بحث نائب الرئيس الإيراني برويز داودي يوم الخميس في لقاءات منفصلة مع كبار المسؤولين السوريين العلاقة الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها وتعميقها لما فيه مصلحتهما المشتركة، إضافة إلى القضايا التي تهم الجانبين على الصعيدين الاقليمي والدولي.

ووصل داودي دمشق صباح الخميس في زيارة استمرت يوماً واحداً شارك خلالها الرئيس بشار الأسد في مراسم تدشين المرحلة الاولى لخطوط انتاج الشركة السورية/ الايرانية لتصنيع السيارات/ سيامكو/ التي تنتج سيارة /شام/.

وبعد انتهاء مراسم التدشين، التقى الرئيس الأسد بداودي حيث أشاد بالتجربه الايرانية في المجال التكنولوجي والصناعي، موء‌كدا ضرورة الاستفاده من الخبرات الايرانية في هذه المجالات، ونوه الأسد بالعلاقات الاخويه والمتميزة بين سوريه وايران، مشدداً على ضرورة تطويرها في مختلف المجالات لاسيما التجارية والصناعية.

من جانبه، ابلغ داودي، الرئيس الاسد تحيات الرئيس محمود احمدي نجاد، مشيرا الي اهمية المصالح المشتركة للبلدين علي المستويين الاقليمي والدولي، وضرورة العمل المشترك من اجل تحقيق الاهداف المرجوة في المجالين الصناعي والتجاري.

واعتبر نائب الرئيس الايراني، افتتاح مصنع سيامكو للسيارات تتويجا للتعاون الاقتصادي والصناعي بين البلدين، معلنا استعداد بلاده لوضع خبراتها الصناعية والتكنولوجية في خدمه الجانب السوري.

ودعا داودي الجانب السوري الي العمل علي تسهيل عمل المستثمرين والصناعيين الايرانيين في سوريه من اجل تسريع التعاون بين البلدين في هذه المجالات.

وخلال لقائهما، أكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وداودي على اهمية تكثيف اللقاءات والتشاور وتعزيز التنسيق بينهما ازاء التحديات الراهنة.

وكانت وجهات النظر متفقة ازاء المواضيع مدار البحث وخصوصا افشال المحاولات الرامية الى بث الفتن والفرقة لتحقيق اطماع القوى التى لاتريد الخير للمنطقة وشعوبها.

وقال داودي، انه "نظرا لاهمية الدور الايراني السوري في المنطقة لابد من توطيد علاقات التعاون بين البلدين في المجالين السياسي والاقتصادي".

واشار الي محاولات اعداء ‌الاسلام لبث روح التفرقه بين المسلمين، داعيا الدول الاسلامية الي الوقوف في وجه هذه المحاولات، ورص صفوفها في هذه المواجهة.

من جانبه، اشار الشرع الي العلاقات التاريخية الوطيدة بين ايران وسوريه، وقال: انه "برغم جميع المؤ‌امرات خلال العقود الثلاثة الماضية فان علاقات البلدين لم تتأثر بل ازدادت تطورا وتعمقا في مختلف المجالات".

واعتبر الشرع، ان القاسم المشترك الاكبر في العلاقات الاستراتجية بين طهران ودمشق هو معارضتهما لمخططات قوي الاستكبار والهيمنة العالمية في المنطقة، وعدم رضوخهما لمطالب تلك القوي وثباتهما على مبادئهما.

واضاف الشرع: "حينما ذهبت الي طهران مؤ‌خرا التقيت مع قائد الثورة الاسلامية، وادركت حينها ان ما يحمله هذا الرجل من افكار من شانها تعزيز وحده المسلمين"، مؤ‌كدا، ان سورية "تؤيد بشكل كامل هذه الافكار".

كما اكد الشرع ضرورة دعم الحكومة العراقية وخروج المحتل من هذا البلد.

وبحث نائب الرئيس الإيراني برويز داودي ورئيس الحكومة السورية ناجي عطري افاق التعاون الثنائى فى مجالات الطاقة والنقل والصناعة والسكن وسبل تفعيل الاتفاقيات المبرمة فى الميادين التنموية المختلفة والعمل من اجل رفدها باتفاقيات جديدة خلال اجتماع اللجنة العليا السورية الايرانية فى دورتها القادمة.

وأكد الجانبان متانة علاقات التعاون بين سورية وايران وضرورة العمل والمتابعة المشتركة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الى مستوى العلاقة السياسية المميزة والقائمة بين البلدين الصديقين.

واشار داودي إلي النجاحات التي حققتها الشركات الايرانية العاملة في مجالات البني التحتية والتصنيع والتجارة والزارعة في مختلف دول العالم، مؤكداً استعداد إيران لتنفيذ مختلف المشاريع الاقتصادية في سورية.

واعتبر داودي ان تنفيذ المشاريع الاقتصادية المشتركة يؤ‌دي الي توطيد العلاقات بين سورية و ايران، واشار الي ان اللجنة العليا المشتركة السورية - الايرانية ستنعقد الاسبوع القادم، معبرا عن امله في ان يؤ‌دي هذا الاجتماع الي ازالة العوائق الموجود في طريق تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ووجه نائب الرئيس الايراني الشركات الايرانية العاملة في سوريه بالاسراع في تنفيذ المشاريع المتفق عليها والحرص علي تميز انتاجها لكي تحافظ علي السمعة الطيبة التي حصلت عليها في مجال تعاونها مع باقي الدول.

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء السوري زيارة نائب الرئيس الايراني والوفد المرافق له الي دمشق وافتتاح مصنع السيارات المشترك خطوة هامة في مسيرة العلاقات بين سورية وايران، مجدداً حرص بلاده على الوصول بالتعاون الاقتصادي مع ايران الي أعلي المستويات.

وتوقع عطري ان يسهم اجتماع اللجنة العليا المشتركة في تذليل بعض العقبات التي تواجهها الشركات الايرانية في سوريه، مؤ‌كدا ان سورية ترحب دائما بالاستثمارات الايرانية وتتطلع الي المزيد من الاستفادة من الخبرات الايرانية لاسيما في المجال الاقتصادي.

مصادر
سورية الغد (دمشق)