منذ ان اصبحت الأوراق مشروعا اخترقني الخوف، وربما تسلل القلق نحو دقائق حياتي، فإذا كانت الأنثى فكرة لا تملك مشروعية الحضور الا بتقليدية الشكل والإغواء، فكيف أنقل صورة كاملة عن مساحة انتخابية أريد ملأها؟!!

منذ أن قررت ترشيح نفسي على "الورق" كنت أملك رغبة التحريض، وتحطيم القوالب المسبقة لكل الصور التي تجابهني في الحملات الانتخابية، أو حتى في واقع الحياة الذي لم يقدم ما هو استثنائي سوى ومضات كنت أحلم بها ثم أعيش على أمل ولادتها بشكل جديد.. فكيف لا يسكنني الخوف وأنا أتخلى عن وسائل الاقناع التي امتلكتها الأنثى منذ بداية "التكوين".. أو نهاية الأحلام التي ترافق مراهقة.. فلا مشروع انتخابي سوى "الإنسان".. دون تحديد جنس... أو وضعه في دوائر من الأفكار المسبقة والمساحات الرمادية..

أخاف من "الترشيح" لأنه معاكس لمسار الخط الواحد الذي يمكن أن يكسر تفرد "المنطق الذكوري".. فالمسألة لا تحتمل سياسة بل "حياة" تحمل كل احتمالات الالتقاء أو الرفض أو التعامل بفيض معرفي، وأنا اخترت هذا الفيض كي أكسر الخوف الذي يجابه أي برنامج يحاول رسم مجاله بدلا من الكتابة على مساحة الآخرين..

ربما لا أملك الكثير من الخيارات، لأن أي أنثى (أو ربما ذكر) تصبح "كتابا من الشكوك" عندما تقرر أن تترك العقل يحاول صياغة حياتها، وعندما تحاول أن تترك نفسها داخل المجتمع فإنها لا تفقد الشرعية فقط، بل تبقى داخل فراغ من الصد، أو حتى التوقف عند حدود الكلمات... فهل يمكن للانتخابات أن تتجاوز حواجز "الصرامة العقلية" التي نتسلح بها عندما نمنح أو نسلب الشرعية...

ومسألة الانتخابات بالنسبة لي هي صورة أحلم بها أو أكتبها على الورق كي أجعل صورة الحدث خارج "المقاس" السياسي الذي نحاول تبنيه في كل لحظة. فما أفهمه من هذا الأمر يمس حياتي وتفاصيل العيش التي تداهمني فأتعامل معها بودية أو غضب، ثم أبحث عن تشريع يتيح مسارا واضحا ليس في "مساواة الرجل والمرأة"، بل لجعل الإنسان مجال التفكير.. فتصبح الانتخابات بدايتها ونهايتها وغايتها "الإنسان" بكل ما يحمله من قيم اجتماعية...

"انتخابات الحداثة" التي تجعلني وتجعلهن معنيين بكتابة المستقبل، والتعامل مع الأجيال القادمة على مساحة من الثقة بدلا من الخوف، والعقل عوضا عن الترغيب والترهيب ولف العمائم.. الانتخابات التي تبقى وتعيش بالإنسان "ذكرا كان أم انثى"..