحرى تجاهل تطبيق مقاربة مؤسسية قائمة على نظام متماسك في التعامل مع الشيشان، وتفضيل نمط تقليدي قائم على التعامل مع رجل واحد فقط أدى إلى نتائج سيئة في القوقاز. ربما يوفر "قادروف" لموسكو أمناً سريع الزوال في الشيشان، لكن كثيراً من سكان الجمهورية لن يتنعموا معه بالأمن على الإطلاق.

"محادثات واشنطن": اختارت "كوريا هيرالد "الكورية الجنوبية، هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم أمس الاثنين، مشيرة إلى أن ثمة مجموعة عمل أميركية- كورية شمالية، تعقد اجتماعات في العاصمة الأميركية واشنطن خلال يومي الاثنين والثلاثاء، وبغض النظر عن النتائج التي ستتمخض عنها هذه الاجتماعات، فإنها فرصة يمكن للجانبين استثمارها قبل الدخول في مفاوضات تسعى لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وبيونج يانج، ويبدو أن كلا الطرفين في حاجة إلى طمأنة بعضهما بعضاً عبر التخلي عن حالة عدم الثقة المتبادلة بينهما والدخول في مفاوضات تسودها الثقة.

مجموعة العمل الأميركية- الكورية الشمالية ليست مجرد مجموعة ضمن المجموعات الخمس التي تم تدشينها وفق اتفاق 13 فبراير الماضي الذي توصلت إليه المحادثات السداسية المعنية بحل أزمة برنامج بيونج يانج النووي، وليست أيضاً الأولى، لكنها الأهم، كونها ستحدد مدى إمكانية تحقيق نجاح في العملية التي تقودها الولايات المتحدة لنزع أسلحة كوريا الشمالية. الصحيفة ترى أن واشنطن تسعى، أو بالأحرى تتظاهر بالسعي إلى تسوية ما مع بيونج يانج ضمن إطار دولي، لكن مفاتيح الحل في يد كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وبقية الأطراف المشاركة في المحادثات السداسية (كوريا الجنوبية واليابان والصين وروسيا) تلعب أدواراً مساعدة فقط. ومن ثم سيمُنى اتفاق 13 فبراير بالفشل إذا فشلت مجموعة العمل الأميركية- الكورية الشمالية المنعقدة الآن في واشنطن. مهمة المجموعة تتمثل في شطب اسم كوريا الشمالية من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وعدم التعامل معها حسب قانون "التجارة مع العدو"، واستثنائها من القيود الإدارية والقانونية التي تمنعها من الحصول على مساعدات أجنبية. ولكي تطمئن كوريا الشمالية إلى أن الولايات المتحدة ستتنازل عن مواقفها السابقة، عليها مباركة اتفاق "الخطوة خطوة" الذي يهدف لجعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووي، وهو هدف تسعى واشنطن إلى تحقيقه.

سباحة صينية في الفضاء:

في تقرير نشرته يوم أمس الاثنين، تطرقت "ذي تشينا ديلي" الصينية إلى أن مركبة الفضاء الصينية "شينزهاو-7" ستنطلق خلال عام 2008 في رحلة مدتها خمسة أيام وعلى متنها ثلاثة رواد فضاء سيقومون، وللمرة الأولى في تاريخ الصين، بالسباحة في الفضاء. المركبة المذكورة ستكون جاهزة للإطلاق خلال العام الجاري. الرحلة ستنطلق في صيف العام المقبل أي أنها ستتزامن مع الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها بكين في أغسطس 2007. الصين هي ثالث دولة في العالم بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق التي ترسل رحلات فضائية مأهولة.