الديار
في الوقت الذي تتكثف فيه الاتصالات بين القوى الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس، وذلك اثر ظهور خلافات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية حول تشكيل الحكومة. في هذه الاثناء ان قتال في شمال قطاع غزة وقتل ناشط من حماس ليصبح اول قتيل يسقط في اشتباكات داخلية منذ اتفاق مكة.فقد التقى عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي لاكثر من ساعتين امس في القدس، بحسب ما افادت مصادر رسمية.وتم اللقاء، وهو الثالث بين المسؤولين والثاني في اقل من شهر، في مقر اولمرت في القدس. وشدد اولمرت قبل اللقاء على انه لا يفترض تشكيل حكومة فلسطينية قبل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت الذي اسرته ثلاث مجموعات فلسطينية مسلحة في حزيران الماضي.وقال مسؤول اسرائيلي ان عباس اكد لاولمرت انه «لن يدخر اي جهد للافراج عن جلعاد شاليت في اسرع وقت، وحتى قبل تشكيل حكومة وحدة فلسطينية اذا كان ذلك ممكنا». واضاف ان الاجتماع «تم في اجواء ايجابية واتفق الجانبان على مواصلة اللقاءات في شكل دوري».وتابع ان «الجانبين كررا تمسكهما بخارطة الطريق، وكرر عباس قبوله بشروط اللجنة الرباعية» الدولية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.واكدت حركة حماس انها «لا تعول» على لقاء محمود عباس مع اولمرت. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ان «الجانب الاسرائيلي يريد ان يبتز الرئيس عباس وألا يتجاوب مع حماس في حكومة الوحدة الوطنية».ودعا برهوم الرئيس الفلسطيني الى الضغط على الجانب الاسرائيلي «لوقف الاعتداءات الاسرائيلي والكف عن الاغتيالات والاعتقالات وان يتم اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين».واشار الى ان اسرائيل «مهتمة بموضوع (الجندي الاسرائيلي الاسير لدى مجموعات مسلحة فلسطينية جلعاد) شاليط ولا تهتم بالافراج عن الاسرى الفلسطينيين». واعتبر برهوم ان الرئيس ابو مازن «اقوى الان من ذي قبل لانه يمثل الان كافة قطاعات الشعب الفلسطيني ونحن في حماريد ان يكون الرئيس ابو مازن قويا حتى لا ينثني امام الضغوطات الاسرائيلية والاميركية».وحض وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي امس الفلسطينيين على اخذ مطالب اللجنة الرباعية في الاعتبار في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.وقال بلازي في مؤتمر صحافي عقده في ابو ظبي التي اختتم فيها جولة زار خلالها ايضا الكويت ان «فرنسا مستعدة لاستئناف الاتصالات المباشرة مع اي حكومة فلسطينية مشروعة يراعي برنامجها مطالب المجتمع الدولي»واضاف الوزير الفرنسي «سنحدد موقفنا فور تولي هذه الحكومة مهامها وسنولي اهتماما كبيرا لمضمون هذا البرنامج. لكن من المهم ان يعكس مراعاة لمبادىء الرباعية (...) التي نحرص عليها بشدة».وقال الوزير «يجب الحيلولة دون اعادة اغلاق نافذة الفرصة التي فتحها اتفاق مكة في 8 شباط وتشكيل حكومة فلسطينية جديدة».وحذر في هذا السياق من خطر «عرقلة عمل الرئيس محمود عباس لتوحيد الفلسطينيين» واضاف ان «البديل هو الحرب الاهلية في غزة وربما غدا في الضفة الغربية. الامر الذي ليس لاحد مصلحة فيه سوى المتطرفين»من جانبه اكد وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في المؤتمر الصحافي نفسه ان بلاده ستدعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية القادمة موضحا مع ذلك ان هذه الحكومة يجب ان تحظى بموافقة المجتمع الدولي.ميدانياً، هزت انفجارات قذائف مورتر وقذائف صاروخية بلدة بيت حانون في الساعات الأولى من صباح امس بعد تبادل لإطلاق النار انحى كل طرف باللائمة فيه على الطرف الآخر. وامتد الاقتتال في الشارع إلى مدينة غزة مما أسفر عن إصابة ثمانية.وتفجرت أعمال العنف بعد ساعات فقط من تصريح اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني والعضو في حماس بأنه سيجرى الإعلان عن حكومة وحدة خلال الأيام القليلة المقبلة.وقيل إن الرجل الذي قتل خلال اطلاق النار امس هو محمد الكفارنة وهو عضو في القوة التنفيذية التابعة لحماس. واتهمت حماس فتح بنصب كمين لسيارته.وقال متحدث باسم فتح إن نشطاء من حركة حماس أطلقوا النار في البداية على سيارة تقل افرادا من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسرعان ما انتشر القتال في بيت حانون مع مهاجمة قوات حماس لمكتب تابع لفتح ومجمع أمننفصل. وأطلقت النيران أيضا على منزلي نشطين محليين من فتح. وأعلنت قوات أمن فتح حالة التأهب القصوى في شمال غزة وأصدرت أوامر لأفرادها بتعزيز مواقعهم وإقامة نقاط تفتيش لاعتراض سيارات حماس.واعلنت وزارة شؤون الاسرى الفلسطينية ومصادر اخرى من حركة حماس ان اسرائيل اطلقت الاحد سراح قيادي بارز من الحركة امضى 15 عاما في السجون الاسرائيلية.وقالت الوزارة ان اسرائيل سلمت صالح العاروري (43 عاما) قرارا باطلاق سراحه ووقع الوثائق اللازمة لذلك داخل سجن كفار يونا حيث هو معتقل.وقالت هذه المصادر ان العاروري يعتبر من ابرز قيادات الحركة في الضفة الغربية، وكانت اسرائيل اعتقلته في بداية التسعينات بتهمة الانتماء لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة.وحكم على العاروري حينها بالسجن الفعلي لمدة عشر سنوات، الا ان اسرائيل ومع انتهاء المدة حولته للاعتقال الاداري طيلة خمسة اعوام. وفتحت البحرية الاسرائيلية النار صباح امس على زوارق فلسطينية قبالة سواحل قطاع غزة ما ادى الى اصابة ثلاثة من ركابها بجروح، على افادت مصادر طبية فلسطينية والجيش الاسرائيلي. وذكرت المصادر الفلسطينية ان الجرحى الفلسطينيين الثلاثة كانوا في زوارق صيد وقد اصيب احدهم بجروح بالغة.من جهتها اعلنت متحدثة عسكرية اسرائيلية ان «البحرية الاسرائيلية رصدت باكرا هذا الصباح اثناء قيامها بدورية روتينية ثلاثة مراكب بمحركات كانت تقترب من ساحل غزة». وقالت ان «البحرية الاسرائيلية امرتها بالتوقف لكنها لم تمتثل فاطلقت النار في الجو غير ان الزو لم تستجب للطلقات التحذيرية ففتحت البحرية النار في اتجاهها لوقفها».