الديار

مؤتمر العراق يكسر الجليد مع ايران

لعل أولى النتائج التي خرج بها المؤتمر الدولي حول العراق هو كسر الجليد مع ايران وفتح باب ‏الحوار بين طهران وبغداد ومن ورائها الادارة الاميركية. وفي وقت اعتبر فيه وزير الخارجية ‏العراقية هوشيا زيباري ان المؤتمر حاول كسر الجليد مع ايران بهدف اشاعة مناخ ملائلاجراء ‏مشاورات. كشف سفير الولايات المتحدة في العراق زلماي خليل زاد انه اثار مباشرة مسألة ‏تدخل ايران في الاراضي العراقية.ووصف زيباري في حديث الى شبكة «سي ان ان» انعقاد المؤتمر حول الامن بانه «نجاح كبير» ‏بالنسبة الى بلاده.‏وقال ان «هذا الامر كان دليل ثقة بسيادة العراق وقدرته على تنظيم لقاء مماثل»، جمع في ‏بغداد السبت ممثلي 17 دولة ومنظمة دولية. وسئل عن السلاح الذي تتهم واشنطن ايران ‏بتقديمه الى المتمردين العراقيين، فاقر المسؤول العراقي بان «ثمة معلومات استخباراتية ‏كثيرة اسلحة وعناصر وشكل من الدعم تعبر الحدود انطلاقا من ايران».‏ واوضح ان العراق اثار كثيرا هذه المشكلة مع مسؤولين ايرانيين وقال «تحدثنا اليهم غالبا في ‏شكل مباشر، احيانا ينكرون واحيانا اخرى يقرون بامكان تحرك اناس في شكل يتجاوز سلطاتهم، ‏لكن بصماتهم واضحة ولا مجال لانكار ذلك».واعتبر الوزير ان على ايران التي تبدي «استعدادها لمناقشة قنوات الحوار»، ان «تقرن ‏دعمها المعلن للحكومة العراقية بخطوات على الارض». واضاف زيباري ان «الاعمال تتكلم افضل ‏من الاقوال»، منبها الى ان «اي بلد لن يكون في منأى من سقوط العراق». واذ تطرق الى وجود ‏وات الاميركية، كرر انها «حيوية وضرورية» مضيفا ان «المشكلة هي في بغداد والمحافظات ‏الوسطى». وتابع زيباري «اعتقد ان اي قرار بسحب القوات في شكل متسرع او سابق لاوانه ‏ستكون له نتائج كارثية على الجميع، الولايات المتحدة والمنطقة». وفي مقابلة مع شبكة «ان ‏بي سسجلت السبت وبثت امس قال خليل زاد انه تحدث مع نظيره الايراني لبضعة دقائق عند ‏افتتاح المؤتمر حول امن العراق الذي ضم الدول المجاورة للعراق والدول الكبرى. ورغم انه ‏اقر بعدم حصول محادثات مباشرة «مهمة» بين ايران والولايات المتحدة، قال خليل زاد انه ‏اثار لدىموفد الايراني مسالة الاتهامات الموجهة لايران بتزويد المتمردين العراقيين ‏بالاسلحة.‏وقال السفير الاميركي «لقد ذكرت تحديدا الدور السلبي الذي لعبته الدول المجاورة ولا سيما ‏تلك التي تقدم اسلحة ومال وتلك التي تدلي بتصريحات مثيرة للاستفزاز».‏واضاف «لقد اثرت هذه المسائل معهم وسنرى اثر هذا الاجتماع وما يعتزمون القيام به ... ‏هل سيتوقفون عن تقديم الاسلحة والتدريب والاموال للمسلحين ومجموعات صغيرة اخرى؟».‏وردا على سؤال حول ما اذا نفى الايرانيون نقل الاسلحة العراق العراق، اجاب خليل زاد ‏‏«نعم، لقد نفوا واثاروا من ناحيتهم مسألة توقيف بعض المسؤولين الايرانيين وهذا ما قمت ‏بالرد عليه». وقال ايضا «سوف نراقب تصرفاتهم وهذا هو المهم في نهاية المطاف ولكن الاجتماالمحادثات كانت بناءة». واشار الى ان «الجو العام كان للعمل وللحوار البناء ولم يحتدم ‏النقاش بل كانت المحادثات عادية وصريحة، وحتى تخللها بعض المزاح».