كان يا ماكان في قديم الزمان .. والى حد الآن … كلما التقى صحفي بفنان … وسأله عن أخباره … دحش له سؤالا عن المسرح وأحواله ، فيضوج الفنان ويبدأ بتحليل والفن والحياة … ثم يعلن ان المسرح لا يعيش على الفتات … ويجب .. ولازم .. وعلى من بيدهم الامر دعم الخشبة ومن يعتليها … لنجيب عاليها واطيها …. الخ الخ

لا ادري لماذا يسأل الصحفي الفنان وفي كل مقابلة او لقاء عن المسرح ( والسينما ) ، ولا أدري لما على الفنان أن يصول ويجول في مديح المسرح ، والشوق اليه ، والوجد فيه ، والمطالبة به ، وشلف الحلول لأزمته ، لم أدر لحد ألان ( استنادا الى هذه الاقوال ) ما هو المسرح وما هي ضرورته ، ألأنه ابو الفنون ؟ أم لأنه موجود ويجب استخدامه ؟ اريد أن اعرف ؟

فمدينة مثل دمشق لا يستطيع عرض مسرحي الاستمرار أكثر من اسبوع ! ومدينة مثل دمشق لاتستطيع فرقها جمعاء ان تغطي برامج مسارحها على قلتها ، ومدينة مثل دمشق لا يوجد فيها شركة واحدة تعنى بالانتاج المسرحي ، ومدينة مثل دمشق لا يوجد فيها رعاة للعروض المسرحية ( بمن فيهم من يهمهم الامر مثل أمانة العاصمة مثلا أو مديرية المسارح وحتى المصرف التجاري السوري وشركات مثل الطيران والاعلان ووو الخ وكلهم معنيون برعاية الفنون في بلدان العلم كله ) ، ومدينة مثل دمشق لا تستطيع ان تقدم مشاهدين للعروض الا حفنة من المهتمين … ماذا يعني ذلك ؟

يعني ببساطة ان المجتمع لا يستطيع انتاج مسرح .. اذا اتفقنا ان المنتجات الثقافية هي منتجات مجتمعية … اذ لا وجود للمسرح في حياتنا الاجتماعية .. بدأ من قرائته وانتهاء بمتعة مشاهدة عروضه ، ربما أحلنا الامر الى من يستطيع ان يقوم بمسؤولية اجتماعية ليرعى هكذا ( حركات ) ولكنهم في حضورهم الاجتماعي كما المسرح نفسه غير اصليين … كم مرة شاهدنا أحد البنوك اللبنانية وهو يرعى انتاج مسرحيات أخذت ضجة في العالم العربي … هل لمحنا مرة مسؤول في احد البنوك السورية وهو يبادر ( طبعا على سبيل المثال لا الحصر ) لرعاية فرقة من الشباب من ( عشاق ) المسرح ، وفي المقابل هل لمحنا هؤلاء العشاق وهم يحاولون ـ يعتقدون ان المسرح ضرورة ؟

ليس لدينا مسرح ، هذه حقيقة يجب أخذها بعين الاعتبار ، لأن المجتمع غير قادر على انتاج مسرح ، وأعتقد يكفينا تنظيرا عن موضوع غير موجود .. ربما كان بحاجة الى اعادة تأسيس … ولكن الى حين ذلك اعتقد ان السؤال حول احوال المسرح هو مجرد تعبئة فراغ في مقابلة تحتاج الى عدد من الكلمات كي تصبح صالحة للنشر .