يعتزم منسق السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا، حث المسؤولين السوريين بعد غد الأربعاء على المساعدة في حل الأزمة في لبنان، في زيارة تسبقها انتقادات إسرائيلية، وتمثل خطوة، يعتبرها البعض انفتاحا على دمشق.

وستأتي المحادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في ختام جولة تستغرق ثلاثة أيام يزور خلالها بيروت اليوم حيث يلتقي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أن يتوجه إلى الرياض لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين غدا يلتقي خلالها الملك السعودي عبد الله ووزير الخارجية سعود الفيصل ورئيس مجلس الأمن القومي الأمير بندر بن سلطان.

وقالت المتحدثة باسم سولانا كريستينا غالاش «قررنا أن هذه هي اللحظة (المناسبة) للقيام برحلة إلى دمشق برسالة فحواها أننا نتوقع منهم تبني نهج بناء في المنطقة وفي لبنان على وجه الخصوص». وأضافت «مع وجود جنودنا هناك (لبنان) فإننا مشاركون لدرجة أننا نشعر أن علينا استغلال نفوذنا في الاتجاه الصحيح». وقالت ان قرار إرسال سولانا جاء بعد التغيير الذي طرأ على موقف دمشق تجاه العديد من القضايا.

وقال أحد المقربين من المسؤول الاوروبي ان محاولة الإسهام في حل الأزمة السياسية في لبنان ستكون «النقطة المركزية» في زيارة سولانا الى دمشق.

بدوره، قال مصدر دبلوماسي أوروبي ان سولانا سيسعى في دمشق الى إبراز كل الايجابيات في لعب دور «بناء» في المنطقة، وذلك أولا من خلال دفع المعارضة اللبنانية وفي طليعتها «حزب الله» الى تأييد إنشاء محكمة دولية حول اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن خلال إقامة علاقات سياسية متينة مع الاتحاد الاوروبي. وأوضح المصدر أن الاتحاد الاوروبي ومن دون أن يقطع رسمياً علاقاته مع النظام السوري منذ اغتيال الحريري، «لم يفعل شيئا لتقويتها».

وتواجه زيارة سولانا الى سوريا انتقادات إسرائيلية، حيث اعتبر مسؤول رفيع المستوى في القدس المحتلة أمس الأول ان هذه الزيارة بمثابة «غلطة» دبلوماسية. وقد جاء الإعلان عن الزيارة عقب طلب وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني خلال لقاء مع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل الاثنين الماضي، إبقاء العزلة الدبلوماسية على دمشق.

وقد اعتبرت ليفني خلال اللقاء ان «التقرب من النظام السوري في غياب أي تغيير حقيقي على الأرض سيكون بمثابة جائزة». وأوضحت ان «الأسلحة الايرانية والسورية لا تزال تمرر الى حزب الله عبر الحدود السورية اللبنانية». كما رأت ان «الدعوات السورية للحوار تستهدف التخلص من الضغط والعزلة التي تسببت بها سياساتها ولا تدل على التزامها بالسلام».

في مقابل ذلك، اتهمت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل خلال مؤتمر حول علاقات اسرائيل مع أوروبا، دمشق بعدم عمل شيء لتحسين الوضع في لبنان أو الشرق الاوسط بصورة عامة. وقالت «كل شيء يبين أن سوريا ليست في موقف... أو تفتقد الإرادة لاتخاذ خطوة في اتجاه الغالبية الكبيرة من المجتمع الدولي». لكنها أضافت ان الباب لا يزال مفتوحاً أمام دمشق للتعاون.

واعتبرت ميركل انه «يجب رؤية إشارات صغيرة للتعاون. للأسف لا يمكن (رؤية) ذلك». وتابعت انه «لا تعاون من جانب سوريا في ما يتعلق بتعزيز سيادة لبنان»، موضحة انه «سيكون سهلاً على سوريا أن تعترف على الأقل بلبنان دبلوماسيا».

مصادر
السفير (لبنان)