متابعة.. وربما خروجا عن دائرة الحملات الانتخابية التي تُغلق الأفق، قررت أن أبحث عن تكوين قادر على إنهاء "حيادية" المواطن.. فانا أنثى قادرة على كسر الجمود الذي يلف الجميع، وبطاقة ربما مغروسة في داخل الجميع أستطيع زرع الغيظ والمحبة والرغبة، و"حملتي" الانتخابية متداخلة مع المشاعر التي يمكن أن تتخبط داخل أي شخص يحاول دخول هذه التجربة... فبدون صور ممتدة على جدران المدينة تصبح الانتخابات حالة عادية، ويصبح اللون غاية لا نستطيع الوصول إليها، فأختار "الزمن العراقي" عنوانا وربما مساحة دائمة لرغبتي في اكتساب الجميع...

الزمن العراقي الذي ينطلق من أي حدث سياسي، فأنا و "مؤتمر بغداد" ننطلق سويا في حملة مصالحة، وربما تناقض، مع الذات.. ومؤتمر بغداد أيضا مفتوح على كل الاحتمالات، ووجودي في قوائم افتراضية هو أيضا احتمالات لا أعرف أين تنتهي، فأحاول ان أعيد صياغة الصور وانتشارها بشكل يغطي الحدث الذي أصبح بقعة ضوء نسلطها على الحاضر والمستقبل، ونقرأ فيها تاريخا خلقته الأزمة.. فما تحمله الانتخابات هو خلفية فقط لتفكير أصبح ممتزجا بذكريات الحرب، وبحث العنف اليومي في شوارع بغداد.

حملتي الانتخابية لن تكون فقط ظلا لكل المرشحين، لأنها تحمل معها رائحة جديدة لزمن عرفنا فيه صور المدن بشكل جديد، وربما تآلفنا مع المجتمع بشكل لم نعهده من قبل. ففي العراق يبدأ كل شيء وربما ينتهي أيضا الزمن الذي رسم في داخلنا صورا اعتقدنا أنها انتهت في زمن الفتنة الكبرى.. أو في مراحل وجود تيمورلنك ورغبته المجنونة في الانتصار..

لا فرق بين حملتي الانتخابية والعراق... فالمسألة يمكن أن تصبح صورا للنساء المُهجرات وللاجئين وربما لمساحة اختبار عودة التراث من البوابة العراقية.. فما تنفعني الانتخابات إذا كانت قوة الانتخاب يحملها "الحجاج" وخلفه تسير العمائم.. وما جدوى الصور التي أنشرها إذا كان "تحريم التصوير" وتكفير "المشخصين" يحاصرني من الجهات الأربع.

في "الحملة الانتخابية" أريد رسم العراق على صدري وانا أجول على الدوائر الانتخابية أو أشاهد الناس، فإذا تذكر الجميع ان الحدث السياسي ينتقل بين المدن وهو يرسم مساحات من العنف، عندها أعرف ان "الخيارات" التي أحملها لن تكون كثيرة، وأن أي برنامج انتخابي سيبقى مشدودا للصور التي يرميها الإعلام أمامنا عن بغداد... وفي هذه اللحظة سأتوقف.. أو سيتوقف كل المرشحين للبحث عن مساحة "الثقة" في المستقبل التي يمكن أن نكتبها إذا وصلنا إلى الدور التشريعي القادم.. فلا حاجة للصور واليافطات التي تغرق المدينة... فالمجتمع غارق بالمشاهد البصرية وربما يحتاج إلى لقاء ذاتي.. مباشر.. يثبت أن الانتخابات يخوضها بشر وليس صورا منتشرة وأهازيج متطايرة..

زمن العراق ربما يقدم لي حملة انتخابية من نوع خاص.. حملة "مجردة" من التقاليد والتراث وتجارب القديم والحديث... لأنني.. أو لأننا مدعوون لخلق الحياة وليس للتباهي بالمساحات الإعلانية التي نستخدمها.