‏لكن خليل زاد قلل من اهمية فكرة حصول تغيير في السياسة الاميركية.‏ واعتبرت ايران امس ان المؤتمر حول امن العراق الذي عقد السبت يشكل «خطوة اولى جيدة»، ‏لكن من دون التطرق الى الاتصالات التي تمت بين الاميركيين والايرانيين في اطاره.‏وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني للصحافيين «كانت خطوة اولى جيدة» ‏مضيفا انه «اذا عقد مؤتمر اخر على مستوى وزراء الخارجية في بغداد، فقد يكون هناك امل ‏اكبر بان الاتجاه الايجابي الذي انطلق سيتواصل».وعدد حسيني ثلاث اولويات بنظر بلاده لخفض مستوى العنف في العراق وهي «تسليم المسؤولية ‏الامنية الى العراقيين وتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية والتصدي لجميع المجموعات ‏الارهابية بدون تمييز».واعتبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان المؤتمر الدولي حول العراق الذي انعقد ‏في بغداد يشكل «خطوة اولى نحو استقرار» هذا البلد، الا انه شدد على ضرورة ان يلتزم ‏العراقيون بالتوصل الى «المصالحة الوطنية».وقال الوزير الفرنسي في مقابلة معه نشرتها امس صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» «ان هذه ‏التعبئة الدولية يجب ان تترافق بالضرورة مع تحريك لجهود المصالحة الوطنية بين العراقيين».‏وقال الوزير الفرنسي ايضا «ان المشاكل التي يعاني منها العراق حاليا لديها اسبابها ‏الداخلية» مضيفا «لا بد من العمل في هذا الاطار ايضا والاتفاق على ميثاق جديد بين ‏العراقيين لكي يكون لكل طرف حصته العادلة في مؤسسات البلاد ومواردها».واعتبر وزير الخارجية الفرنسي انه لا بد من تحديد «افق» لسحب القوات الاجنبية من العراق ‏مع تحذيره من خطر الوقوع في «مطبين».‏وشارك وفد سووري برئاسة احمد عرنوس معاون وزير الخارجية في اجتماع الدول المجاورة ‏للعراق، وقد القى عرنوس بياناً اوضح فيه موقف سورية من الوضع الصعب القائم في العراق ‏وسبل الحل السياسي المطلوب كما اكد البيان وقوف سورية الى جانب العراق وشعبه بكل فئاته ‏وادان لاستهداف مواطنيه ومؤسساته الوطنية واعتبار ذلك عملاً ارهابياً وعبر عن دعم ‏سوريا لحل سياسي يؤدي الى عودة الامن والاستقرار في العراق واقامة عراق جديد عربي واسلامي ‏الهوية والانتماء ويرتبط مع جيرانه بعلاقات طيبة. وركز البيان على ان انجاز المصالحة ‏الوطنيةب ان يأخذ بالاعتبار مواجهة النعرات الطائفية والعمل على ازالتها والاعداد ‏لعقد مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الشامل بالاضافة الى الاسراع في اجراء المراجعة ‏الدستورية للمواد الخلافية في الدستور وقانون اجتثاث البعث وحل الميليشيات وانهاء المظاهر ‏المسلحة العدية ومتابعة اعادة بناء القوات المسلحة واجهزة الامن وجدولة انسحاب ‏القوات الاجنبية من العراق بالاتفاق مع الحكومة العراقية.‏ودعا البيان دول الجوار التي ترتبط باوثق العلاقات مع العراق من خلال الانتماء التاريخي ‏والحقائق الجغرافية الى دعم الحكومة العراقية ومساندة العملية السياسية وتفعيلها والعمل ‏معا للقيام بكل ما يسهم في تأمين سلامة الحدود بشكل متبادل وتفعيل قرارات وزراء ‏الدية لدول الجوار.