الديار

فشلت الدول الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني في نيويورك في تذليل خلافاتها بشأن تشديد ‏العقوبات الدولية المفروضة على ايران لحمل طهران على الامتثال لمطالب المجتمع الدولي. فقد ‏ابدت روسيا والصين تحفظات ازاء تشديد العقوبات على ايران التي ترفض وقف برنامجهلتخصيب ‏اليورانيوم. ‏وقد عقد مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا اجتماعا مغلقا ‏الجمعة في مقر البعثة البريطانية لدى الامم المتحدة لمناقشة مسألة تشديد العقوبات وما آلت ‏اليه مساعيهم في هذا الصدد.وقال السفير الصيني وانغ غوانجيا «اجرينا مناقشات جدية» لكنه اقر مع ذلك بان بكين تجد ‏صعوبات مع مشروع القرار خصوصا في الشــق الخاص بالعقوبات المالية والتجــارية.‏‏ واوضح «نخشى ان نعاقب بذلك جميع الايرانيين فيما اننا نريد فقط معاقبة ايران لانشطتها في ‏المجال النووي».وقال السفير الروسي فيتالي شوركين من ناحيته «تناقشنا بكل شيء. اقتربنا من اتفاق في بعض ‏النقاط، لكن ثمة نقاط اخرى ما زلنا على خلاف كبير بشأنها».‏واكد «لا احد يرغب بمعاقبة الشعب الايراني بهذا القرار». واستبعد السفير الروسي التوصل ‏الى اتفاق هذا الاسبوع لكنه اضاف «امامنا فرصة جيدة للتوصل الى اتفاق الاسبوع المقبل»، ‏مؤكدا «بالنسبة لنا فان الجوهر اهم من السرعة».وقال السفير الفرنسي جان مارك دو لاسابليير «ان الاجتماع كان بناء. ونحن نتقدم»، فيما ‏وصف السفير الاميركي اليخندرو وولف بدوره الاجتماع بـ «البناء».‏وقد بدأ السفراء الستة بتوجيهات من حكوماتهم محادثات الاثنين حول نص جديد بهدف تشديد ‏العقوبات على ايران التي تستمر في تجاهل مطالب المجتمع الدولي بشأن برنامجها لتخصيب ‏اليورانيوم.وكان مجلس الامن الدولي فرض في 23 كانون الاول بعد اربعة اشهر من المساعي الدبلوماسية ‏عقوبات محدودة على ايران تشمل حظر تصدير التكنولوجيات البالستية والنـووية الى ايران ‏ومنع اعطاء تأشيرات لبعض المسؤولين الايرانيين وتجميد ارصدتهم المالية.وبين التدابير الجديدة التي يجري البحث لاتخاذها حظر سفر الايرانيين الضالعين في انشطة نووية ‏غير مشروعة، وحظر صادرات الاسلحة وفرض عقوبات مالية وقيود محتملة على اعتمادات للتصدير ‏بحسب بعض الدبلوماسيين.الى ذلك اعتبر السفير الالماني توماس ماتوسيك ان الدول الست تعمل «بشكل مكثف» لانه «من ‏المهم ان تبقى الدول الست والمجتمع الدولي ومجلس الامن موحدين».‏واكد السفير الالماني «اننا نحرز تقدما» لكنه اقر في الوقت نفسه بان بعض النقاط الخلافية ‏ما زالت تحتاج للمناقشة.‏واضاف «اننا لا نريد معاقبة احد وحتى ايران. بل نريد ان تعود ايران الى طاولة المفاوضات ‏وتوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم». ‏ وجاء في التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي نشر في 22 شباط ان ايران لم ‏توقف انشطتها المثيرة للجدل بل انها زادتـها.‏الى ذلك، اعلنت طهران انه لا توجد عقبات امام تسليم روسيا وقودا نوويا لاول محطة نووية ‏ايرانية وذلك غداة تهديد موسكو بتأخير جديد في انجاز محطة بوشهر.‏ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء عن محمد سعيدي نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة ‏الذرية قوله «لا توجد عقبات مالية او قانونية او تقنية لتزويد محطة بوشهر بالوقود ‏النووي».واضاف «نأمل ان تزود روسيا ايران بالوقـود الخاص بالمحطة بحلول نهاية آذار 2007».‏ وكان سعيدي التقى هذا الاسبوع في موسكو مسؤولي شركة «اتومسترويكسبرت» بهدف حل ما قالت ‏روسيا انه خلاف بشأن دفع اموال خاصة ببناء المحطة.‏وقال مصدر روسي قريب من المباحثات «لم يتم التوصل الى اي حل لتسوية الازمة». واضاف ‏المصدر «في حال واصلت ايران التباطؤء في تسوية هذه المسائل فان التاخير المسجل حاليا في ‏روزنامة انجاز المشروع سيتفاقم».ونفى سعيدي فشل المباحثات. وستجري مباحثات جديدة الاسبوع المقبل في طهران.‏