جددت دمشق رغبتها بإجراء "حوار جاد" مع واشنطن يتناول قضايا الشرق الاوسط وأكدت أنه " بدون الحوار لا يمكن حل أي مشكلة من مشاكل المنطقة ".

وأوضح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بعد محادثات أجراها أمس مع مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية إيلين سوربري أن "كل القضايا مترابطة مع بعضها في المنطقة العربية ولا يمكن ايجاد الحلول الدائمة لها الا من خلال اجراء مثل هذا الحوار".

وفي زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من سنتين، وصلت سوربري إلى دمشق مساء الأحد للاطلاع على أوضاع اللاجئين العراقيين في سوريا وبحثها مع المسولين السوريين.

ويبلغ عددهم في سورية أكثر من مليون لاجئ، عدا عن أربعين ألف يدخلون البلاد شهرياً بحسب ارقام رسمية.

وكانت سوربري زارت القاهرة على أن تنتقل من دمشق إلى عمان.

ويرى المراقبون في هذه الزيارة مؤشرا جديدا على مرونة الدبلوماسية الاميركية في الشرق الاوسط والتي كانت تميزت حتى الان برفض واشنطن التحدث الى خصومها.

وأوضح المقداد أن سورية طرحت خلال المحادثات "كل الايضاحات حول الوضع العام في المنطقة وضرورة أن يتم نقاش جدي بين سوريا وبين الجانب الامريكي حول كافة المسائل "، مشدداً على أن "كافة هذه المسائل متصلة مع بعضها ".

وقالت وكالة الأنباء سانا، إن المقداد أكد أن مشكلة اللاجئين العراقيين هى نتيجة للحرب على العراق، ودعا المجتمع الدولى إلى ايلاء الاهتمام الكامل بمعالجة اسبابها "، مطالباً الحكومة العراقية والجانب الامريكي بأن يتحملا المسؤولية " فى العمل على تمكين العراقيين من العودة الى ديارهم ومنازلهم فى أجواء من الامن والاستقرار ".

بدورها، أعربت المسؤولة الأمريكية خلال المحادثات عن تقديرها للاعباء الكبيرة التى تتحملها سورية جراء استضافتها اللاجئين العراقيين، وضرورة مساعدة المجتمع الدولى لسورية فى تحمل الاعباء الناجمة عن تلبية احتياجاتهم الاساسية فى مختلف المجالات وعلى ضرورة خلق اجواء الامان والاستقرار في العراق من اجل المساعدة على عودة اللاجئين العراقيين الى ديارهم.

وأبدى المقداد ارتياحه للمحادثات موضحاً أنه كان هناك " انطباع بأن الموقف إيجابي بالنسبة لوفد الخارجية الامريكية إزاء الطريقة التي تعاملت بها سوريا مع قضية اللاجئين العراقيين" وأوضح أن سوربري اشادت "بكافة الخدمات التي قدمتها سوريا في هذا المجال ".

وعما إذا كان متفائلا بتعاون امريكى مع سورية وايران حول العراق قال نائب وزير الخارجية: هنالك شيء ثابت هو انه بدون حوار وبدون تعاون لا يمكن حل اى مشكلة من مشاكل المنطقة.

ولم تدل ساوربيري للصحفيين بأي تصريحات بعد المحادثات واتجهت رأسا إلى اجتماعات مع مسؤولي إغاثة تابعين للأمم المتحدة في دمشق.

ووصفت الولايات المتحدة زيارة سوربري بالـ"مجدية"، وقال توم كايسي المتحدث باسم الخارجية الاميركية "كان تبادل وجهات النظر بينهما مجديا".

وكانت الولايات المتحدة التي تقاطع سوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط 2005، شددت على انه لن تكون هناك لقاءات ثنائية في دمشق وان سوربري ستكون برفقة ممثل للمفوضة العليا للاجئين.

واكد كايسي ان مباحثات سوربري كانت ثنائية مع مقداد مشيرا الى ان المسؤولين بحثا قضية اللاجئين العراقيين.

واوضح كايسي "لقد دعت (سوربري) سوريا الى التعاون مع الحكومة العراقية ومع المفوضية العليا للاجئين لتوفير الحماية والمساعدة للاجئين العراقيين في سوريا".

واضاف ان السوريين "اعربوا عن استعدادهم لمواصلة استقبال العراقيين المرحلين مع الاشارة الى العبء الذي يشكله ذلك عليهم وعلى نظامهم".

وبحسب مسوؤل في الخارجية الاميركية طلب عدم كشف هويته، فان ممثل مفوضية اللاجئين الذي كان يفترض ان يشارك في اللقاء حال "جدول مواعيده" دون المشاركة في الاجتماع..

واضاف ان الاجتماع دام 45 دقيقة.

وفي دمشق قالت المفوضية العليا للاجئين ان احد مسؤوليها وهو جورج اوكوث-ابو كان في سوريا في مهمة انسانية مختلفة عن مهمة المسؤولة الاميركية وهي ارفع مسؤول اميركي يزور سوريا منذ زيارة الرجل الثاني في الخارجية حينها ريتشارد ارميتاج في بداية 2005.

مصادر
سورية الغد (دمشق)