البداية لا يمكنها العبور أمامي بشكل سهل، فالمسألة بالنسبة لي تخرج عن اطار الوجوه الباسمة، او الرغبة الجامحة في الوصول إلى "تمثيل الشعب" بالحملات الانتخابية التي تحاول رسم مكان في الخارطة الاجتماعية ... فأنا في هذه الخارطة دون حاجة للتلميح أو حتى للإشارة إلى قدرتي، فموضوع "الإناث" هو المفضل عند الجميع.. لأنني "فتنة" التراثيين، ومساحة العشق أو حتى الغضب لشرائح مختلفة، لكنني في النهاية أحمل مسألتي "الخلافية" وأشاهد الانتخابات فيها..

في "الرؤية" الثالثة لا يمكنني أن أقف كغيري ضمن مساحات مجهولة لا يُعرف منها سوى الوجوه، فعندما يختفي التفكير لصالح الابتسامات تنتهي الانتخابات إلى منافسة "علاقات عامة"، يحكمها قدرة القائمين على الحملات التسرب إلى الناس خلال شهر ثم الانسحاب بأسرع وقت ممكن، لأن "العلاقات العامة" وفق التقاليد السائدة لا تتجاوز الحالات "الدعائية".

و "الرؤية" الثالثة أيضا محاولة فقط لخلق التعبير عن الاهتمام بـ"التشريع"، وعدم تركه لسير الحدث، فكيف يمكنني أن استريح دون "المعرفة" التي تمنحني جرأة الحديث، أو حتى شجاعة "البوح" بما يمكن أن يحدث.. فأنا عاشقة للمستقبل، وللقدرة على التجريب والمحاولة، حتى لو تكسرت "مرجعيات" التراث، فشرعيتي بالمحاولة والجرأة.. وشرعيتي في "الرؤية" الثالثة التي ترى "المجتمع" قبل أن تدخل مجال السياسة.. ثم تعرف أن الانتخابات "مشروع إنساني" وليس موقفا سياسيا يقف عن حدود ترسم قيما من الأشخاص أو الأحزاب أو التيارات أو... الإناث.

ربما يطول بحثي عن "الرؤية" الثالثة.. لكنني اعتدت الصبر وربما أدمنته في عمليات "الحفر" التي أقوم بها، فلا أستطيع خلق فصل ما بين "المعاناة" و "الانتخابات".. وما بين "جرائم الشرف" وتعاملي مع المرشحين، وما بين حلم الحداثة وطريقة الحملات الانتخابية.

ما لم نجربه حتى اليوم هو محاولة الكشف عن "الرؤية" الثالثة التي يمكن أن تحمل أشكالا من تداخل الطيف اللوني، أو تنتهي في حدود البحث، لكننا على الأقل نترك خبرة للآخرين كي يطرقوا أبوابا أخرى...

ما أحلم به "رؤية" تبدأ بالدعوة للبحث والمشاركة... وتدعو لتغليب مراكز البحث على دعم ظهور مطبوعات تظهر يوما وتغيب أسابيع.. ما أحلم به أن يقوم "المرشح" بقراءة "المعادلة المعقدة" لمسألة التشريع والمجتمع.. وقضايا التشابك السياسي مع الاجتماعي.. وفي النهاية المحاولة بتمثيل المجتمع على قاعدة المعرفة وليس الحدس!!!