يديعوت أحرونوت

دعا السفير الاسرائيلي السابق زلمان شوفال في مقال نشرته "يديعوت احرونوت" أمس اسرائيل الى العمل بسرعة لاحباط اي محاولة اميركية للتفاوض مع ايران وسوريا على حساب اسرائيل. وكتب: "شكل اعلان البيت الابيض الموافقة على مشاركة ايران وسوريا في المؤتمر المنعقد في بغداد للبحث في الوضع العراقي مفاجأة. فحتى الان عارضت ادارة بوش كل اتصال مباشر بهاتين الدولتين المارقتين، بل طلبت من اسرائيل عدم الرد على دعوات السلام الصادرة عن دمشق بحجة المشروع النووي الايراني والتورط الايراني في اعمال العنف في العراق والمساعدة التي تقدمها سوريا للمعسكر السني في الحرب الاهلية التي يشهدها العراق وتأييدها لكل من حزب الله وحماس. البيت الابيض برّر رسميا التغير في موقفه بالقول ان جميع الاطراف في المنطقة بمن في ذلك آيات الله وبشار الاسد لهم مصلحة في قيام عراق ديموقراطي ومزدهر. وحتى الناطق باسم الخارجية اضاف الى كلامه الوانا وردية، قائلا ان المؤتمر المزمع عقده سيسمح لجميع الدول بالقيام بدور مسؤول في العراق، مشددا على اهمية ايران وسوريا. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي ادى الى هذا الانقلاب في موقف الادارة الاميركية؟ هناك من يعتقد ان واشنطن تحاول تثبيت موقعها مجددا كقوة عظمى ومؤثرة قادرة وحدها على فرض السياسة في الشرق الاوسط في مواجهة محاولات روسيا وضعها خارجا. لكن الدوافع الحقيقية لادارة بوش موجودة على ما يبدو في السياسة الداخلية. والواقع ان هذه الادارة لم تقع فجأة في غرام تقرير بايكر – هاميلتون، لكنها في الوقت عينه لا يمكنها ان تتجاهل ان الغالبية الديموقراطية الجديدة في الكونغرس مع عدد لا يستهان به من النواب الجمهوريين من الذين خرقوا الخط في مسألة العراق يرغبون في الحد من هامش حرية عملها السياسي والعسكري والمالي اذا لم تتجاوب مع مطالبهم الاساسية وتبدأ بالحوار مع طهران ودمشق.
تعتقد الادارة الاميركية، أو توهم نفسها بأن في امكانها النجاح في التخلص من المبادرات الساعية الى فرض جدول زمني سريع لسحب القوات الاميركية من العراق في حال اظهارها تجاوبا في الموضوع الايراني – السوري. وليس سرا ان وزيرة الخارجية رايس تؤيد فتح قنوات حوار مباشرة مع هاتين الدولتين، ويبدو ان ضعف جناح الصقور في الادارة ساعدها في ذلك. كما ان خيبة الادارة الاميركية من فشل اسرائيل في مواجهتها مع حزب الله ساهمت في تقوية وجهة النظر الاميركية الداعية الى احداث تغيير في الخط السياسي تجاه ايران وسوريا.
صحيح ان جدول اعمال المؤتمر في العراق لا يتضمن الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني ولا الاسرائيلي – السوري، ولكن ليس من المستبعد ان يطرح اعداء اسرائيل الموضوعين في أول فرصة. على الديبلوماسية الاسرائيلية الوقوف في وجه كل محاولة للخلط بين المسائل المتعلقة باسرائيل والمفاوضات المتصلة بالمشكلة العراقية".