حذر الرئيس الاميركي جورج بوش يوم الثلاثاء ايران وسوريا من ان المؤتمرين اللذين ستشاركان فيهما لارساء السلام في العراق واللذين يعتبران اول اتصال مع الولايات المتحدة منذ اشهر, يشكلان "اختبارا" بالنسبة اليه.

وقال بوش في خطاب امام جمعية للمحاربين القدامى في واشنطن ان هذين المؤتمرين المقررين في العاشر من اذار الجاري وفي نيسان القادم "سيكونان اختبارا مهما، سيكونان اختبارا لمعرفة هل تريد ايران وسوريا فعليا ان تكونا قوتين بناءتين في العراق".

واضاف ان الامر "سيكون اختبارا للمجتمع الدولي الذي عليه ان يعلن دعمه لهذه الديموقراطية الفتية".

ووافقت الولايات المتحدة على المشاركة في المؤتمرين المذكورين اللذين دعت حكومة نوري المالكي اليهما الدول المجاورة للعراق والاعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الامن الدولي والجامعة العربية، علما ان منظمة المؤتمر الاسلامي ستشارك في الاول.

اما المؤتمر الثاني الذي يلتئم على مستوى وزاري فسيكون موسعا ليشمل الدول الثماني الصناعية الكبرى.

واعتبر القرار الاميركي بمثابة تبديل للموقف حيال ايران وسوريا، الخصمين اللدودين للولايات المتحدة في المنطقة.

وخلال الاشهر الاخيرة، لم يرضخ البيت الابيض للضغوط ورفض اي اتصال مع ايران وسوريا ما دامت الاولى لم تعلق انشطتها النووية الحساسة والثانية تواصل بحسب اتهامات الادارة الاميركية زعزعة استقرار الحكومة اللبنانية ودعم المنظمات الارهابية.

وتؤكد طهران أن برنامجها النووي سلمي، في حين تنفي دمشق وبشدة اتهامات الإدارة الأمريكية لها.

حتى ان اعلان بوش في العاشر من كانون الثاني خطة جديدة بالنسبة الى العراق تزامن مع مزيد من التصلب حيال ايران، المتهمة بتزويد المتطرفين العراقيين متفجرات متطورة اسفرت عن مقتل اكثر من 170 عنصرا من قوات التحالف منذ عام 2004.

وسارع بوش بعدها الى ارسال حاملة طائرات ثانية الى الخليج حيث نفذ الايرانيون مناورات واجروا تجارب على صواريخ.

وعززت عروض القوة هذه القلق من تصعيد عسكري وضاعفت النداءات في اتجاه البيت الابيض ليسلك طريق الحوار مع النظامين الايراني والسوري.

ومعلوم ان عقد مؤتمر دولي حول العراق واستئناف الاتصالات مع ايران وسوريا يندرجان ضمن التوصيات التي تسلمها بوش في نهاية 2006 من مجموعة شخصيات اميركية بهدف ارساء الاستقرار في العراق.

لكن البيت الابيض اكد ان قراره المشاركة في المؤتمرين المقبلين لا يشكل تغييرا في سياسته.

ورغم ذلك، يظل بوش تحت ضغط الاحداث في العراق وفي مواجهة كونغرس يهيمن عليه خصومه الديموقراطيون منذ كانون الثاني.

ويبحث الديموقراطيون المنقسمون عن وسائل تضمن فك ارتباط في العراق ينتظره معظم الاميركيين في ظل رفضهم قرار الرئيس الاميركي ارسال 21 الفا و500 جندي اضافي.

ودافع بوش مجددا عن خطته الثلاثاء، وقال ان "الدبلوماسية ستؤدي دورا مهما لضمان مستقبل العراق، لكن الدبلوماسية ستفشل من دون استراتيجية عسكرية صلبة".

واذ اقر بالصعوبات في العراق، دعا الى عدم الاستسلام ل"اليأس"، واضاف ان "الوقت لا يزال مبكرا للحكم على نجاح" خطته الجديدة التي تركز على تطبيع الوضع في بغداد، موضحا ان هذه "الاستراتيجية تتطلب وقتا ويمكننا توقع ان تحاول القاعدة ومتطرفون اخرون افشال هذه الاستراتيجية عبر هجمات كبيرة".

لكن بوش تحدث عن "مؤشرات مشجعة" على الجبهتين العسكرية والسياسية، واعتبر ان "القوات العراقية والاميركية تحقق تقدما تدريجيا ولكن مهما كل يوم تقريبا، وسنظل حازمين حتى بلوغ اهدافنا".

مصادر
وكالة الانباء الفرنسية (فرنسا)