من الممكن ان يمر هذا اليوم بشكل تلقائي، لكنني لا استطيع منع نفسي من البحث في امتزاج تجربتين، او اختلاط التواريخ لتمنحني رؤية خاصة لا تشدني إلى "يوم المرأة"... أو بداية الترشيحات لمجلس الشعب، بل إلى شكل المحاولة التي يمكنها إعادة ترتيب صورتي أو عقلي أو حتى علاقاتي وسط أزمة تلف الجميع.

ما أفكر فيه أنني ربما رشحت نفسي كظل لكل المرشحين أو المرشحات، ثم اخترت الثامن من آذار كي أرفع رايات خاصة تسحب الجميع نحوي ثم أنزوي في أقرب ظل في هذا الوطن لأفكر في الزمن الذي يحتويني ويحتوي كل النساء والمرشحات لانتخابات أحاول تفسيرها على شاكلتي.. فما يخترق عقلي ربما لا يقف على حدود المناسبة سواء تعلق بالترشيجات أو حتى بيوم المرأة، لأن قبل هذه التواريخ فإن الثامن من آذار 1920 يصادف ذكرى "الاستقلال" عندما انتهى الحكم العثماني ومضت سنوات قليلة قبل أن يدخل الانتداب إلى سورية ولبنان.. فهل استطيع خلق فاصل ما بين تزامن المناسبات؟ ام أن المسألة هي مجرد هواجس بعد أن ذابت مساحة الذاكرة على مر السنين؟!

عندما أحاول ربط الذكريات فلأن الحياة لا تترك مجالا لكثير من الترتيب، وما يحدث وإن كان ضمن المصادفات الغريبة، لكنه في نفس الوقت يفتح أمامي حالة من الفيض تجاه الآخرين، لأن الظلم أو العنف ضد المرأة ربما لا ينفصل عن الحرية التي ظهرت ما بين سورية ولبنان في نفس التاريخ ولكن قبل أعوام من ظهور "يوم المرأة"... والترشيح أيضا لا يمكنني فهمه خارج مساحة الاختيار .. الحرية.. القدرة على الانطلاق مهما كانت التجربة القادمة.. لذلك رشحت نفسي لارتسم على مساحة القلق الذي ينتابني من محاصرة "الجديد" الذي ظهر على سطح حياتنا بداية القرن الماضي، وتحول مع بداية القرن الواحد و العشرين سقوطا حرا في سواد اللباس أو التراث أو التاريخ...

ما أحلم به أن تصبح التواريخ وميضا ربما يراه البعض فيقرر من "دوره التشريعي" أن يدفع الدنيا إلى الأمام.. يقدم للإناث "الحرية" كثقافة وليست "كرما" تقدمه سلطة التراث أو الدين أو الذكور...

ما أحلم به في يوم استثنائي أن أحمل وردة لكنها تحمل لونا ابتكرته "الحرية" التي ظهرت بداية القرن الماضي، وماتزال تداعبني حتى لحظة اصطدامي بشريط مسجل أو صوت حي ينذر الجميع بأنني "فتنة" .. أو "جوهرة" على الذكور صيانتها وحفظها.. فأنا كأنثى .. كمرشحة افتراضية ... كوريثة استقلال قديم .. أملك نفسي وحقي في الظهور .. في التصرف كما أشاء.