الوطن القطرية / محمد ظروف

لو كانت هذه الجريمة معكوسة، أي لو كان الجانب المصري هو الذي اقدم على قتل العشرات من الاسرى الاسرائيليين لقامت الدنيا على القاهرة ولم تقعد ولبادر المجتمع الدولي إلى تشكيل لجان التحقيق وحتى المحاكم الجنائية من اجل محاكمة الضباط والمسؤولين المصريين الذين كانوا اقترفوا الفعل، ولربما وصل الأمر إلى حد فرض عقوبات دولية صارمة على مصر!

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ان القاهرة تستعد باستقبال قاتل هؤلاء الاسرى الجنرال بن اليعازر الذي اعترف انه قام في عام 1967 بإعدام 250 جندياً مصرياً في منطقة العريش وبدم بارد ورغم ذلك فإن القاهرة لن تتردد في استقبال بن اليعازر حفاظاً على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل حتي لا يغضب بنو صهيون فيتحركون داخل اميركا لوقف المساعدات عن الشعب المصري!

ان الدم اليهودي أو الاسرائيلي هو أغلى بكثير من الدم العربي ولدى المقارنة يمكن القول ان الدم العربي هو اشبه بالماء الضائع أو المهدور في حين ان الدم اليهودي أغلى من الذهب!

ألم تقدم اسرائيل على شن حرب يوليو على حزب الله ولبنان كله في صيف العام الماضي وكادت تتسبب بوقوع حرب اقليمية من اجل الافراج عن جنديين او اسيرين اسرائيليين لدى المقاومة اللبنانية؟

قد تكون قضية الجنديين هي مجرد ذريعة لشن تلك الحرب، ولكن مهما يكن من أمر فإن ما جرى كان عنوانه هو لاطلاق سراح الجنديين الاسيرين! فهل ادركتم الان لماذا دم العرب بلا ثمن!