ربما تبدو مناسبة لمن يستطيع أن يتجاوز الحاجز النفسي نحو قاعدة غير مألوفة، فعندما سأرشح نفسي أرى العملية الانتخابية على شاكلة الآخرين، بدلا من ان تصبح مرآة لصورتي، أو لقدرتي على خلق انتشار بصري يجعل من الصورة تكرارا لوجه أنثى في كل الاتجاهات...

وإذا كانت مناسبة فهي أيضا مرحلة من عمري أرشح فيها نفسي خارج الانتخابات لأنني أريد رؤيتها كما أحلم مساحة من القدرة أو التفاعل مع المستقبل، فأشاهد خيالات للمرشحين وهم يراجعون قوانين "الأحوال الشخصية" على الأقل، ثم يكتسبون الجرأة كي يتخلصوا من ارتجاج الماضي في التشريعات، أو من الجهل الذي يسكن ما بين المواد الدستورية، فيصبح التشريع "أحوالا" شخصية لأنثى لا ينقصها سوى الدخول إلى الثقة بالقادم.

الانتخابات القادمة ربما لا تحمل حلمي، فأرشح نفسي إلى دوائر الكلام والحروف التي يمكن أن تصبح يوما معرفة تنتشر أمام المرشحين والناخبين، فأحمل ما بقي من قلقي وأرميها على مدى أربع سنوات من البحث والتعامل مع الحياة على انها خليط من هموم الناس وفرحهم، فأعرف أن القوانين والتشريعات هي في النهاية انعكاس لقدرتي، أو لقدرة الاناث والذكور على التذكير بهذا القلق الانتخابي الذي ياتي إلينا ثم يرحل تاركا مساحات فارغة من الأحلام.

ولماذا أضع نفسي بشكل غير رسمي على قائمة الترشيحات؟!! لأنني في النهاية أحاول التذكر أو رسم ملامح لمرحلة "تشريعية" مضت فلا يحضرني سوى خيالات، أو ربما حدث سياسي كان موقعه تحت قبة المجلس.. فهل علي استحضار ذاكرتي معي كلما حاولت الدخول إلى مركز اقتراع؟!! ربما تصبح أسماء الإناث خلفية تدفع المرشحين للتفكير بانني لست نصف المجتمع، لأن هذا التقسيم القسري يقطع عني الالتصاق بالآخرين، ويجعلني هائمة داخل التشريعات التي تحاول صياغة "أحوالي الشخصية".. لكنني في النهاية لا أرى القوانين في التمايز الجنسي، بل في المصلحة الاجتماعية...
أضع نفسي في قائمة كل مرشح لأنني أنثى الظل التي عليها أن تضع الجميع في الانتباه لحالة الغياب المفروضة على مساحة "أحوالنا الشخصية" التي تبدو وكأنها مزيج من تاريخ سورية منذ المراحلة العثمانية حتى اليوم.

انتخبوني.. انتخبوا كل الإناث كمرشحات خارج المجلس، أو هائمات في قوانين الأحوال الشخصية التي تدور حولنا أو ندور حولها.. ثم ندرك أن "التشريعات" يمكن أن تشكل ثقافة للمستقبل، وليس نصا فقط للاحتكام إلى القضاء.