الوطن القطرية / محمد ظروف

هناك من يتحدث عن تحسن في الوضع العربي العام، وأن ذلك سينعكس بصورة إيجابية على مؤتمر القمة الذي سيعقد في الرياض بأمل الخروج بقرارات ونتائج، قد تكون اكثر واقعية وقدرة على اعادة بناء التضامن العربي وفق اسس جديدة!

ان النظرة الواقعية الى خريطة العلاقات العربية ـ العربية تؤكد أن الوضع العربي هو في اسوأ حالاته عشية انعقاد قمة الرياض وان هناك حزمة من الخلافات والانقسامات العربية المستعصية التي تهدد القمة نفسها!

والمشكلة ان البعض يحاول خداع الرأي العام العربي ووضعه في اجواء من التفاؤل غير الواقعي.

وهذا الأسلوب يجرى اعتماده قبيل انعقاد اي مؤتمر قمة عربي، فقد جرت العادة ان تبادر وسائل الاعلام المختلفة الى القيام بحملات اعلامية يتم عبرها تصوير العمل العربي المشترك، وكأنه قد ارتقى الى اعلان الوحدة الكاملة وان القادة العرب اصبحوا متفقين على كل شيء وان الجميع بانتظار ساعة الصفر بإطلاق اكبر مشروع للنهوض القومي ومن ثم يفاجأ المواطن العربي بصدور قرارات هزيلة وضعيفة ولا تساوي في بعض الاحيان ثمن الورق الذي دونت عليه!

وهذا مؤشر قوي على وجود ازمة كبرى في بنية العمل العربي المشترك، فالغالبية في المنطقة لا يريدون اي تضامن عربي حقيقي، لان مثل هذا التضامن قد يلزمهم بمواقف والتزامات غير قادرين على الالتزام بها، لانها قد لا تروق لأميركا أو لإسرائيل وبالتالي فإن أى حديث عن مرحلة جديدة في العمل العربي المشترك هو نوع من ذر الرماد في العيون لان الرؤية الواضحة هي ان كل دولة عربية تضع الخطط الاستراتيجية الخاصة بها وهي تتعارض في كثير من الاحيان مع مصالح الدول الاخرى ومع ذلك فإن احدا لا يسمع لاحد والكل اصبح مشغولا بالهموم القُطرية والعائلية والفردية والعمل القومي هو آخر ما يتم الحديث عنه!