‏ واشار البيان السوري الى ضرورة تحمل الحكومة العراقية والسلطة القائمة بالاحتلال ‏والمنظمات الدولية والانسانية لمسؤولياتها تجاه المواطنين العراقيين الذين اضطروا لمغادرة ‏وطنهم طلباً للامن والعمل على عودتهم لبلدهم حالما تتوفر الظروف المناسبة لذلك.واعلن تحالف مجموعات سنية منضوية في كنف تنظيم القاعدة في شريط فيديو عرض على الانترنت ان ‏المؤتمر الدولي الذي عقد في بغداد السبت حول امن العراق كان هدفه «تحقيق السياج الامني ‏لاسرائيل».واكد الناطق باسم «دولة العراق الاسلامية» التي اعلنتها هذه المجموعات، في الشريط ان ‏‏«مؤتمر بغداد الذي تحالفت لوضعه قوى الكفر كلها القريبة والبعيدة وكلهم خدام لمشروع ‏صليبي يهودي واحد لمنع المد الاسلامي وتحقيق السياج الامني لاسرائيل حتى تقوم دولة اليهودكبرى في فلسطين المقدسة على ارض الميعاد كما يزعمون».‏ واعلنت مسؤولة اميركية تزور القاهرة ان الولايات المتحدة ستستقبل على الاقل سبعة الاف ‏لاجىء عراقي خلال الاشهر المقبلة.‏وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية المكلفة الشؤون الانسانية ايلين ساوربري لوكالة ‏انباء الشرق الاوسط المصرية ان المفوضية العليا للاجئين اعلنت انها تستطيع ارسال نحو عشرين ‏الف لاجىء عراقي خلال الاشهر الستة او التسعة المقبلة، علما ان هذا العدد يشمل كل اول ‏المضيفة، وتأمل ان ترسل سبعة الاف منهم الى الولايات المتحدة.‏وستقدم الولايات المتحدة ايضا 18 مليون دولار الى مفوضية اللاجئين، اي ثلث المبلغ الذي ‏طلبته المفوضية لادارة قضية اللاجئين العراقيين.‏وستتوجه ساوربري ايضا الى سوريا، ما يشكل مؤشرا جديدا الى مرونة الدبلوماسية الاميركية ‏في الشرق الاوسط بعدما رفضت محاورة خصومها وقتا طويلا.‏الي ذلك، اعلنت الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي امس رفضها تدويل المسالة العراقية ‏معتبرة ان ذلك سيشكل «تجريدا من السيادة» ورحبت بحضور سوريا وايران المؤتمر الدولي نظرا ‏‏«لتاثيرهما الكبير»وقال نصار الربيعي النائب في التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر «ندعم اي مؤتمر ‏دولي لكننا نرفض وبشدة اي تدويل للقضية العراقية لان ذلك يعتبر تجريدا من السيادة».‏واضاف «لا يمكن للمؤتمر الخروج بنتائج اكثر مما حدث لكنه يتميز بسمة اضافية عن غيره من ‏المؤتمرات التي عقدت سابقا وهي وجود الوفدين السوري والايراني الى جانب الوفد الاميركي». ‏وتابع الربيعي «ما دام للاحتلال بعد اقليمي ودولي فان حضور هاتين الدولتين بالتاكيد ل‏تاثير كبير في المباحثات مع القوات المحتلة من اجل استبباب الامن في العراق لكن شرط ان يكون ‏وفق المصالح العراقية وليس وفقا لمصالح هذه الدول».على الصعيد الميداني، قتل حوالى 60 شخصا غالبيتهم من الزوار الشيعة، واصيب عشرات ‏اخرون بجروح في اعمال عنف متفرقة امس معظمها في بغداد وذلك غداة انعقاد مؤتمر دولي حول ‏امن العراق واستقراره‏