فيما وصلت مسؤولة رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية إلى دمشق يوم الخميس في مستهل جولة اقليمية تقودها إلى الأردن ومصر لمناقشة قضية اللاجئين العراقيين، أرسلت الولايات المتحدة أوضح إشاراتها حتى الآن على أنها مُستعدة لإجراء مُحادثات ثنائية مع ايران وسوريا قائلة انها لن ترفض هذه المحادثات معهما في مؤتمر دول الجوار الذي يُعقد يووم السبت اذا رغبت أي من الدولتين مناقشة تحقيق استقرار العراق.

ومن المقرر أن تجري مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة ايلين ساوربري محادثات مع المسؤولين السوريين، حول مشكلة اللاجئين العراقيين

وسوربري هي أعلى مسؤولة أميركية تزور دمشق منذ زيارة المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد ارميتاج في عام 2004.

ويرافق ساوربري ممثل عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وتقدر الارقام الرسمية عدد اللاجئين العراقيين بنحو مليوني شخص بينهم أكثر من مليون في سورية، عدا عن أربعين ألف لاجئ عراقي يدخلونها شهريا، و700 ألف يقيمون في الأردن و 5ر1 مليون نازح داخل العراق من جراء اعمال العنف الطائفية.

وكانت صحيفة بوستن غلوب الأمريكية نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن سوربري "تلقت تعليمات بالتحدث فقط بشأن اللاجئين العراقيين", لكن الصحيفة اعتبرت أن "هذه الخطوة ,رغم ذلك, هي تحول هام داخل مستويات الإدارة الأمريكية المرموقة" تجاه سورية.

وقال ديفيد ساترفيلد مُنسق وزارة الخارجية المسؤول عن العراق للصحفيين "اذا تمت مُفاتحتنا...من جانب السوريين أو الايرانيين لمناقشة قضية مُتعلقة بالعراق وثيقة الصلة بهذا الموضوع وهو عراق مُستقر وامن ويسوده السلام وديمقراطي لن نستدير ونسير مُبتعدين."

ولكنه قال ان مسألة عقد مثل هذه المحادثات من عدمه ستعتمد جزئيا على موقف السوريين والايرانيين في المؤتمر الذي يُعقد يوم السبت في بغداد ويجمع دول الجوار العراقي والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.

وتتهم الولايات المتحدة ايران وسوريا بتشجيع نشاط الجماعات المُسلحة في العراق حيث يستعر العنف بعد أربع سنوات من غزو القوات التي تقودها الولايات المتحدة للبلاد للإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين. ويبقى نحو 140 ألف جندي أمريكي في العراق بهدف هزيمة الجماعات المسلحة وإعادة الاستقرار.

وتتهم واشنطن عناصر ايرانية بتوفير قنابل متطورة توضع على الطريق استخدمت ضد القوات الأمريكية في العراق. وتتهم سوريا بالسماح للمسلحين بالدخول الى العراق وإيواء بعثيين يساندون التمرد.

وتنفي ايران وسوريا إذكاء العنف في العراق.

ولا ترتبط الولايات المتحدة بعلاقات دبلوماسية مع ايران لكنها أجرت معها اتصالات دبلوماسية في مناقشات متعددة الأطراف لكنها كانت ترفض المحادثات الثنائية مع طهران.

وعرضت الولايات المتحدة إجراء محادثات مع ايران اذا أوقفت طهران أولا تخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن أن تنتج الوقود لتوليد الكهرباء أو لصنع القنابل النووية. ورفضت ايران حتى الآن تنفيذ ذلك وتقول ان برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية.

وللولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع سوريا إلا أنها سحبت سفيرها لدى دمشق أوائل عام 2005 ولم تجر أي اتصالات رفيعة المستوى على مدى العامين الماضيين.

وستشكل محادثات السبت فرصة لإجراء محادثات ثنائية بين الولايات المتحدة والدولتين.

وامتنع ساترفيلد الذي سيحضر مؤتمر الجوار مع سفير الولايات المتحدة السابق الى العراق زلماي خليل زاد عن القول بشكل قاطع ما اذا كان مسؤولون امريكيون سيدخلون في محادثات ثنائية مع الايرانيين أو السوريين خلال المؤتمر.

وقال انه اذا عقدت مثل هذه المحادثات "فالسيناريو الخاص بنا...هو ايضاح...أن لدينا مخاوف حقيقية من الافعال التي تصدر من الدولتين وتساهم في العنف والارهاب داخل العراق."

وقال للصحفيين "الأمر يعتمد على كيفية تطور المناقشات ولسنا الطرف الوحيد في هذه المناقشات. ما يختار الايرانيون والسوريون فعله هو أيضا جزء لا يتجزأ من المسألة."

وقال المسؤول الامريكي وهو أكبر مستشار لوزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس في شؤون العراق ان الولايات المتحدة ستوضح رغبتها في أن تتخذ سوريا وايران خطوات لتهدئة العنف خلال المحادثات متعددة الأطراف.

ولدى سؤاله عما تريد الولايات المتحدة من الدولتين فعله قال "منع مرور الأسلحة عبر حدودهما وعدم المساهمة في العنف سواء كان هذا العنف موجها نحو قوات التحالف أو نحو العراقيين الأبرياء ووقف توفير التدريب لعناصر في العراق تثير أو تنفذ أعمال العنف."

وقال ساترفيلد ان الولايات المتحدة ستثير هذه القضايا في المحادثات الجماعية واضاف انه يأمل أن يؤدي الاجتماع الى مزيد من الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والامني للعراق من جيرانه ومن ذلك تخفيف الديون من دول الخليج.

مصادر
سورية الغد (دمشق)