اعلن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا أمس في بيروت انه يأمل ان يرى "تبدلا في الموقف" السوري خلال المحادثات التي سيجريها الاربعاء في دمشق مع الرئيس بشار الاسد.

وقال خلال مؤتمر صحافي اثر لقائه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة "ساجري في سوريا مشاورات صريحة وودية (...) لنرى اذا كنا نستطيع الحصول على تبدل في الموقف يتيح معاودة ارساء علاقات جيدة" بين سوريا والاتحاد الاوروبي.

واضاف انه سيثير في سوريا قضية المحكمة الدولية لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري, علما ان الغالبية النيابية المناهضة لدمشق تتهم المعارضة بتعطيل اقرار مشروع المحكمة بايعاز من سوريا التي اشارت لجنة التحقيق الدولية الى امكان تورطها في الجريمة.

وتابع سولانا انه سيتناول "مع الرئيس السوري بشار الاسد مسألة تهريب السلاح (الى لبنان عبر سوريا)".

واضافة الى السنيورة, اجتمع سولانا برئيس مجلس النواب نبيه بري, حليف حزب الله الذي يقود المعارضة ضد حكومة السنيورة, فضلا عن زعيم الغالبية النيابية سعد الحريري.

واستهل سولانا الاثنين في بيروت جولة في الشرق الاوسط تستمر ثلاثة ايام تقوده الى السعودية وسوريا.

وشدد على ان هذه الجولة "مهمة جدا" لانها تسبق القمة العربية التي تلتئم في 28 اذار/مارس في المملكة السعودية وتلي لقاءي بري والحريري.

وبعد زيارة للسعودية الثلاثاء ينتقل سولانا الى سوريا الاربعاء حيث يجري محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد.

وسوريا التي سيزورها الاربعاء هي المحطة الاهم في جولة سولانا بما انها اول زيارة يقوم بها الى هذا البلد منذ اغتيال رفيق الحريري في اعتداء اشارت لجنة دولية للتحقيق فيه الى احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين فيه.

وقال سولانا الجمعة "لدي تفويض (من الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد) لهذه الرحلة بما في ذلك لسوريا لاقول لهم اننا نريدهم ان يعملوا معنا ومع المجتمع الدولي خصوصا بشأن لبنان".

وسيلتقي سولانا الثلاثاء عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي تحاول بلاده مع ايران, التوصل الى حل للازمة السياسية في لبنان وتجنب نزاع بين السنة والشيعة.

وقال مصدر دبلوماسي اوروبي في بروكسل ان سولانا سيسعى في دمشق الى ابراز كل المكاسب التي يمكن ان تحصل عليها سوريا في حال قامت بدور "بناء" في المنطقة.

ويريد سولانا اقناع دمشق بدفع المعارضة اللبنانية التي تضم خصوصا حزب الله المدعوم من ايران وسوريا والتيار الوطني الحر الذي يقوده العماد ميشال عون وفصائل اخرى, الى الموافقة على انشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري.

وبرر رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان اليوم دعم فرنسا الجديد لزيارة سولانا دمشق، معتبرا ان هذا الامر يتيح "حوارا منظما ومسؤولا".

وقال دو فيلبان امام جمعية الصحافة الدبلوماسية الفرنسية ان "الرغبة في حوار منظم ومسيطر عليه ومسؤول تبدو لي اليوم الحل الافضل, بالنظر الى حقيقة الوضع في هذه المنطقة".

وكانت فرنسا عارضت في آب الماضي زيارة من هذا النوع. واعترض وزير الخارجية فيليب دوزست بلازي على خطة لزيارة سولانا دمشق وقال انها "ليست مطروحة وليس مرغوبا فيها". وقرر سولانا حينذاك الغاء رحلته.

وتابع دو فيلان "كثيرا ما سلك الجميع طريق (دمشق) فرادى غير منظمين. ونحن نعتقد انه من الافضل, انطلاقا من روح المسؤولة" ان يتولى العلاقة بين الاوروبيين وسوريا "الشخص الاكثر اهلية في الاطار الاوروبي", اي سولانا.

وقال ايضا "ننتظر من سوريا عددا من الخطوات وعددا من القرارات. يبدو لي ان اظهار امكان الحوار واننا ننتظر ايضا نتائج هي الرسالة الاكثر وضوحا التي يمكننا (توجيهها) لسوريا".

واوضح دو فيلبان ان الاتحاد الاوروبي ينتظر من دمشق "خطوات" تساهم "في مزيد من الاستقرار والتقدم على صعيد الملفات الملموسة", مثل قضية سيادة لبنان والسلام في جنوب لبنان.

من جهته, اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان "سولانا سيتوجه الى دمشق في اطار جولة في المنطقة وبخارطة طريق اوروبية محددة مسبقا بشكل جماعي".

وكان وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس التقى في اب الرئيس بشار الاسد, واعلن سولانا هذه الزيارة من بروكسل مشددا على ان موراتينوس يمثل "كل" الدول الاعضاء.

واوضح ماتيي ان الممثل الاوروبي سيؤكد في دمشق "ضرورة احترام كل القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن الدولي وبينها انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي".

مصادر
سورية الغد (دمشق)